"لم نكن نلتقي أبداً بمفردنا، كانت حاشيته حاضرة دائماً. كانوا يخافون عليه كثيراً وشعروا بالقلق من علاقته بي"، بهذه الكلمات أوضحت الفنانة الاستعراضية التونسية نجلاء، طبيعة علاقتها بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
جاء ذلك خلال حلقة 4 نيسان/ أبريل من برنامج "فكرة سامي الفهري" على فضائية "الحوار التونسي"، حيث أنه عند سؤالها عن علاقتها بالقذافي، لفتت معترضة على الإشارة إليه باسم فقط: "أول حاجة، الله يرحمه وينعمه، القائد معمر القذافي".
ورد مقدم البرنامج مستفسراً: "هذا إن دلّ على شيء يدل على عمق العلاقة التي تجمعك به". فتعود هي موضحة: "العلاقة بيننا ليست كما كان هو يحكي. وهي شيء لا يخجلني بل فخر لي… معمر القذافي فخر لليبيين جميعاً وفخر للعرب كلهم".
وعندما نبهها المذيع إلى أنه كان "ديكتاتوراً"، قالت إنها تتحدث عن "القائد معمر القذافي الشخص"، مبررةً: "السياسة لا أتحدث بها ولا أفهمها".
"لم أُحي له حفلات خاصة"
وأصرت الفنانة التونسية على أنها لم تكن تُحيي حفلات خاصة للزعيم الليبي كما أشاع البعض، لافتةً إلى أنه تعاطف معها لأنها ظُلمت بمنعها من دخول مصر.
"تعاطف معي لأن ظُلمت بمنعي من دخول مصر"... التونسية نجلاء تروي تفاصيل علاقة جمعتها بمعمر القذافي لنحو عام، وتؤكد: "كنت ألتقيه بحضور حاشيته"
ونجلاء، الشهيرة في مصر بـ"مطربة الحصان"، نظراً لكليب شهير سبب ضجة واسعة، اعتبر فاضحاً ويتضمن إيحاءات جنسياً، مدرج اسمها على قائمة الممنوعين من دخول البلاد منذ تشرين الأول/ أكتوبر عام 2004، بتهم تتعلق بـ"مخالفة شروط عمل الأجانب، سوء الخلق، تعدد العلاقات غير الشرعية وتقديم أعمال تغلب عليها الإثارة الجنسية"، وفق وسائل إعلام محلية.
لكنها أكدت مراراً، في مقابلات صحافية وتلفزيونية، أن "قراراً سيادياً" وراء المنع.
وقالت نجلاء: "بعد منعي في مصر، كنت أخرج في مقابلات تلفزيونية (تروي تفاصيل ما حدث معها). في أحد الأيام تواصل أشخاص، قالوا إنهم من التلفزة الليبية، مع مدير أعمالي لإجراء مقابلة. عندما وصلت إلى ليبيا استقبلونا باهتمام بالغ وبحضور أمني مكثف، بعدها وصلنا إلى الفندق حتى نستعد للمقابلة، حيث جاءت سيدة وأخبرتنا أنه لا مقابلة وإنما سنتناول العشاء مع القائد. قالت: لقد شاهدك في البرنامج ولديه رغبة في التحدث معك".
واستطردت مبينةً: "لم يرسل إليّ لأنه شاهدني أغني أو أرقص، بل عندما شاهدني أحكي في المقابلات".
وعن تفاصيل اللقاء الأول مع القذافي، قالت نجلاء: "قبل الدخول إليه تعرضنا لتفتيش ذاتي كبير، ودخلنا وجدنا رجالاً كثراً، حاشيته. قابلنا القذافي بكل احترام، وفرح بنا. وقال لي إنه شاهد برنامجي وكان حافظاً كل كلمة قلتها، ثم أخبرني أنه مع المظلوم ولا يحب أن يتعرض أي شخص للظلم".
