يكفي المرء أن يشاهد نشرات الأخبار ويراقب الكاميرات التي ترصد حركة الشوارع في معظم البلدان العربية، حتى يلاحظ أن أزمة كورونا جعلت عجلة الحياة شبه متوقفة.
ففي لبنان مثلاً، يخيّم الهدوء التام على مختلف الأسواق، الشوارع تكاد تخلو من المارة وحركة السيارات شبه معدومة، المحلات مقفلة، باستثناء الصيدليات، المخابز والسوبرماركات التي تنظم كيفية دخول الزبائن لجهة التأكد من حالتهم الصحية، عبر فحص حرارتهم والتشديد على الالتزام بوضع الأقنعة والكفوف قبل الدخول إلى المتجر.
هذا الصمت الموحش لم تعهده بيروت حتى في الحرب اللبنانية، فقد شلّ فيروس كورونا حياة الجميع، بخاصة مع التعبئة العامة التي فرضتها الحكومة اللبنانية لمواجهة هذا الوباء العالمي، الذي أصاب عدداً كبيراً من المواطنين، في بلد يرزح أصلاً تحت ثقل الأزمات الاقتصادية والمالية، ويعاني من نقص في اللوازم الطبية، وقد نالت معظم الدول "نصيبها" من الآثار السلبية التي خلّفها فيروس كورونا، سواء كان ذلك على الصعيد الصحي، الاقتصادي والاجتماعي.
"شبح" البطالة
في الواقع، إن أزمة كورونا لم تؤجج المخاوف الصحية فحسب، إذ إن "شبح" البطالة والفقر المتربص خلف الأبواب بات يهدد أمن الناس الاقتصادي والاجتماعي، نتيجة ما خلّفه وسيخلّفه هذا الوباء على الاقتصاد العالمي من آثار سلبية.
في حين أن معظم الأوطان العربية شهدت، في الآونة الأخيرة، تراجعاً ملحوظاً في حركة البيع والشراء نتيجة التخبط في المشاكل السياسية، جاء فيروس كورونا "ليزيد الطين بلة"، الأمر الذي تسبب في ارتفاع نسب البطالة والفقر في العديد من البلاد.
وفي هذا الصدد، أصدرت منظمة العمل الدولية مؤخراً بياناً كشفت فيه أن العالم، نتيجة كورونا المستجد، مهدد بفقدان حوالي 25 مليون فرصة عمل، مشيرة إلى أنه ما بين 8.8 و35 مليون شخص إضافي، سيدخلون دائرة الفقر عالمياً، مقارنة بالتقديرات الأصلية لعام 2020، ويتوقع أن يكون أصحاب الأجور المرتفعة هم الأكثر تضرراً بخسارة 14.6 مليون وظيفة في أسوأ الاحتمالات، يليهم أصحاب الأجور فوق المتوسطة بفقدان نحو 7.4 مليون وظيفة، ثم أصحاب الأجور المنخفضة بتقلص نحو 2.8 مليون وظيفة.
العالم مهدد بفقدان حوالي 25 مليون فرصة عمل نتيجة كورونا المستجد
وبالإضافة إلى ذلك، فقد حذرت المنظمة من حدوث ارتفاع في معدلات البطالة المقنّعة، أي الأشخاص الذين يعملون لكنه تم تخفيض أجورهم وساعات عملهم، كما اعتبر التقرير أن تراجع التوظيف سيتسبب في خسائر كبيرة في دخل العاملين، قدّرها بين 860 مليار دولار أميركي و3.4 تريليون دولار مع نهاية العام الجاري، الأمر الذي يتسبب في انخفاض استهلاك السلع والخدمات، ويؤثر بدوره في مستقبل قطاع الأعمال وعلى الاقتصادات الوطنية للدول، وسيترك أثراً مدمراً على العمال الذين يعيشون على خط الفقر أو تحته.
