شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
أفعى وقناع وقضيب ذكري... تمائم الشعوب لدرء الشر والعين الحاسدة

أفعى وقناع وقضيب ذكري... تمائم الشعوب لدرء الشر والعين الحاسدة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

السبت 2 مايو 202007:51 م

استخدم البشر، عبر التاريخ وخلال أغلب الحضارات، العديد من الرموز وحوّلوها لتمائم للحماية، الحماية من الشرّ الغامض الخفي الذي يجهلون طبيعته، لكنهم متيقنون من وجوده، مثلما كانت تماماً فكرة الآلهة بالنسبة إليهم غامضة لكنها موجودة بطريقة ما، هنا نورد بعضاً من تلك التمائم.

1- صولجان نسر القديس يوحنا (لقرن 13)

من مقتنيات هنري والترز/ متحف والترز.

هذا الصولجان الذي ربما قد صنع في صقلية في القرن الثالث عشر، مصنوع من العاج ويمثل نسراً داخل قطعة ملتفة، نقش عليها أوراق صغيرة، تذكر بالطريقة الدائرية التي كانت تكتب فيها الأحرف الأولى لبعض المخطوطات من نفس الفترة، تنتهي القطعة الملتفة برأس تنين فاغر الفم وأذن مسطحة. يحمل النسر كتاباً كتب بأشكال مختصرة من الكلمات ترمز ليوحنا الإنجيلي، وهذا ما يؤكد أنه ليس طائراً اعتيادياً لكنه رمز لكاتب أحد الأناجيل.

تتوضع عين النسر بمواجهة عين التنين، كتصوير لتغلّب كلمة الله على كلمة الشرّ.

القطعة مزخرفة بالزجاج الملون وهناك آثار لما يمكن أن يكون دليلاً على أنها كانت مطلية بالذهب.

2- غريفين برونزي (700/600)

بوزن 265 غرام، طول 3سنتم بعرض 2.7 سنتم، من مقتنيات المتحف البريطاني.

هذا الرأس المجوّف للغريفين (حيوان أسطوري بجسد أسد ورأس وجناحي عقاب) يرتبط بوعاء برونزي ضخم، يعتقد أن له قدرات خارقة على إبعاد الشر، القطعة مصنوعة بشكل دقيق، مع تحديدات واضحة حول الفم، الأذنين والعينين.

غالباً ما تأتي الأوعية البرونزية من تلك الفترة، مزينة بالغريفين أو أسود أو ثيران أو أبو الهول، إلى اليونان غالباً من الشرق، حيث يظن أن مركز تصنيعها إما شمال سوريا أو منطقة أورارتو "أرمينيا حالياً"، فخلال القرن السابع، عندما بدأ الحرفيون اليونانيون يستلهمون أعمالهم من الشرق، انتشرت تلك القطع على نطاق واسع، كما تمّ صنع نسخ فخارية منها.

عثر على عدة نماذج من حيوان الغريفين في الشرق الأدنى، لكن اليونانيين طوروا نموذجاً مختلفاً منه خاصاً بهم: جسد أسد، منقار نسر، أذني أرنب وقرن في مقدمة الرأس.

3- لباس بدو النقب (1960)

من مجموعة طراز الأردنية (رابط).

بالمقارنة مع ملابس القرويات، فإن هذا الثوب القادم من صحراء النقب، أكبر حجماً مع أكمام واسعة وتطريزات أكثر كثافة في مقدمة وخلفية التنورة، بنمط هندسي متكرر.

الفساتين الفلسطينية أصلاً مصنوعة من قماش منسوج يدوياً ومصبوغة باللون النيلي، بالرغم من التقدم الذي حصل في العشرينيات من القرن الماضي، حيث بُدء باستخدام القطن المنسوج آلياً الذي يتم شراؤه من بير السبع أو غزة.

في الجزء السفلي من الفستان، يوجد شريط طوله 5 سنتمترات مدروز بخيوط زرقاء، لحماية الحاشية من الاهتراء، كما يعتقد البدو أن هذا اللون له خاصية الحماية من العين الحاسدة.

يختلف شكل الياقة "القبّة" وقطعة الصدر من قبيلة لأخرى، ويتم استبدالها أحياناً بشريط من الحرير الأحمر بدل التطريز، وكانت العزباوات منهن أو الأرامل يقمن بإضافة التطريز باللون الأزرق كدلالة على وضعهن كعزباوات، وإذا تزوجن أضفن اللون الزهري.

4- قناع (1853)

ارتفاع 66 سنتم، بعرض 45 سنتم، من مقتنيات المتحف البريطاني. 

