في ظل صمت متواصل من الدول العربية، استمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكشف عن "العلاقات السرية العميقة" التي تجمع تل أبيب ومختلف العواصم العربية والإسلامية، آخرها الخرطوم، مستثنياً ثلاثاً منها فقط.
كان ذلك في معرض احتفاله بأنباء عبور أول طائرة إسرائيلية المجال الجوي السوداني في التاريخ.
خلال كلمته في مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى الذي عقد في القدس مساء 16 شباط/فبراير، قال نتنياهو إن علاقات إسرائيل المعلنة، حتى الآن، مع الدول العربية لا تُجسّد أكثر من 10 في المئة من إجمالي العلاقات بين الجانبين.
وسأل: "كم نسبة العلاقات التي نقيمها مع الدول العربية في العلن؟"، وأجاب عن السؤال: "إنها حوالى 10 في المئة. إنكم ترون حوالى 10 في المئة فقط".
ثم أضاف: "أطور اتصالات مع الدول العربية والبلدان الإسلامية. أستطيع أن أخبركم أن عدد الدول الإسلامية أو العربية التي لا تربطنا بها ‘علاقات عميقة‘، هي دولتان أو ثلاث، وأحياناً يتم الكشف عن ذلك".
واستشهد بزيارته السابقة إلى سلطنة عُمان، واجتماعه مع رئيس المجلس السيادي السوداني عبدالفتاح البرهان أخيراً في أوغندا.
محتفلاً بعبور أول طائرة إسرائيلية أجواء السودان… نتنياهو يتحدث عن "علاقات عميقة" مع جميع البلدان العربية والإسلامية باستثناء ثلاث منها، ويشدد: "المعلن هو 10 في المئة من العلاقات فقط"
أول طائرة إسرائيلية فوق السودان
وأبرز نتنياهو عبور أول طائرة إسرائيلية المجال الجوي السوداني للمرة الأولى في التاريخ، واصفاً ذلك بـ"التغيير الكبير".
وعدد مزايا ذلك بالقول: "السياح الإسرائيليون، الرحالة، سيسافرون إلى أمريكا الجنوبية فوق أجواء السودان. لقد قلصّنا وقت رحلتهم حوالى ثلاث ساعات. من الآن فصاعداً، لن يكونوا بحاجة إلى الذهاب إلى إسبانيا ومنها إلى إفريقيا فأمريكا الجنوبية. بإمكانهم حالياً التحليق مباشرة فوق السودان إلى البرازيل والأرجنتين. كما يمكنهم التوقف في الطريق في بلد آخر أقمنا معه علاقات دبلوماسية أخيراً، هو تشاد".
وعدّ ذلك دليلاً على أن "إسرائيل أصبحت الآن قوة يجب أخذها في الاعتبار، لأن التعاون مع إسرائيل، يساعد على الاستعداد وتأمين مستقبل الشعوب، وضمان مستقبل أفضل لها، وهذا موجود في أذهان الجميع".
نتنياهو عن تزايد تطبيع العلاقات مع العرب: "دليل على أن إسرائيل أصبحت الآن قوة يجب أخذها في الاعتبار، وأن التعاون معها يساعد على الاستعداد وتأمين مستقبل الشعوب"
ومطلع الشهر الجاري، التقى نتنياهو والبرهان بحضور رئيس الموساد مدة ساعتين في مقر الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني في لقاء عُدّ "تحولاً حاداً" في سير العلاقات بين إسرائيل والسودان الذي كان يُعتبر "عدواً شرساً لتل أبيب وحليفاً لإيران".
وبرغم نفي الحكومة السودانية لاحقاً علمها بالموعد وإصرارها على أن البرهان "مثل نفسه فقط" في هذا الاجتماع، اعتبر الكثير من المراقبين أنه خطوة كبيرة على طريق التطبيع بين الجانبين.
وفي 16 شباط/فبراير، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن إقلاع طائرة إسرائيلية إدارية من مطار بن غوريون في اللد قرب تل أبيب (مركز) مطلع الأسبوع الماضي إلى مطار كينشاسا (عاصمة الكونغو الديمقراطية) قبل عودتها إلى مطار بن غوريون عبر أجواء السودان.
ولفتت إلى أن الطائرة التي عبرت الأجواء السودانية "لا تحمل ترخيصاً إسرائيلياً، لكن قاعدتها الرسمية هي مطار بن غوريون في اللد قرب تل أبيب".
وذكرت أن البرهان كان قد وافق، خلال لقائه نتنياهو، على عبور الطائرات الإسرائيلية فوق المجال الجوي السوداني، مستثنياً من ذلك شركة "إلعال" الإسرائيلية.
تصريحات انتخابية؟
وعبر تويتر، أوضح المحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة: "نتنياهو يحتفل بعبور طائرة إسرائيلية المجال الجوي السوداني. مخطط ما بعد صفقة القرن يقوم على فتح أبواب التطبيع، وتصفية القضية بالتدريج من دون توقيع. هذا يكشف عن حجم جريمة التطبيع".
واستطرد: "نتنياهو يغرّد عن تطبيع السودان. لكنه يوسّع الاحتفال (حديثه عن التطبيع مع بقية الدول). تغريدة انتخابية لمجتمع مذعور برغم فترة أمن استثنائية وفّرها لهم (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس. هو يبالغ. لكن التطبيع يتسارع فعلاً ولن تلجمه سوى انتفاضة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...