وجاءت "كورونا" لترتب مجموعة من التحديات الناجمة عن إقفال العديد من المؤسسات، وتوجّه الحكومات المختلفة نحو تكثيف إجراءاتها الاحترازية التي تحدّ من التنقل والحركة وممارسة الأعمال، أما المشكلة الحقيقية فتكمن في أن العديد من الدول، بالأخص في العالم العربي، تفتقر لسياسة تقديم مخصصات البطالة لمواطنيها، أو توفر مصدر دخل يحفظ كرامة الأفراد الذين خسروا وظائفهم، الأمر الذي يجعلهم عاجزين عن دفع الاستحقاقات المالية المطلوبة منهم، ما يؤثر بدوره في قدرة البنوك على تحصيل أموالها من المدينين، ويعرضها على المدى البعيد إلى الإفلاس.
معظم الأوطان العربية شهدت تراجعاً ملحوظاً في حركة البيع والشراء نتيجة التخبط في المشاكل السياسية، وجاء فيروس كورونا "ليزيد الطين بلة"، الأمر الذي تسبب في ارتفاع نسب البطالة والفقر
بمعنى آخر، إثر تفشي فيروس كورونا المستجدّ، تشهد الدول بمعظمها تراجعاً ملحوظاً في اقتصادها، ما دفع العديد من المؤسسات الى تسريح العمال، تخفيض أجورهم أو إجبارهم على إجازات مفتوحة غير مدفوعة، الأمر الذي يتنافى مع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للأفراد، ويتسبّب في تفاقم مشكلتي الفقر والبطالة، يقلل من القدرة الشرائية ويأخذ الاقتصاد نحو حالة من الركود والكساد.
وفي هذا الصدد، كشفت دراسة جديدة أعدتها اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا في الأمم المتحدة، أو ما يُعرف باسم "إسكوا"، أن عدد الفقراء في المنطقة العربية سيرتفع خلال العام 2020، مع وقوع 8.3 مليون شخص إضافي في براثن الفقر بسبب فيروس كورونا.
وعليه ينظر البعض بريبة إلى المؤسسات التي لا تزال تكافح اليوم من أجل الصمود والبقاء رغم الظروف الراهنة، ويسأل: هل ستضطر هذه المؤسسات إلى تقليص أعداد العمال بعد أن تستفيق من أزمة كورونا حتى تستطيع الاستمرار؟ وهل ستكون البطالة الملف الأكثر رعباً حينها؟
الآثار النفسية للبطالة
في ظل الركود الاقتصادي العالمي، تم إغلاق مؤسسات جديدة بعد أن شهدت الأشهر الماضية إقفال عشرات المؤسسات والمحال التجارية، وهكذا بين ليلة وضحاها، وجد العديد من الأشخاص أنفسهم من دون عمل ومن دون راتب لإعالة عائلاتهم، متخوفين من أن يستيقظوا في المستقبل القريب بدون سقف يأويهم.
لا شك أن فقدان الوظيفة يفرض مجموعة من التحديات المالية على الأشخاص الذين فقدوا فجأة مصدر رزقهم، لكن ماذا عن الآثار النفسية للبطالة؟ وكيف بوسع المرء أن يتجاوز محنة فقدان الوظيفة؟
لم يكن ناجي يعلم (اسم مستعار) أن فرحة الحصول على وظيفة لن تدوم إلا بضعة أشهر فقط، فبعد البحث المضني والأعمال الحرّة التي كبدته خسائر مالية كبيرة، وجد هذا الشاب اللبناني البالغ من العمر 36 عاماً، وظيفة في شركة مرموقة تضمن له راتباً مقبولاً وضماناً اجتماعياً، وهو ما كان يسعى إليه دوماً، وفق ما يؤكده لموقع رصيف22: "حتى لو المعاش ما كان كل هالقد، بس بهالبلد أهم شي الواحد يكون عندو ضمان لحتى إذا صار ما صار يكون مأمن حالو وعيلتو".
إلا أن أزمة كورونا جعلته يخسر عمله ويختبر مرارة البطالة من جديد: "قرر صاحب العمل إنو يستغني عن خدمات كل يلي وظفن جديد وأنا واحد منن، رجعت لقيت حالي بلا شغل، والأصعب أنو بهالظروف مني قادر حتى إنو روح نبش على شغل".
وعن حالته النفسية يقول بحرقة: "في حسرة كبيرة بقلبي وغضب من كل شي عم بيصير... أبشع شي تشوفي زلمي قاعد بالبيت لا شغلة ولا عملة وقدامو عيلة والتزامات وألف ضربة سخنة".
في السياق نفسه يعاني مجد (اسم مستعار) من مصير مجهول، بعدما وصلته رسالة إلكترونية من صاحب العمل، يطلب فيها من جميع الموظفين في المؤسسة أخذ إجازة من دون راتب لمدة 3 أشهر، وذلك كإجراء أولي: "وقت وصلنا الإيميل صار في حالة بلبلة بين الموظفين، كلنا عارفين قديه الوضع صعب من الأساس وإجت أزمة كورونا وزادت الوضع تعقيد، بس إنو ما حدا فهم ليه تقرر 3 أشهر من هلق، وإذا هيدا الإجراء الأولي شو ناطرنا لبعدين؟ لوين رايحين؟".
ويشير هذا الشاب، 33 عاماً، إلى أن الوضع في لبنان بات صعباً ومعقداً على مختلف الأصعدة: "ما في شي زابط بهالبلد، لا صحة ولا شغل ولا دولار وغلاء معيشي مش طبيعي، يمكن لو ما كان عنا وضع اقتصادي صعب كان بيقول الواحد إنو إلا ما تفرج قريباً بس هلق إجت كورونا وخربتنا على الآخر"، ويضيف لرصيف22: "ما بعرف كيف الواحد منا بيقدر يهدي بعد، الناس كلها معصبة ورح تنفجر... إذا منكفي هيك العالم رح تاكل بعضها".
استيعاب الخسارة
في حديثه مع موقع بي بي سي، يشير ديفيد بلوستاين، أستاذ علم النفس الإرشادي في كلية بوسطن، وصاحب كتاب The Importance of Work in an Age of Uncertainty: The Eroding Work Experience in America، إلى أننا على أعتاب جائحة عالمية من البطالة، "أسميها أزمة ضمن أزمة"، وفق قوله.
لا شك أنه تحت وطأة فقدان الوظيفة، يتعرّض المرء لمِحَن نفسية، وفي ظل هذه الحالة من الغموض التي نعيشها، فعلى الأرجح أن يتضاعف هذا الشعور في الوقت الراهن.
وعن كيفية التعامل مع الضغوطات النفسية، أوضح آدم بنسون، الأخصائي في علم النفس في نيويورك، أن بعض الأشخاص سيحاولون إخضاع كل شيء للسيطرة والتحكم في كل شيء، "لكن يجب أن نواجه حقيقة أننا لا نتحكم في وضعنا بقدر ما نود أن نكون".
يعتبر بعض علماء النفس أن فقدان الوظيفة غالباً ما يعادل الحزن الناجم عن فقدان شخص عزيز، بحيث يمكن أن يمر المرء بالمراحل الانفعالية المرتبطة بالحزن، بدءاً بالصدمة والإنكار، مروراً بالغضب والمساومة، وصولاً لتقبّل الأمر الواقع والأمل.
ويقول بنسون إنه قد يكون من المفيد مساعدة الأشخاص الذين فقدوا وظيفتهم على الاعتراف بالمشكلة، وعندها يكونوا أكثر تعاطفاً مع أنفسهم ويسمحوا لمشاعرهم بالتدفق، بدلاً من أن يعملوا على كبتها وقمعها.
واشار آدم بنسون إلى أن بعض الأشخاص لا يرغبون بالاعتراف بعمق الألم الذي ينتابهم بسبب الفقدان، ويقولون لأنفسهم: "لماذا أشعر بالحزن، مادام الجميع قد فقدوا وظائفهم مثلي"، لكن عندما يدركون أنهم فقدوا بالفعل شيئاً مهماً، سواء كان ذلك فرصة، أملاً أو علاقة، سيشعرون بألم الفقدان.
ومن المهم الاعتراف بأن العواطف المرتبطة بفقدان الوظيفة قد تستغرق وقتاً لكي يتمكن المرء من معالجتها، فقد أجريت دراسة حديثة استندت إلى بيانات من 100 لقاء مع موظفين بعد تسريحهم من العمل مباشرة، ثم مرة أخرى بعد 12 أسبوعاً من فقدان الوظيفة.