استخدمت الأقنعة في كاليدونيا الجديدة عندما بدأ الاتصال بالأوربيين، فيما تضاءل استخدامها في الجنوب.

ثمة بعض الشكوك حول هذه الأقنعة: لقد ارتبطت بالأرواح والآلهة، ولا سيما روح الماء الشريرة، كما أن الأقنعة أحياناً ترمز لقوة الزعيم وسطوته، فيعطى القناع عندما يمنح السلطة على المجتمع، كما كان يتم ارتداء الأقنعة كطقس من طقوس الحداد على زعيم ميت، وتعتبر بديلاً منه في حفل التأبين.

ينحت القناع عادة من الخشب الأسود، العيون مغلقة ويمكن لمرتديه أن يرى من خلال الفم المفتوح فقط، والأنف يشبه منقار الصقر، يغطى القناع بشعر بشري كما تصنع من الشعر لحية له أيضاً، حيث يترك الذكور الحزانى شعورهم فترة الحداد وتقص لاستخدامها في تزيين الأقنعة.

في الجزء الخلفي من القناع مجموعة مضفورة من الألياف، تماثل القبعة، وهناك عباءة طويلة من ريش الحمام الأسود، يمكن أن تكون متصلة بشبكة وتتدلى على جسد مرتديها. 

5- تميمة برونزية على شكل قضيب

400، ارتفاع 1.8 سنتم، طول 2.9 سنتم، العرض 1.2 سنتم، بوزن 10 غرام، متحف ليناريس.

هذه القطعة تستند إلى معتقد قديم، حيث اعتبر القضيب في العصرين اليوناني والروماني رمزاً ذا قيمة حمائية بعض الشيء، ليصبح تميمة ضد العين الشريرة والتهديدات الأخرى، وبالتالي تضمن هذه التميمة السلامة المعنوية والجسدية للأسرة وكان يرتدى كقلادة.

كما تم ربط القضيب بعبادة الإله بريابوس كونه عنصراً متعلقاً بالخصوبة

اعتبر القضيب في العصرين اليوناني والروماني رمزاً ذا قيمة حمائية، فنجده كتميمة ضد العين الشريرة والتهديدات الأخرى، ومن هنا تضمن تميمة القضيب السلامة المعنوية والجسدية للأسرة وكان يرتدى كقلادة

6- قناع ملكي، ثقافة مملكة كوبا (القرن الثامن الميلادي)

55 سنتم.25 سنتم، جمهورية الكونغو (رابط).

هو واحد من ثلاثة أقنعة تمثل مملكة كوبا، الاثنان الآخران: Mwaash aMbooy الذي يصور المؤسس Woot والملك، والثاني Ngady aMbooy شقيقة زوجة الملك، وينظر أحياناً له على أنه قناع الرجل العادي، ويصور أميراً برأس متورم.

بالرغم من الاختلافات حول الموضوع، فإن على الأغلب أن يكون Bwoom هو نظير الملك وزوجته، حيث يظهر الأمر بطريقة التحرك والرقص: يرقص Mwaash aMbooy   بطريقة فخمة وبطيئة، بينما يرقص Bwoom بطريقة أكثر عدوانية.

الأزياء لكلا الأقنعة هي نفسها: مجموعة من طبقات القماش والخرز والأصداف، طبقات من جلد الفهود والبقر، شرائط الذراع والكاحل، بالإضافة لريش النسر على القناع نفسه.

تستخدم الأقنعة بداية في الاحتفالات والطقوس العامة التي تتم حول الملك، وغالباً ما تستخدم الأقنعة لأداء الرقصات الفردية، وتمثل الرقصات نوع من صراعات السلطة الملكية.

قد يعود التصميم إلى القرن الثامن الميلادي ويمثل أقدم أنواع الأقنعة، والعيون مصمتة تماماً ويمكن لمرتديه أن يرى من فتحتي الأنف فقط.

7- كتاب الوصفة السحرية الأثيوبية (1750)

مخطوط، المكتبة البريطانية- لندن

المخطوط عبارة عن كتاب مشروح للسحر الإثيوبي، بلغة الجيز أو الإثيوبية التقليدية، ويحتوي على مجموعة من التمائم الحامية، التعويذات والسحر.

تنتمي المخطوطة لساحر أو däbtära وهو شخصية دينية.

توجد على الصفخات نعويذات وصور هنديبة لصنع لفائف التعويذة، وأيضاً صلوات لإلغاء التعويذات.

تركز الرسوم على صورة العين كنوع من الدفاع ضد الأعين الشريرة وفنون السحر الأسود.

