عبر شخصيات كرتونية محبّبة مثل رابونزل والأسد سكار وسندريلا، وأخرى واقعية مثل الفنان محمد رمضان والكثير من الشخصيات الفنية كالكبير، وحزلقوم، وبكيزة هانم الدرمللي، وشمس الزناتي وغيرها، أطلت الشابة المصرية نانسي زيدان على عالم الشهرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
يختلف ما تقدمه نانسي عما يقدمه غيرها من مشاهير تيك توك الذين لمع نجمهم أخيراً بفضل مقاطع الـlip-sing أو (Lip-Sync) - التي تعني التزامن الصوتي لأغانٍ أو مشاهد من أعمال فنية بتحريك الشفاه مع بعض تعابير الوجه المناسبة - فهي تقوم بمحاكاة الملامح وتجسيد تام للشخصية، مستخدمةً فن المكياج باحترافية عالية.
قالت نانسي لرصيف22 إن وجودها على مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن مرتبطاً بأزمة فيروس كورونا واضطرار الجميع إلى التزام الحجر المنزلي، لكنها تعترف أن تلك الظروف ساهمت في اكتسابها شهرة واسعة بعدما "الناس قعدت في البيوت وبقت تبحث عن حاجة تسليها".
خريجة الإعلام التي أحبت الرسم منذ الصغر، تمكنت عام 2012 من توظيف موهبتها في مجال المكياج، وأصبحت "ميك أب أرتيست"، قبل أن تفكر في نقل مهارتها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، مستغلةً قدرتها على التقليد وتنسيق الملابس.
"أجمد موهبة على تيك توك"... فنانة مكياج مصرية تذهل المتابعين بقدرتها الفائقة على رسم شخصيات كرتونية وسينمائية على وجهها، حوّلت نفسها إلى محمد رمضان والزعيم عادل إمام وحزلقوم وغيرهم
بدأت نانسي بث مقاطع فيديو تعليمية للفتيات حول كيفية تطبيق المكياج وأسرار العناية بالبشرة. ولشدة تعلقها بشخصيات "عالم ديزني" قررت، قبل عام ونصف العام تقريباً، على سبيل التجربة والترفيه، تحويل شكلها إلى هيئات بعض شخصياتها المفضلة وفوجئت بالصدى الطيب الذي لاقته من الجمهور.
وأضافت: "لم أكن أسعى إلى الشهرة بقدر ما كنت أتمنى أن يرى الناس شغلي في البداية. أردت أن يعلم الجميع أن المكياج ليس مجرد ألوان نضعها لدى الخروج، وإنما هي فن مثل أي فن له عشاق وجمهور. كنت أرغب في أن يؤمن الجميع أن من لديه موهبة يؤمن بها ويعمل على تنميتها سيحقق نجاحاً".
أسهم تفاعل الجمهور ودعم الأسرة والمحيطين في تشجيع نانسي على تطوير مهاراتها والتدرب أكثر فأكثر وتنويع شخصياتها. وبعدما تعززت الثقة بنفسها راحت تجسد شخصيات درامية ومسرحية، وخصوصاً الوجوه القديمة التي تحفظها جيداً، وهذا ما زاد شهرتها حتى أصبح الجمهور يطلق عليها "مبدعة تيك توك" و"الموهبة العبقرية".
المحتوى الهادف
ونانسي، التي يتابعها 115 ألف شخص على إنستغرام، و13 ألفاً على فيسبوك، و50 ألفاً على يوتيوب، وتحصد مقاطعها ملايين المشاهدات، لا تخفي سعادتها بما حققته من شهرة في ظل حرصها على تقديم "محتوى هادف بعيداً عن الإسفاف والابتذال" اللذين طالما اتهم "مشاهير تيك توك" بكسب آلاف المتابعين بفضلهما.
وتجذب فيديوهاتها عدداً كبيراً من الجمهور الذي يرى أنها "موهوبة إلى درجة غير معقولة" و"أجمد حد يعمل فيديوهات على تيك توك" و"استغلت التطبيق صح للترويج لموهبتها". قالت نانسي: "ثمة أشخاص اشتهروا خلال فترة معينة وجعلوا الناس يفكرون أن التيك توك تطبيق للخلاعة وقلة الأدب، برغم أن هناك مواهب حقيقية وأشخاصاً موهوبين. التيك توك مجرد تطبيق، والأشخاص هم من يقررون كيف يستخدمونه وأي محتوى يقدمون".
"الفكرة أن بعض الأشخاص التي طفت على السطح خلال فترة معينة جعلت الناس يفكرون أن التيك توك تطبيق للخلاعة والرداءة، رغم أن هناك مواهب حقيقية... التيك توك مجرد تطبيق والأشخاص هم من يقررون كيف يستخدمونه"
عادةً، يتطلب الأمر من نانسي مدة تراوح بين خمس وسبع ساعات لتطبيق مكياج شخصية معينة، لكن ثمة شخصيات يستغرق إعدادها وقتاً أطول لإتقان "تعابير الوجه وقسماته"، كما قالت. وشددت على أنها تتعامل مع كل شخصية تجسدها كأنها تحدٍّ صعب التحقيق لتقديمها في أفضل صورة.
لفتت الفنانة الشابة إلى أن شخصيتَي عادل إمام في فيلميه شمس الزناتي ورجب فوق صفيح ساخن، وشخصية حزلقوم التي مثّلها أحمد مكي، كانت الأصعب أداءً بسبب "تفاصيل الوجه الكثيرة والتعبيرات المميزة".
ورأت أن أداءها شخصية الفنانة سهير البابلي (ريا) في مسرحية "ريا وسكينة" كان الأكثر ارتباطاً بأذهان الناس، علماً أن هناك شخصيات عديدة تحلم بتجسيدها لكنها تتريث بغية دراستها جيداً، مثل رامز جلال وبدرية طلبة والراحلة زبيدة ثروت ونجم كرة القدم محمد صلاح.
تبدو نانسي راضيةً عن جميع الشخصيات التي أدتها، وإن كانت تعتبر تجسيدها الفنانة سعاد حسني "ضعيفة لأنها كانت من أولى الشخصيات التي قلدتها"، وتعتزم تكرار تجسيدها كي تشعر بالرضى.
واعترفت نانسي التي أذهلت متابعيها بقدرتها على تجسيد الرجال ببراعة، أنها استفادت كثيراً من فنانين وفنانات المكياج العالميين في تطوير موهبتها، لا سيما الهولندية Nikkie.
حلم السينما
رصيد نانسي من الأحلام ربما لا يقل عن قوة موهبتها، فهي تسعى إلى ابتكار شخصيتها الخاصة التي تتمنى أن تقترن في ذهن الجمهور بها، بالإضافة إلى تقديم محتوى ترفيهي مميز للأطفال توظف فيه قدرتها على تقليد شخصيات "ديزني" ورسمها.
غير أن الحلم الأكبر الذي تنتظره هو العمل في السينما. قالت: "أتمنى أن تتاح لي الفرصة للعمل في السينما، عبر التمثيل أو فن المكياج أو حتى تنسيق الملابس. هذا ما حلمت به طويلاً". تأمل أيضاً أن تطور عملها، وأن تصبح لديها "أكاديمية لتعليم المكياج".
ما هي نصيحتها لكل من يحب فن المكياج؟ أجابت: "أن يحب الشخص موهبته ويقدرها حتى يستطيع أن يتميز بها، وهذا لن يأتي إلا بالتعب والجهد والصبر والنفس الطويل سواء خلال الانتظام في دورات تعليمية أو في متابعة المقاطع التي تبث عبر يوتيوب".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...