ولاحظت مؤلفة الدراسة، سارة دامسيك، الأستاذة المساعدة في علم الاجتماع والعمالة والتوظيف في جامعة بنسلفانيا، أن "الموظفين كانوا غاضبين في البداية".
وتقول دامسيك إن هذا الغضب قد يكون بسبب الشعور بأن الإدارة سرّحتهم لأنها عثرت على موظفين غيرهم يؤدون المهمة بأجر أقلّ، أو أنها لم تعتبرهم جزءاً من فريق العمل.
صحيح أن هذه الأبحاث أًجريت في وقت الرخاء، قبل الأزمة الحالية لفيروس كورونا، إلا أنه على الأرجح أن يختبر الأفراد غضباً مماثلاً بسبب الظروف الاستثنائية التي نعيشها، والتي قد تكون في البداية بمثابة كبش فداء نفسي.
ويقول كاري كوبر، أستاذ علم النفس التنظيمي في جامعة مانشستر، إن الشكوك حول كيفية تغير القوى العاملة قد تتصاعد: "يمكن للأفراد أن يلوموا الوباء عوضاً عن لوم أنفسهم، ولكن كلما طال أمد التدابير والإجراءات التي فرضها تفشّي الوباء، ستدرك المؤسسات أنها لن تحتاج لهذا العدد من الموظفين، والتكنولوجيا قد تحلّ محل الكثيرين. سيكون هذا أكبر خوف على المدى الطويل".
الحفاظ على التوازن النفسي
أشارت الدراسات إلى أن الأشخاص الذين عانوا من صعوبات مالية أو مشاكل في إيجاد مسكن، كانوا أكثر عرضة للإصابة بمشاكل نفسية، فكيف يمكن أن يحافظ المرء على توازنه النفسي في هذا الوضع غير المسبوق؟
بعد الخسارة التي يختبرها المرء، سواء كان ذلك بسبب فقدان العمل أو خسارة شخص مقرب، يقترح آدم بنسون على الأشخاص المعنيين أن يركزوا على الجوانب التي يمكنهم التحكم فيها، وليس الجوانب الخارجة عن سيطرتهم، وأن يحددوا المشاكل الفورية التي ستواجههم من أثر الفقدان، مثل الحاجة إلى تقليل إنفاق الأسرة لفترة من الوقت، إلى جانب الاعتراف بأن الأمور، على المدى القصير، ستكون صعبة، وبالتالي ستكون التغييرات حتمية حتى يتغير الوضع.
ولعلّ الاختلاف في حالة البطالة الحالية هو الاعتقاد بأنها مؤقتة، وسيعود الناس الى العمل بمجرد السيطرة على هذا الفيروس، وبالتالي يرجح البعض أن تزدحم الحانات والمطاعم عندما ينحسر الوباء.
يعتبر بعض علماء النفس أن فقدان الوظيفة غالباً ما يعادل الحزن الناجم عن فقدان شخص عزيز، بحيث يمكن أن يمر المرء بالمراحل الانفعالية المرتبطة بالحزن
واللافت أن الأزمة الحالية أثارت حس التضامن بين الناس، عن طريق تنظيم حملات لجمع التبرعات للعائلات الفقيرة، وبالرغم من أن مثل هذه المبادرات لن تحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتجذّرة، إلا أنها ستخفف عن الناس مشاعر الحزن والغضب وتأنيب الذات، لأنهم لم يفقدوا وظائفهم بسبب تقصير أو خطأ ارتكبوه.
نصائح للتعامل مع الأزمة الحالية
في حال كنتم تشعرون بالتهديد من فقدان الوظيفة، أو أنكم فقدتم عملكم بالفعل، إليكم بعض النصائح من موقع فوربس الأميركي، لمساعدتكم على التعامل مع هذه المرحلة الصعبة وتجاوزها.
من الانعزال إلى الفرص: إذا كنتم تشعرون بالتهديد من فقدان عملكم فاعلموا أنكم لستم وحدكم.
