شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
صعد إلى السماء بعمود من نور واقتبس الحكمة من مشكاة النبوة... أرسطو عند العرب

صعد إلى السماء بعمود من نور واقتبس الحكمة من مشكاة النبوة... أرسطو عند العرب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الخميس 4 يونيو 202002:22 م

احتضنت الفلسفة الإسلامية في العصر الوسيط الموارد المعرفية للحضارات المحلية والمجاورة، وأنعشت تواريخها ومنتوجها المعرفي، ومن بينها كانت الفلسفة اليونانية القديمة مورداً هاما. وبالتالي، لم يكن من الغريب أن يحظى فلاسفة اليونان، كسقراط وأفلاطون وأرسطو، بمكانة معتبرة في الثقافة الإسلامية، وأن تتواتر أسماؤهم في المدونات الفلسفية والكلامية وفي بعض المتون العقائدية والتاريخية.

كان أرسطو صاحب الحضور الأكثر تأثيراً في الثقافة الإسلامية، وبحسب ما يذكر الباحث المصري الدكتور أشرف منصور، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، لرصيف 22، فأن أرسطو هو "الشخصية المحورية صاحبة التأثير الأكبر على فلاسفة الإسلام: الكندي، الفارابي، ابن سينا، ابن باجة، ابن طفيل وابن رشد. وليس في الأمر غرابة، لأن فلسفة أرسطو مثّلت قمة نضوج الفكر اليوناني والعقلانية اليونانية، وقد غطى مذهبه كل المعارف الإنسانية المعروفة في عصره، وأسهم في تشكيل الفكر الإنساني من بعده. إذ وضع أرسطو مؤلفات في المنطق، العلم الطبيعي، الميتافيزيقا، الكوزمولوجيا، علم النفس، علم الحيوان، السياسة، الأخلاق وغيرها من فروع المعرفة. ومثّل أرسطو العقلانية بالنسبة لفلاسفة الإسلام، وكانت أفكاره نقاطاً خلافية بينهم وبين بعضهم، وبينهم وبين المتكلمين والفقهاء".

المثير، أن حضور أرسطو المكثّف في الثقافة الإسلامية، قد انتقل شيئاً فشيئاً إلى ساحة المُتخيل، إذ نُسجت عنه الكثير من القصص والروايات التي عملت على ربطه بالسردية الإسلامية التقليدية.

حضور أرسطو المكثّف في الثقافة الإسلامية انتقل شيئاً فشيئاً إلى ساحة المُتخيل، إذ نُسجت عنه الكثير من القصص والروايات التي عملت على ربطه بالسردية الإسلامية التقليدية

كيف ظهر تأثير أرسطو في الفلسفة الإسلامية؟

بحسب ما يذكر الدكتور أشرف منصور، فأن فلسفة أرسطو قد مثلت نقطة خلافية بين كل مفكري الإسلام، وخصوصاً في مسألة قِدَم العالم، إذ "رأى الكثير من مفكري الإسلام أن هذه النظرية متعارضة مع فكرة خلق الله للعالم. فانبرى الغزالي للهجوم على فلسفة أرسطو من أجل هذه النظرية، ودافع ابن رشد عن أرسطو، وأثبت أن قِدَم العالم لا يتناقض مع العقيدة الإسلامية بل يتوافق معها، وذهب ابن رشد من ذلك إلى أن العالم أزلي الحدوث، أي أن الله في حالة خلق دائم، أزلي وأبدي، للعالم".

يضيف منصور موضحاً عمق تأثير أرسطو في الفلسفة الإسلامية: "لقد فهم كل فلاسفة الإسلام أرسطو بتأويلات أفلاطونية محدثة، ولم يكونوا مشائين مخلصين لأرسطو ونزعته العلمية الطبيعية، إلا ابن رشد الذي أراد من شروحه على أرسطو تخليص فلسفة أرسطو من التأويلات الأفلاطونية المحدثة، والابتعاد بها عن الإطار الأفلاطوني الذي وضعت فيه من العصر السكندري، وتقديم جوهرها الطبيعي العقلاني العلمي، ولذلك كانت شروح ابن رشد هذه هي التي أثرت في أوروبا بعد ذلك، عندما احتاجت لفلسفة أرسطو، ابتداءً من القرن الثالث عشر الميلادي، بعد أن سبق للعالم الإسلامي أن احتاج لأرسطو في القرن التاسع الميلادي".

على الجهة المقابلة، فإن العديد من رجال الدين المسلمين قد انبروا للهجوم على فلسفة أرسطو، فرفضوها جملةً وتفصيلاً، ومنهم على سبيل المثال، جمال الدين القفطي، في كتابه "إخبار العلماء بأخبار الحكماء"، إذ قال في معرض ترجمته لأرسطو: "غير أنه لما جال في هذا البحر برأيه غير مستند إلى كتاب مرسل ولا إلى قول نبي مرسل، ضل في الطريق وفاتته أمور لم يصل عقله إليها حالة التحقيق، وهي بقايا استبقاها من رذائل كفر المتقدمين...".

وأيضاً ابن تيمية، والذي عمل على نقض الفلسفة الأرسطية في كتابه "الرد على المنطقيين"، إذ وجه سهام نقده لأرسطو وللفلاسفة المسلمين الذين تأثروا به، وكان مما قاله في هذا الكتاب: "أرسطو وأتباعه ليس عندهم من العلم بالله إلا ما عند عباد مشركي العرب ما هو خير منه... وقد ذكرت كلام أرسطو نفسه الذي ذكره في (علم ما بعد الطبيعة) في (مقالة اللام) وغيرها، وهو آخر منتهى فلسفته، وبينت بعض ما فيه من الجهل...".

وفي السياق نفسه، هاجم ابن القيم الجوزية، أرسطو في كتابه "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان"، إذ قال: "وقد حكى أرباب المقالات، أن أول من عرف عنه القول بقدم هذا العالم أرسطو. وكان مشركاً يعبد الأصنام. وله في الإلهيات كلام كله خطأ من أوله إلى آخره، فقد تعقبه بالرد عليه طوائف المسلمين، حتى الجهمية والمعتزلة، والقدرية، والرافضة، وفلاسفة الإسلام أنكروه عليه، وجاء فيه بما يسخر منه العقلاء...".

كيف قدمت الثقافة الإسلامية أرسطو كحكيم أو ناصح؟

من القصص المهمة التي تظهر مكانة أرسطو في المُتخيل الإسلامي، ما أورده ابن النديم في كتابه "الفهرست"، من أن الخليفة العباسي عبد الله المأمون كان قد رأى في منامه أرسطو طاليس جالساً على طرف سريره، ودارت بينهما مناقشة، عندما سأله الخليفة بعض الأسئلة، ومنها سؤاله: "ما الحسن؟"، فرد عليه أرسطو: "ما حسن في العقل"، فسأله المأمون ثانية: "ثم ماذا؟"، ليرد أرسطو: "ما حسن في الشرع"، فيسأل المأمون للمرة الثالثة: "ثم ماذا؟"، فأجاب أرسطو: "ما حسن عند الجمهور".

بحسب ما يذكره ابن النديم، فأن تلك الرؤيا المنامية قد دفعت المأمون للإقبال على ترجمة الكتب اليونانية، فأرسل إلى الإمبراطور البيزنطي في القسطنطينية طالباً منه إرسال المصنفات الفلسفية، وبعدها أوكل مهمة ترجمتها إلى العربية لمجموعة من كبار المترجمين ممن يجيدون اللغة اليونانية.

هذه الرؤيا العجيبة من شأنها أن تعطي دلالة قوية على وقع اسم أرسطو في المُتخيل الإسلامي، إذ كان اسمه مرادفاً للحكمة والعلم والمعرفة، وارتبطت سيرته بشكل عام بالخير والإيثار، وفي ذلك يذكر عنه شمس الدين الشهرزوري، في كتابه "نزهة الأرواح وروضة الأفراح": "وأقبل على العناية بمصالح الناس ورفد الضعفاء وتزويج اليتامى والأيامى، ورفد الملتمسين للعلم والتأديب من كانوا، وأي نوع من العلم والأدب طلبوا، والصدقات على الفقراء وإقامة المصالح في المدن...".

من الجدير بالذكر هنا، أن تقديم شخصية أرسطو في المُتخيل الإسلامي قد ارتبط بشكل وثيق بمكانة الإسكندر المقدوني، فلما كان الكثير من العلماء المسلمين قد ذهبوا إلى أن الإسكندر هو نفسه ذو القرنين الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، فقد قالوا بإيمان الإسكندر، وبإيمان أستاذه أرسطو طاليس بالتبعية، وفي ذلك يذكر الشاعر الشيعي كاظم الأزري التميمي:

