فيما لم يزل كابوس فيروس "كورونا" رابضاً على صدر العالم، كشفت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية الرسمية، في 24 آذار/مارس، عن أول وفاة تشهدها الصين بفيروس "هانتا" الجديد، مع إجراء فحوص وتطبيق الحجر الصحي على 32 مواطناً خالطوا المتوفي.
وأوضحت الصحيفة أن الرجل من مقاطعة يونان (جنوب غرب الصين) توفي، في 23 آذار/مارس، داخل حافلة أثناء عودته إلى عمله في مقاطعة شاندونغ (شرق البلاد). وقد ثبتت إصابته بفيروس "هانتا".
A person from Yunnan Province died while on his way back to Shandong Province for work on a chartered bus on Monday. He was tested positive for #hantavirus. Other 32 people on bus were tested. pic.twitter.com/SXzBpWmHvW
— Global Times (@globaltimesnews) March 24, 2020
وقالت إن 32 شخصاً كانوا على متن الحافلة معه جرى فحصهم من دون توضيح نتائج المختبر.
بدايةً، ينبغي التنبيه إلى وجود نوعين أو جيلين من فيروسات "هانتا": الجيل الجديد الذي ظهر بدايةً في الأمريكتين عام 1993 يصيب الرئة ويؤدي إلى تطوير ما يعرف بـ"متلازمة هانتا الرئوية" (HPS)، والجيل القديم الذي ظهر بشكل أساسي في أوروبا وآسيا وأصاب الكلى وأدى إلى "الحُمَّى النزفية مع المُتلازمة الكلويَّة" (HFRS).
"قاتل يقتات من القوارض، ويصيب الرئة أو الكلى، وقلما ينتقل بين البشر"... إليكم كل ما تحتاجون معرفته عن فيروس "هانتا" الذي قتل صينياً مؤخراً
ما طبيعة هذا الفيروس؟
تعرّف منظمة الصحة العالمية "متلازمة فيروس هانتا الرئوية" بأنها "مرض تنفسي فيروسي حيواني المنشأ، ينتمي العامل المسبب لها إلى جنس فيروس هانتا، فصيلة الفيروسات البنيوية".
وتلفت المنظمة إلى أن عدوى هذه المتلازمة تحدث عن طريق "استنشاق الرذاذ أو ملامسة فضلات القوارض المصابة بالعدوى أو روثها أو لعابها"، لافتة إلى أن "حالات العدوى البشرية بفيروس هانتا كثيراً ما تقع في المناطق الريفية (مثل الغابات والحقول والمزارع) حيث تنتشر القوارض الحرجية المعيلة للفيروس وحيث يتعرض الناس للفيروس".
أما أعراض المرض فهة متعددة، أبرزها: الإصابة بالصداع، والدوار، والحمى المصحوبة بارتجاف، وآلام العضلات، ومشاكل معدية معوية مثل الشعور بالغثيان والتقيؤ والإسهال وآلام البطن.
وتعقب هذه الأعراض إصابة مفاجئة بضيق التنفس وانخفاض ضغط الدم. ويعد هذا الفيروس قاتلاً، إذ تراوح نسبة الوفيات بسببه بين 35 و 50% من المصابين به.
وغالباً ما تظهر أعراض متلازمة "هانتا" خلال فترة تراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع عقب التعرض المبدئي للفيروس. لكن في بضع حالات تظهر الأعراض مبكراً بعد أسبوع واحد أو قد تتأخر في حالات أخرى حتى ثمانية أسابيع بعد التعرض للفيروس.
وظهرت غالبية الإصابات المبلغ عنها بالفيروس في دول بالأمريكتين، إلا أن "الصحة العالمية" لا تستبعد أن تؤثر بعض العوامل البيئية والإيكولوجية على قطعان القوارض بشكل موسمي، وهذا ما يلقي بظلاله على اتجاهات المرض.
أما الجيل القديم من الفيروس، HFRS، فتظهر أعراض الإصابة به على الشخص بسرعة، وتشمل: آلام الظهر والمعدة والصداع والقشعريرة والغثيان والحمى.
وقد تصبح رؤية المصابين ضبابية، ويظهر إحمرار على وجوههم. ومن المحتمل أن يتبع ذلك انخفاض في ضغط الدم، بالإضافة إلى القشعريرة الشديدة، وتسرب الأوعية الدموية والفشل الكلوي الحاد.
وتؤدي هذه الإصابات إلى وفاة بين 1 و 15 في المئة من المرضى.
"مشابهة لفيروس كورونا"... تعرّف على أعراض الإصابة بفيروس "هانتا" الذي قتل رجلاً في الصين، وكيف يمكن تفادي الإصابة به؟
ما خطورته؟
برغم أن متلازمة "هانتا" حيوانية المنشأ، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنه "سبق توثيق انتقال محدود للمتلازمة بين البشر في الأرجنتين"، ولاحقاً في تشيلي.
ولأن فرص انتقال هذا المرض بين البشر "نادرة"، تحذر المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض ومكافحتها من أن هذا الفيروس الذي ترتبط كل سلالة منه بأحد أنواع القوارض، "ينتقل عبر الهواء بانتقال جزيئات الفيروس من بول الحيوان، والبراز، واللعاب إلى البشر".
ورصدت حالات نادرة لانتقال العدوى عن طريق "عض" الحيوان المصاب بالفيروس للإنسان. ويعتقد خبراء بإمكان حدوث الإصابة إذا لمس الشخص فمه أو أنفه بعد التعامل مع سطح ملوث ببول أو روث أو لعاب المضيف، أو بعد تناول طعام ملوث.
وفي حين "لا يوجد علاج أو دواء شافٍ محدد لمتلازمة فيروس هانتا الرئوية، يمكن أن يؤدي التشخيص المبكر إلى إبطاء تطور المرض، وزيادة فرص الشفاء"، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ويبدو أن مراعاة النظافة الشخصية وتجنب مصادر العدوى ومراعاة تدابير مكافحة القوارض هي الإجراءات الاحترازية الممكنة لتفادي هذه العدوى حتى الآن.
ويأتي إعلان أول وفاة بفيروس "هانتا" في ظل فزع عالمي وعدم قدرة على السيطرة على تفشي فيروس كورونا الذي قتل الآلاف. وكان ظهوره قد بدأ في الصين ويعتقد أيضاً بأنه انتقل للإنسان عن طريق حيوانات مثل الخفاش. وهذا ما أثار خوف الكثيرين من تكرار تفشي فيروس "هانتا" هو أيضاً على نطاق واسع، مع العلم أعراض الإصابة بهما متشابهة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...