ثم أردفت: "قال لي: لقد مُنعت من مصر وسمعت ما قلته، وأنا أحب أن أساندك وأنا دائماً أقف مع المظلوم ودائماً أساعد الناس. وحكى لي كيف دعم المخرج مصطفى العقاد ليقوم باستكمال تصوير فيلم الرسالة وعمر المختار، وغيره من الفنانين".
وأشارت إلى أنه عرض عليها التوسط لدى الرئيس المصري الراحل حسني مبارك لإلغاء قرار منعها من دخول مصر، وأنها رفضت. كما لفتت إلى أنه اقترح عليها البقاء في ليبيا والعمل بأي شكل تحب، لكنها رفضت هذا العرض أيضاً، نظراً لأن "ليبيا ليست مثل مصر في مجال الإنتاج وغيره".
وشددت: "رغم تعدد اللقاءات لم نكن نجلس بمفردنا. كانوا (حاشيته) يخشون عليه في كل الحالات. ويقومون بأخذ كل الأشياء منك قبل لقائه، حتى التليفون".
"كان فخراً لي ولليبيين وللعرب كافة، ويصوم اثنين وخميس من كل أسبوع ولا يدخن أو يتناول الخمر"... نجلاء التونسية موضحة لماذا بكت القذافي بحرقة عقب مقتله
"على حساب الدولة الليبية"
وعن المساعدات المادية التي قدمها إليها القذافي، قالت نجلاء إنه "سألني ماذا أحتاج من الدولة الليبية وليس منه هو نفسه كشخص، فقلت تدعمني فنياً فأنتج لي سي دي (إسطوانة/ ألبوم)".
وأوضحت أن "إنتاج مثل هذه الإسطوانة كان مكلفاً في تلك الفترة، كما صورت لي المخرجة رنا القداح كليبين في لبنان، وهذا مكلف جداً ورندة من أغلى المخرجات أجراً وقتها".
قالت نجلاء أيضاً إن لقاءاتها بالقذافي تكررت، حيث جرى تسجيل الأغاني في ليبيا، وكان هو نفسه يحضر جلسات التحضير للأعمال في وجود الملحنين والشعراء، لأنه "كان يحب الهزار والأحاديث العفوية".
ورداً على سؤال هل استلطفها القذافي، أجابت: "أعجب ببساطتي وتلقائيتي. لم أكن أتحدث في السياسة وإنما في أمور عامة وشؤون عائلية. أحبني لأنني لم أكن أتصنع".
وقالت إن الهدايا التي قدمها إليها كانت "قليلة، حتى عندما كان يمنحني هدية كانت تصلني ربع. فإذا أعطاني 100 ألف تصلني 20 ألفاً. كل شخص تمر عبره يقص (يقتطع) شوي".
وأفادت بأن علاقتها بالزعيم الليبي "لم تستمر طويلاً، عاماً تقريباً. عندما مشيت لم أعد، لأني شعرت بالخطر من حاشيته، كانوا قلقين مني رغم أني لم أكن الفنانة الوحيدة التي عاونها القذافي، ومنهم من أُعلن عنه ومنهم من لم يظهر".
ونفت نجلاء أن تكون "ناكرة الجميل. هذا الرجل عاملني بكل احترام. وبعد ما مات كثرت القصص المسيئة إليه"، لافتةً إلى أنه كان على العكس "يصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع على مدار العام، كان يصلي ولا يتحمل رائحة الدخان العادي ولا يقرب الخمر".
وختمت مستنكرةً أنه "بعدما مات كفّروه. لا أستطيع الحديث عن سياسته وحكمه، لكن ما رأيته. بكيت عليه بعد الطريقة البشعة التي توفي بها".
وقُتل القذافي في العام 2011، في أعقاب ثورة شعبية قامت ضد حكمه، عقب اعتراضات عدة عليه، من بينها اتهامات له بصرف الثروات الليبية وأموال الخزانة العامة للبلاد على نزواته وحماقاته، في إشارة إلى تورطه في العديد من القضايا الدولية، واضطرار البلاد لدفع تعويضات ضخمة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...