إسكندر الدنيا أرسطاليسها/ المصلحان سقيم كل فساد

هذه العلاقة الوثيقة بين أرسطو والإسكندر، تمت صياغتها بشكل عربي الصبغة في المدونات التاريخية الإسلامية، إذ وضع على لسان الفيلسوف اليوناني الكثير من الأقوال التي تتشابه مع أقوال النصحاء والمستشارين والحكماء الذين عرفتهم الثقافة الإسلامية، فعلى سبيل المثال، يرسم سبط ابن الجوزي في كتابه "مرآة الزمان في تواريخ الأعيان"، صورة أكثر اكتمالاً لأرسطو، عبر ما يقارب الثلاث عشرة صفحة من كتابه، ويظهر فيها الفيلسوف اليوناني على هيئة حكيم ناصح للإسكندر المقدوني بما يحفظ ملكه ويقيم دولته، فهو يرشده فيقول له: "اجمع في سياستك بين بدار لا حدة فيه، وريث لا غفلة معه، وامزج كل شيء بشكله، وصن وعدك عن الخلف فإنه شين، وشب وعيدك بتأخير العقوبة فإنه زين، وكن عبد الحق فأن عبد الحق حر، وليكن خلقك إلى الإحسان إلى جميع الخلق، وأظهر لأهلك أنك منهم، ولأصحابك أنك بهم، ولرعيتك أنك لهم"، وتمتد نصائح أرسطو إلى بعض الملوك البعيدين عنه، إذ يرسل ناصحاً بعض الملوك الغافلين: "أما بعد، فأن الرعية إذا علمت تسلط الهوى على الملك تسلطت عليه، فاقهر هواك بفضل يقظتك...".

ثم يعقد سبط ابن الجوزي بعد ذلك مقارنة مثيرة بين أشعار المتنبي من جهة، وأقوال أرسطو طاليس من جهة أخرى، ليثبت أن أقوال الفيلسوف اليوناني إنما تتفق تماماً مع مضامين حكم شاعر العربية الأشهر، من ذلك قول أرسطو: "أقبح الظلم حسدك لعبدك الذي تُنعم عليه"، وهو ما يقابل شعر المتنبي:

وأظلم أهل الأرض من بات حاسداً/ لمن بات في نعمائه يتقلب

ومن بين الكتب التي تسببت في تسليط الضوء على شخصية أرسطو في الثقافة العربية الإسلامية وتعميق صورته كحكيم أو ناصح، الكتاب المعروف باسم "سر الأسرار" أو "السياسة والفراسة في تدبير السياسة"، وهو كتاب منسوب لأرسطو نفسه، وقد ترجمه يحيى بن البطريق، ويعتقد بأن نصه الأول عربي من القرن العاشر الميلادي، وهو عبارة عن نصائح وارشادات من أرسطو إلى تلميذه الإسكندر المقدوني، ويتشابه كثيراً مع مؤلفات الآداب السلطانية التي عرفتها الثقافة الإسلامية في العصور الوسطى. وبحسب ما ورد في الكتاب، فإن هناك بعض الخوارق الإعجازية التي اتصلت بوفاة أرسطو، منها ما قيل بأنه قد ارتفع إلى السماء بعمود من نور، وما قيل عن دفنه تحت أحد الأهرامات، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الكتاب قد ركز كثيراً على بعض الأسرار الحسابية المتصلة بحساب الجُمّل، وبعض التركيبات الدوائية الفعالة في القضاء على الأمراض.

 قيل بأنه قد ارتفع إلى السماء بعمود من نور، وما قيل عن دفنه تحت أحد الأهرامات... أرسطو في المخيل العربي الإسلامي 

نبي جهله قومه: البعد الديني في تكوين الشخصية المُتخيلة لأرسطو

لما كان الدين مكوناً مهماً في الثقافة الإسلامية، فقد كان من العسير أن يرتفع ذكر إحدى الشخصيات دون أن يصطبغ بالصبغة الدينية، ومن هنا فإننا نجد الكثير من الإشارات التي عملت على تقديم أرسطو في ثوب ديني.

عمل الحكيم الإيراني الملا صدرا، في كتابه المشهور "الأسفار الأربعة"، على إضفاء الصفة الدينية على العديد من الفلاسفة اليونانيين، وذلك بهدف تقريب الهوة بين الدين الإسلامي والفلسفة، فكان مما قاله في ذلك: "واعلم أن أساطين الحكمة المعتبرة عند طائفة ثانية، ثلاثة من الملطيين...، ومن اليونانيين خمسة: أنباذقلس وفيثاغورث وسقراط وأفلاطون وأرسطاليس قدس الله نفوسهم، وأشركنا الله في صالح دعائهم وبركتهم. فلقد أشرقت أنوار الحكمة في العالم بسببهم، وانتشرت علوم الربوبية في القلوب لسعيهم…. وهم كانوا مقتبسين نور الحكمة من مشكاة النبوة، ولا خلاف لأحدٍ منهم في أصول المعارف. وكلام هؤلاء في الفلسفة يدور على وحدانية الباري".

أما العالم الشيعي قطب الدين محمد الإشكوري الديلمي، في القرن الحادي عشر الهجري، فقد عمل على تناول سيرة أرسطو من منظور إسلامي خالص في كتابه "محبوب القلوب"، فكان مما أورده في كتابه، أنه لما جاء عمرو بن العاص من الإسكندرية، قدم على رسول الله، فسأله النبي: ماذا رأيت هناك؟ فقال: رأيت قوما يطلسون (أي يؤمنون بنظريات أرسطو طاليس) ويجتمعون حلقاً، ويذكرون رجلاً يسمى أرسطو طاليس -لعنه الله- فقال رسول الله: مه يا عمرو، إن أرسطو طاليس نبي، فجهله قومه.

تلك الرواية التي تجعل من أرسطو نبياً، تستقيم مع ما ذكره الديلمي بعد ذلك: "وكان أرسطو طاليس معلم الإسكندر ومؤدبه في عمل سياسة رعيته، وسيرة ملكه، وانقمع به الشرك في بلاد اليونانيين، وظهر الخير وفاض العدل"، كما تتماشى مع معاني الزهد والقناعة التي ذكرها الديلمي في بعض الأقوال المنسوبة لأرسطو، ومنها:

"أعلم أن الزهد باليقين، واليقين بالصبر، والصبر بالفكر، فإذا فكرت في الدنيا لم تجدها أهلاً لأن تكرمها بهوان الآخرة، لأن الدنيا دار بلاء ومنزل بلغة"، "إذا أردت الغنى فأطلبه بالقناعة، فأنه من لم يكن له قناعة فليس المال مغنيه".

من بين السيناريوهات المُتخيلة لأرسطو في الثقافة الإسلامية، مناقشة بينه وبين السيد المسيح، يخاطبه فيها المسيح قائلاً: "يا من شرفك الله تعالى بالاستعدادات العقلية، والرموزات النقلية، كن طالباً بتنوير النفس بالأنوار الإلهية القدسية، الجاذبة من الدار الفانية إلى الدار الباقية، التي هي محل الأرواح الطاهرة والنفوس الزاكية، فأن مجرد العقل غير كاف في الهداية إلى الصراط المستقيم"

أيضاً من بين السيناريوهات المُتخيلة التي يوردها الديلمي في كتابه، ما وضعه من مناقشة وقعت بين أرسطو والمسيح، رغم أن التواجد التاريخي للأول قد سبق الثاني بما يزيد عن الثلاثة قرون، ومما جاء في تلك المناقشة أن أرسطو قد أرسل إلى المسيح: "يا طبيب النفوس المريضة بداء الجهالة، المكتنفة بأكناف الرذالة، المنغمسة في العوائق البدنية، المكدّرة بالكدورات الطبيعية... إن ذاتاً هبطت وأغبرت وتذكرت فمنعت، فهل إلى وصول من سبيل؟"، فرد عليه المسيح: "يا من شرفك الله تعالى بالاستعدادات العقلية، والرموزات النقلية، كن طالباً بتنوير النفس بالأنوار الإلهية القدسية، الجاذبة من الدار الفانية إلى الدار الباقية، التي هي محل الأرواح الطاهرة والنفوس الزاكية، فأن مجرد العقل غير كاف في الهداية إلى الصراط المستقيم".

ومن العبارات التي شاعت في بعض المصادر الشيعية، والتي عملت على اختلاق صبغة مذهبية لشخصية أرسطو، ما قيل من إن الرسول قد قال: "أنا أرسطو طاليس هذه الأمة"، كما ورد في أحيان أخرى، وصفه لعلي بن أبي طالب بهذا الوصف.

أما عن نهايته، فقد أصرت بعض المصادر الإسلامية على ربطها هي الأخرى بالدين، فعلى سبيل المثال، ينقل سبط الجوزي عن بعض الرحالة قولهم: "إنه –أي أرسطو- معلق في خشبة بجزيرة صقلية بالكنيسة، وكانت النصارى تستسقى به..."، وبذلك يبقى الأثر الديني الإعجازي لأرسطو حاضراً، حتى بعد وفاته وموته.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image