في الواقع يتأثر جزء من هويتنا حين نمر بتغييرات خارجية لا يمكن لأيّ منا إيقافها، كاختبار الغضب، خيبة الأمل، التشتت والعجز. هل شعرتم بمثل هذه المشاعر؟ كلها أحاسيس طبيعية في هذه الأوقات، فليس من الضروري أن تكونوا عاطلين عن العمل لتشعروا بالإحباط، التشوّش أو الالتباس، كلها أمور متوقعة حالياً، وفقدان الوظيفة في اقتصادنا المعاصر يزيد من حدّة تلك العواطف، لكن يجب أن تعرفوا شيئاً واحداً: أنتم لستم ظروفكم.
وضعكم الحالي في الحياة لا يشكل هويتكم: فكروا بالأمر على هذا النحو: إذا لم تقودوا دراجة الآن، لا يعني هذا أنه ليس بوسعكم ركوب الدراجة، هذا يعني فقط أنكم لستم على دراجة الآن، أنتم تفعلون شيئاً آخر، أمر قد يكون أو لا يكون ممتعاً بقدر ركوب الدراجة، ولكنه أمر ضروري ومهم.
واللافت أن القدرات والظروف شيئان مختلفان: وظيفتكم ليست هويتكم، تماماً كما أن بيتكم وسيارتكم وعلاقاتكم ليست أنتم. من السهل نسيان ذلك واعتبار أن امتلاك سيارة رائعة أو منصب راق سيجعلكم سعداء أو محترمين أو مثيرين للاهتمام، ولكن هل سبق وأن قابلتم في حياتكم شخصاً ناجحاً بشكل لا يصدق وغير سعيد بشكل لا يصدق؟ ماذا عن الأشخاص الذين لم يسبق لهم الذهاب لمدرسة راقية، ولكنهم أزواج وآباء عظماء بكل المقاييس؟ شخصياتنا هي أمر يتجاوز ظروفنا وإنجازاتنا وتعليمنا، وهناك شيء واحد وأساسي لا يمكن لأيّ وباء في العالم أن يأخذه منا: إنسانيتنا.
ونظراً لكون فقدان الوظيفة يعدّ أمراً أصعب في وقت العزلة، تقدّم مديرة روز غروب، الدكتورة راشيل هيدلي، مجموعة من النصائح والإرشادات للإبحار في فترة الفوضى:
- توقفوا عن محاولة العثور على جواب لسؤال: "لماذا؟"، إذ إن السؤال عن سبب فقدان الوظيفة لا يحمل أيّ فائدة، إنما يضيف فقط الضغط. بمعنى آخر، دعوا عنكم محاولة معرفة الأسباب وانتقلوا نحو الحاضر لتأخذوا الخطوة البسيطة التالية.
- ضعوا نوعاً من النظام: ابدأوا نظامكم بترتيب سريركم، أي "ابدأ كل يوم بمهمة مكتملة". لا بأس من السماح للنفس بتجربة فترة راحة صغيرة، ولكن لا تدعوا إغراء العيش في ثياب النوم يأخذكم.
وفي هذا الصدد، تشير هيدلي إلى أن أكثر عامل يصعب على من يعانون من فقدان الوظيفة هو الانتقال من الحياة المنظمة إلى الافتقار التام لأيّ نوع من النظام، لذا عوّضوا أنفسكم ونظّموا حياتكم: أوجدوا جدولاً زمنياً يوازن حاجتكم للحرية والنظام في آنٍ واحد ليساعدكم على المضي قدماً.
- اقبلوا التغيير لتصنعونه: أسرع طريق للمعاناة والألم هو البقاء في الماضي، تذكّروا أن ما تمرّون به الآن لن يدوم ويستمر للأبد.
في الختام، إن أزمة كورونا هي أزمة كارثية الأبعاد، ومن المرجح أن يحتاج الاقتصاد العالمي لسنوات حتى يتعافى من الركود، وبالتالي فإن الحل الأمثل لتجاوز هذه الأزمة هو تقبل الأمر الواقع رغم قساوته، والتسليم بحقيقة أن هذه الأوضاع الصعبة لن تتغير بين عشية وضحاها، والأهم من كل ذاك أن نحافظ على إنسانيتنا ونساند بعضنا بوجه "شبح" البطالة والفقر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون