في قرار يفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، قررت إسرائيل منع عدد كبير من الفلسطينيين دخولها من أجل العمل، وذلك للحد من انتشار وباء فيروس كورونا.
لكنها استثنت العاملين في مجالات البناء والزراعة والصناعة بعدما فرضت عليهم البقاء فيها شهراً أو اثنين من دون العودة إلى منازلهم في الضفة الغربية.
أما العاملون في مجال الصحة والتمريض، فلم تفرض على تنقلهم ضوابط جديدة.
وأعلن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية كميل أبو ركن في بيان بشأن دخول العمال: "سُيطلب من أصحاب العمل في إسرائيل ترتيبات السكن للعمال لمدة شهرين على الأقل في مجال البناء، وشهر واحد على الأقل للعمال في مجالات الزراعة والصناعة والخدمات".
وأضاف البيان: "العامل الذي يعود إلى الضفة الغربية، قبل انتهاء الفترات الزمنية المحددة، سيُمنع دخوله إلى إسرائيل مرة أخرى عن طريق المعابر".
في ما يتعلق بالعمال الفلسطينيين في مستوطنات الضفة الغربية، أوضح البيان أنه "يُسمح بدخول حاملي تصاريح العمل في مجالَيْ البناء والزراعة من سن الـ50 عاماً من العمر وما دون. ولا حاجة إلى ترتيبات السكن والنوم".
وأضاف: "في مجال الصناعة يُسمح بدخول من يقل عمره عن 50 عاماً لكن حسب أهمية المنشأة في نظر إسرائيل".
إما الجوع أو قبول قرارات الاحتلال
وأظهرت مقاطع فيديو بُثّت الأربعاء 18 آذار/مارس عمالاً فلسطينيين حاملين أمتعتهم وبعض المأكولات استعداداً للبقاء في إسرائيل أكثر من شهرين.
وقال ناشطون إن قرار الاحتلال سيؤدي إلى تداعيات اقتصادية خطيرة لأنه يفصل بين العاملين وأسرهم ويهدف إلى خدمة مصالح إسرائيل أولاً.
عمال فلسطينيون في زمن الكورونا: "إما أن تغادر بيتك إلى الداخل المحتل المتفشي فيه الكورونا لتأمين لقمة العيش لمدة شهرين من دون الرجوع، أو أن تبقى في منزلك عند أسرتك من دون مصدر رزق"
وقالت الناشطة الفلسطينية أماني خليفة: "موضوع العمال الفلسطينيين الذين يعملون داخل الأراضي المحتلة عام 48 مرعب".
وأضافت في تغريدة: "الصهاينة قرروا طبعاً لمصالحهم الربحية والمحافظة على قطاع البناء بإعطاء تصاريح لمدة شهرين، يعني بكره العامل رح يطلع يشتغل ويبعد عن عيلته شهرين وإذا انصاب رح يرجعوه عالضفة".
وكتبت الفلسطينية ميرفت صادق: "هذه الليلة يستعد آلاف العمال الفلسطينيين، وهم نسبة قليلة، ممن سُمح لهم باستمرار العمل في الداخل المحتل عام 1948، لمغادرة عائلاتهم نحو شهرين من دون السماح لهم بالعودة إلى مناطق الضفة الغربية".
وقالت ميرفت على حسابها على فيسبوك: "غالبيتهم (العمال) سيبيتون في مناطق غير آمنة وظهرت فيها عشرات الإصابات بوباء كورونا".
وتابعت: "إن كان لهم صغار فستتغير ملامحهم ويكبرون في غيابهم، وإن كان لهم أهل فسيمر الشتاء والربيع وخطر الوباء أيضاً، بلا زيارة منهم".
واختتمت: "كان على العمال في زمن الكورونا أن يبيتوا إما جوعى مع أطفالهم أو غرباء عنهم".
وغرد سامر عواد: "عمال فلسطين كان الله بعونكم. إما أن تغادر بيتك وأسرتك إلى الداخل المحتل المتفشي فيه الكورونا لتأمين لقمة العيش لمدة شهرين من دون الرجوع، أو أن تبقى في منزلك عند أسرتك من دون عمل ومصدر رزق".
في وقت سابق، طالب رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية العمال الفلسطينيين في مناطق الـ48 "ترتيب أمورهم للمبيت في أماكن عملهم بالتنسيق مع مشغّليهم"، مشيراً إلى أنه "سيُمنع التنقل بين الأراضي الفلسطينية والداخل المحتل".
وحمل اشتية السلطات الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة عن صحة الفلسطينيين في القدس، وعليها اتخاذ جميع إجراءات السلامة لحمايتهم من الإصابة بفيروس كورونا".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ يومالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت