مرة أخرى، فجّر نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يائير، جدلاً بتعليق له تمنى فيه أن يكون جميع قتلى فيروس كورونا المسنين في إسرائيل من اليسار.
أتى تصريح نجل نتنياهو في أعقاب تظاهرة للمعارضة من المعسكر المناوئ لوالده سياسياً، حيث خرج مئات الإسرائيليين في ميدان "هبيما" في تل أبيب ضمن حراك "الأعلام السوداء" الاحتجاجي الذي دعت إليه المعارضة قبل فترة، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ويرى الداعون إلى هذا الحراك أن بعض الإجراءات التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية، للحد من تفشي كورونا، هي "إجراءات غير قانونية وقامعة للحريات وتنتهك الديمقراطية".
"تعليق مثير للاشمئزاز"
نشر رئيس حزب "ميرتس" الإسرائيلي المعارض نيتسان هوروفيتس صورةً لمشاركته بالتظاهرة عبر حسابه في تويتر، معلقاً عليها: "احتجاج قوي للغاية في ميدان هبيما الآن… محاربة الفساد، القتال من أجل الديمقراطية".
بعد قليل، علّق نجل نتنياهو على التغريدة بالقول: "أتمنى أن ينتمي جميع المسنين الذين سيموتون جراء كورونا في أعقاب هذه التظاهرة، إلى معسكرك"، في إشارة إلى معسكر اليسار السياسي المناوئ لوالده.
ورد هوروفيتس على نتنياهو الابن: "كلمات يائير نتنياهو الفظيعة مثيرة للاشمئزاز. تحريضه ورغبات الموت لأعضاء الكتلة السياسية المعاكسة أمر مخزٍ ويسلط الضوء فقط على أهمية كفاحنا ضد الفساد والديمقراطية".
في حين علق ميرتس بالقول: "يجب أن يغسل هذا الفتى فمه بكثير من الكحول. لا يكاد يصدق، أن هذا هو الشخص الذي يُدير رئيس الحكومة".
ودخل نتنياهو على خط الاشتباك اللفظي، وذكر في بيان لرئاسة الحكومة الإسرائيلية: "رئيس الحكومة يندد بشدة بهذه الكلمات. لا يوجد معسكرات (سياسية) في مكافحة كورونا، ويجب ألا يكون. رئيس الحكومة يعمل على مدار الساعة، للحفاظ على صحة وحياة جميع المواطنين الإسرائيليين، دون استثناء".
تعليقاً على تظاهرة مناهضة لوالده، نجل نتنياهو يتمنى أن تكون وفيات المسنين من معسكر اليسار المعارض... رئيس الوزراء يوضح والمعارضة الإسرائيلية ترد
وفي 17 نيسان/أبريل، ارتفع عدد الإصابات المؤكدة بكورونا إلى 12855 توفي منها 148 شخصاً، بينما لم يتوصل طرفا الصراع على السلطة في إسرائيل لاتفاق بشأن حكومة تدير الأزمة.
وعقب الجدل الواسع والانتقادات وبيان والده، حذف نتيناهو الابن تعليقه. لكنه عاد مغرداً يستنكر "العدد غير المعقول للصحافيين الأغبياء" الذين ركزوا على تعليقه ولم يهتموا بخطورة تنظيم احتجاج في ظل تفشي كورونا.
وأضاف: "التقط هوروفيتس صورة لنفسه خلال ‘احتجاج‘ برعاية (رئيس الوزراء الأسبق) إيهود باراك، لم يكن ينبغي أن يكون قانونياً، في وقت لا يسمح فيه بعمل منيان (طقس ديني يهودي لعشرة رجال بالغين) داخل كنيس".
وتابع: "كنت غاضباً لأنني أدركت أن ‘الاحتجاج‘ سيؤدي بالتأكيد إلى وفاة مسنين (...) أردت فقط أن أُري هوروفيتس معنى أفعال المحتجين! إنهم يعرضون للخطر حرفياً ليس فقط حياتنا وحياة آبائنا وأجدادنا، ولكن أيضاً حياة آبائهم وأجدادهم!".
بينما قاربت إصابات كورونا عتبة الـ13 ألف، نجل نتنياهو يتمنى الموت لمسني معسكر اليسار المناوئ لوالده وحفيد إسحاق رابين يتمنى لنتنياهو الإصابة بالفيروس
وكانت مواقع إسرائيلية قد نوهت أن المتظاهرين التزموا تدابير السلامة للوقاية من فيروس كورونا خلال التظاهرة، بارتداء الكمامات والإبقاء على مسافة مترين بين كل متظاهر والآخر.
وتعليقاً على التظاهرة، أفادت الشرطة الإسرائيلية بأنه "بحسب لائحة الطوارئ والنظام الصحي الشعبي الذي أقره مجلس الوزراء، تعتبر الاحتجاجات حقاً أساسياً يجب احترامه لكل مواطن طالما أن جميع القيود والتعليمات تخضع للامتثال".
وأضافت: "لهذا السبب، حتى في حالة الطوارئ الوطنية، تحمي الشرطة الإسرائيلية حرية التعبير لكل فرد وحقه في الاحتجاج، ضمن حدود القانون. الأمر متروك لللوائح والسلطة التقديرية المتوازنة للضباط الميدانيين"، في إشارة إلى القوات التي تؤمن الحدث.
تحريض وعنصرية
كثيراً ما أثارت منشورات نتنياهو الابن الجدل في المجتمع الإسرائيلي، كما تعرّض حسابه على فيسبوك للتعليق وحُذفت منشورات له اعتُبرت "عنصرية وتحريضية تحض على الكراهية والعنف" ضد المسلمين نهاية عام 2018.
من جهة ثانية، أثار حفيد رئيس حكومة سابق ضجة بتمني إصابة نتنياهو نفسه بكورونا قبل نحو أسبوع.
وغرد جوناثان بن ارتسي، وهو حفيد رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إسحاق رابين، قائلاً: "إذا كذب نتنياهو على الشعب الإسرائيلي، وناور بالقول: 'يجب تشكيل حكومة وحدة وطنية للطوارئ لمواجهة كورونا'. وفي النهاية تبين أنه يريد إجراء انتخابات، فإنه يستحق الإصابة بكورونا، وأن يُنهي حياته في السجن وهو مريض".
وأشار إلى أن "من يستخدم المرضى لممارسة السياسة يستحق كورونا. هذا احتقار واستهتار بحياة البشر. توقف عن الكذب والمناورة".
وعقّب حزب نتنياهو، الليكود، على هذه التغريدات معتبراً أن "بن ارتسي يحرّض على وفاة رئيس الحكومة"، مشدداً على أن هذا دليل على أنه "ليس هناك حد للكراهية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...