"بنت الثمان عليها الضمان"، مثل يمني شهير يشجع على تزويج القاصرات، بدعوى أن الفتاة الصغيرة مضمونة، أي من المؤكد أنها لا تزال عذراء.
في مجتمع تتقبل ثقافته هكذا جريمة، يصبح ما فعلته حياة عبده عوض عملاً عظيماً وتصبح قدوة لكل الأمهات.
حياة أم لطفلتين، مرام (10 سنوات) ونضال (9 سنوات). التقى والدهما بأحد الرجال المرتبطين بالسلطة في المسجد، في عزلة (وحدة إدارية) السحول في مديرية المخادر في محافظة إب، وطلب منه الزواج من ابنته، فاستجاب له وعُقد القران، ولكن بدون الدخول على البنت.
أخذ الأب الأموال (المهر)، ولكنه اختلف مع الرجل بعد ذلك، وذهبا إلى المحكمة ليطلقها منه.
أمين المحكمة الذي تصفه حياة بـ"قاضي الظلم"، طلّق مرام بالفعل، ولكنه طلب هو الزواج منها، ودفع المهر للأب، وعُقد قرانه على الطفلة بعد أن زوّر تاريخ ميلادها، على أنها من مواليد عام 2002.
لم تقف القصة هنا. كان الأب يرغب في تزويج ابنته الثانية الأصغر، ليحصل على المزيد من الأموال، ولكن الأم لم تقف صامته وذهبت إلى وكيل المحافظة لشؤون المديريات وكتبت شكوى جاء فيها: "نشكو إليك من المدعو (...) والذي قام بعقد قرات ابنتي التي تبلغ من العمر عشر سنوات وكان يريد عقد قران ابنتي الأخرى والبالغة تسع سنوات دون أي رحمة أو شفقة ببناته، وقد سبق وعقد لابنته ذات العشر سنوات وتم تطليقها من زوجها السابق وعقد قرانها بالمحامي واستلم مبلغاً مالياً".
هذه قصة نجاة مرام ونضال. ولكن هناك الكثير من الطفلات اللواتي أرغمن على الزواج ولم يكن لديهن أم بوعي وشجاعة حياة لتنقذهن من المصير المأساوي
وأضافت الأم في الشكوى: "أنا امرأة مستضعفة. أرجو منكم إنصافي منه وعدم تدخله ببناتي حتى يبلغن السن القانونية للزواج، وكل ما يقوم به مخالف للشرع والقانون".
للمزيد من التفاصيل عن قصة حياة، اضغط هنا.
قالت لي حياة في مكالمة هاتفية: "فعلت هذا الأمر لكي أشجع الأمهات على ألا يسكتن وألا يخفن من الذهاب للجهات الرسمية وتقديم شكوى".
وأضافت: "فعلت هذا لكي تعلم كل أم أن هناك من سيقف معها إن تحدثت".
الشكوى التي كتبتها حياة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، ما ساهم في تحويل قضيتها إلى قضية رأي عام وسهّل موضوع طلاق ابنتها مرام.
"فعلت هذا الأمر لكي أشجع الأمهات على ألا يسكتن وألا يخفن من الذهاب للجهات الرسمية وتقديم شكوى"... أم يمنية تنقذ طفلتيها (9 و10 سنوات) من التزويج المبكر
تقول حياة إنها تركت منزل زوجها غضباً مما فعله، ولكن أبناءها الصبيان أقنعوها بأن تعود بعد تعهّد الأب بعدم تزويج بناته. وحالياً، هي في بيتها مع بناتها.
هذه قصة نجاة مرام ونضال. ولكن هناك الكثير من الطفلات اللواتي أرغمن على الزواج ولم يكن لديهن أم بوعي وشجاعة حياة لتنقذهن من المصير المأساوي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.