8- "قنطور": جسد حصان برأس وجذع بشري (أوائل القرن السابع قبل الميلاد)

عرض 12 سنتم ارتفاع 12.3 سنتم، متحف الفن- سيكلاديك

تمثال قنطور صغير بأيد مرفوعة وأعضاء تناسلية بارزة، الأنف واللحية مزخرفة ويتم الإشارة للعينين بدوائر مطلية. هناك زخارف شبكية على الصدر كأنها ثوب، وأشرطة مختلفة حمراء على طول الجسم.

القنطور من المخلوقات الأسطورية الشيطانية الهجينة، سكنت في الغابات، بشكل رئيسي في بيليون وأركاديا، وهم أقوياء للغاية وعادة ما يكونون عدوانيين وعنيفين.

طبيعتهم مزدوجة لذا يصعب فهمهم، لكن يوجد بينهم شخصيتان خيّرتان: تشيرون الذي كان معلماً لآخيل ولأبطل آخرين، وفولوس الذي ساعد هرقل في معركته ضد القناطير الأخرى، ويبدو أن هذا التناقض كان يهدف أصلاً على التأكيد على جمع المتناقضات في الطبيعة البشرية، بين العقلانية واللاعقلانية، الغريزة البدائية والطبيعة النبيلة، وهكذا كانت بمثابة تذكير على وجوب الاعتدال والانسجام الاجتماعي ووجوب السيطرة على الغريزة والنزوات والتعسف الفردي.

وقد تم التعبير عن هذه الروح المتضاربة عبر معركة بين البشر والقناطير، والتي كانت واحدة من أكثر الموضوعات شعبية في العصور القديمة، كما يمكن أن يكون لهذا النوع من التماثيل قيمة وقائية، أي للحماية من الشر والمصائب.

9- إسوارة الثعبان (100 م، العصر النهلستي)

من مقتنيات متحف الفنون الجميلة هيوستن.

ارتدت النساء في جميع أنحاء العالم المجوهرات لتجميل أنفسهن، والإشارة إلى مرتبتهن الاجتماعية والمادية، وقام الرجال على الدوام بإهداء الأساور والقلائد والأقراط لزوجاتهم وعشيقاتهم كتعبير عن الحب، وغالباً ما يضم مهر العروس قطعاً كبيرة من المجوهرات.

هذه الإسوارة على شكل ثعابين ملتفة على بعضها وبحراشف محفورة بعناية، أفواه مفتوحة وأنياب بارزة وعيون مطعّمة بالزجاج.

تم ارتداء هذه الأساور من أتباع الآلهة إيزيس كتمائم لجلب الحظ والوقاية من الشر.

10- رأس شخصية أسطورية (500 ق.م،)

ارتفاع 29 سنتم، مجموعة المتحف البريطاني.

تم تزيين المعابد وبعض المباني الحكومية في إتروريا القديمة وكامبانيا ولاتيوم، بزخارف سقفية من الطين المطلي، وتم وضع مثل هذه الرؤوس الطينية لإخفاء النهايات المفتوحة لبلاط السقف.

يظهر جورجون في الفن القديم لدرء الأرواح الشريرة: أنيابه بارزة وعيونه جاحظة بالإضافة لإظهار اللسان بوضوح، شعره ثعابين وأحياناً له لحية، ووفقاً للأساطير اليونانية فإن من ينظر لوجه جورجون يتحول على الفور إلى حجر

بعض تلك الرؤوس نسائية وبعضها على شكل أغصان أو نسخ من Juno Sospita الآلهة الرومانية الحامية، وغالباً ما يظهر جورجون في الفن القديم لدرء الأرواح الشريرة: أنيابه بارزة وعيونه جاحظة بالإضافة لإظهار اللسان بوضوح، ويتكون شعره من الثعابين وبشكل غير معتاد في التماثيل اليونانية المشابهة له لحية.

وفقاً للأساطير اليونانية فإن من ينظر لوجه جورجون يتحول على الفور إلى حجر، وهناك ثلاثة من نوعها: Stheno و Euryale والأكثر شهرة Medusa التي قطع رأسها بيرسيوس وأعطاها للآلهة أثينا لتضعها وسط درعها.

وفقاً للأساطير اليونانية فإن من ينظر لوجه جورجون يتحول على الفور إلى حجر، وهناك ثلاثة من نوعها: Stheno و Euryale والأكثر شهرة Medusa التي قطع رأسها بيرسيوس وأعطاها للآلهة أثينا لتضعها وسط درعها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image