شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
الاعتماد على الإنتاج الذاتي... هل يعود لبنان إلى عصر الأجداد؟

الاعتماد على الإنتاج الذاتي... هل يعود لبنان إلى عصر الأجداد؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الثلاثاء 28 أبريل 202002:33 م

بينما العالم أجمع، بقادته العظام، مشغول اليوم بمحاربة فيروس كورونا المستجد، حيث تعمد بعض الدول لعرض عضلاتها في محاولة لإيجاد عقار يقضي على الفيروس ويخلص العالم، ودول أخرى أقل قدرة، تعمل على استيعاب الوباء قدر الإمكان، يبقى لبنان يغرد وحيداً خارج السرب وكأنه كوكب قائم بحد ذاته، يعيش حالة لا مثيل لها من الفساد والجوع وغلاء المعيشة.

فالشعب اللبناني اليوم أصبح لا يبالي بالوباء، معتبراً نفسه كالمحكوم بالموت بجميع الحالات، حيث نشهد يومياً الكثير من الاحتجاجات اعتراضاً على الوضع المعيشي المأساوي في البلاد، في حين نرى أن حُكام البلاد غير مبالين بالأمر، ويستمرّون بالقضاء على ما تبقى من لبنان، تارة عبر نهب موارده، وتارة أخرى عبر القرارات، التعينات والصراع على المراكز والمناصب.

المضحك المبكي في الأمر أنه عندما تقول للسياسيين إن الوضع في لبنان غير مقبول، يأتيك الجواب: "معليش بكرا الشعب بيتعود وما حدا بموت الجوع"... ونسألهم بطريقة أخرى عن الحل، فيجيبون: "ما ضروري ياكلوا لحوم ودجاج وخضار... يدبروا حالن.."، معيبة جداً تلك الإجابات والاستخفاف بالناس وعدم المسؤولية تجاه الشعب.

أصبح الشعب اللبناني اليوم لا يبالي بالوباء، معتبراً نفسه كالمحكوم بالموت بجميع الحالات، حيث نشهد يومياً الكثير من الاحتجاجات اعتراضاً على الوضع المعيشي المأساوي، في حين نرى أن حُكام البلاد غير مبالين بالأمر، ويستمرّون بالقضاء على ما تبقى من لبنان، تارة عبر نهب موارده، وتارة أخرى عبر القرارات، التعينات والصراع على المراكز والمناصب

طالما أن كلام السياسيين لا يسمن ولا يغني من جوع، لا يسعنا سوى الاستماع الى آراء خبراء الاقتصاد والمحللين السياسيين، فقد حذر هؤلاء من خطورة الوضع الحالي في لبنان، حيث في ظل أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار، الذي بلغ 4200 ليرة حتّى كتابة هذا المقال، سيظل اللبنانيون يعانون من الغلاء الفاحش، وستنعدم قدرتهم على شراء قوتهم اليومي، وقد تصل الأمور إلى وضع لا تحمد عقباه.

من وجهة نظري الشخصية، أرى أن مقولة "الجوع كافر" ستنطبق على اللبنانيين، فلا يمكن أن نتوقع ما قد يقوم به الجائع من أفعال ليست من مبادئه، ماذا ستفعل الدولة إن قام الجائع بالسرقة لإطعام عائلته على سبيل المثال؟ ما هي رد فعل الدولة إزاء تدهور الأمور لتصبح العصابات المسلحة والمنظّمة تسيطر على الأحياء وتتحكّم بالطعام والشراب؟ قد أشطح بخيالي بعيداً وأطرح السؤال المخيف: ماذا إن جاع الجيش اللبناني وقوات حفظ الأمن؟

ماذا ستفعل الدولة إن قام الجائع بالسرقة لإطعام عائلته على سبيل المثال؟ ما هي رد فعل الدولة إزاء تدهور الأمور لتصبح العصابات المسلحة والمنظّمة تسيطر على الأحياء وتتحكّم بالطعام والشراب؟ 

سأختم مقالي بشيء من "الأمل المرّ" بعد سماعي لرأي أحد الخبراء، حيث قال إنه في الوقت الراهن، على الشعب اللبناني أن يعود ليعيش كما كان أجدادنا يعيشون، عبر اعتمادنا على إنتاجنا الفردي والذاتي، كالزراعة في المنازل وتربية الماشية ودعوة الناس لصرف كل مدخراتهم لشراء المواد الغذائية وتخزينها في البيوت، مع التشديد على شراء القمح والطحين والسكر، ذلك أن العملة اللبنانية لن يعود لها قيمة في الأيام المقبلة... قد لا تعجب هذه الفكرة الكثيرين، خاصة سكان المدن، لكنها أسهل الشرّين، ريثما تعود الأمور كما كانت، فهل سنعود إلى العصور القديمة ويسبقنا باقي العالم في التطور والتقدم؟


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image