وصل عدد المتوفين بسبب فيروس كورونا في إيران إلى 611 والمصابين إلى 12729، وذلك وفق آخر إحصاءات أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية.
وأصبح فيروس كورونا في إيران وبسبب تفشيه السريع في البلاد، يحصد كبار المسؤولين، حيث أصيب وزير الصناعة، رضا رحماني، والنائب الأول للرئيس، إسحاق جهانغيري، ومساعدة الرئيس، معصومه ابتكار، ومستشار المرشد الأعلى في الشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، ونائب وزير الصحة، إيرَج حريرجي، وعدد من أعضاء البرلمان ومسؤولون آخرون بهذا الفيروس.
كما توفي مستشار وزير الخارجية الإيراني، حسين شيخ الإسلام"، والدبلوماسي "هادي خسروشاهي"، والعميد "محمود بلارك" رئيس عمليات مقر "القدس" التابع لـحرس الثوري الإيراني، والنائب الأسبق لرئيس الدائرة السياسية بالحرس "فرزاد تذري" والقيادي البارز في "الحرس الثوري" العميد "ناصر شعباني" بعد إصابتهم بالفيروس.
وبعد أسابيع من ظهور فيروس كورونا في إيران، والذي بدأ من مدينة قم الدينية القريبة من طهران، في 19 فبراير الماضي، لا يزال الشعب الإيراني حائراً بين الإحصاءات الرسمية التي تعلنها وزراة الصحة ظهيرة كلّ يوم في مؤتمرها الصحفي، وبين الإحصاءات التي تتدوال في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الناطقة بالفارسية في خارج البلاد، ووسائل الإعلام الأجنبية.
وتفيد بعض التقارير الإعلامية أن عدد المتوفين بسبب كورونا في إيران يصل إلى آلاف الأشخاص. وفي تقرير يوم أمس، الجمعة، نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية صوراً التقطت عبر الأقمار الصناعية تظهر مقابر جماعية في مقبرة "بهشت معصومة" (جنّة معصومة)، في مدينة قُم، تمّ حفرها لاستيعاب العدد المتزايد من ضحايا فيروس كورونا. واتَّهم التقرير إيرانَ بإخفاء العدد الحقيقي من ضحايا كورونا فيها.
هذا، ويحمّل كثير من الإيرانيين شركة الطيران التابعة للحرس الثوري الإيراني، "ماهان"، جزءاً من مسؤولية تفشي فيروس كورونا في البلاد بسبب عدم وقف رحلاتها إلى الصين بعد ظهور الفيروس. وأفاد تقرير لموقع "راديو فردا" الناطق بالفارسية أن 55 رحلة بين إيران ومدن صينية أجريت بين 4 و23 فبراير الماضي، ولا تزال مستمرة.
لا زال الشعب الإيراني حائراً بين الإحصاءات الرسمية التي تعلنها وزراة الصحة ظهيرة كلّ يوم في مؤتمرها الصحفي، وبين الإحصاءات التي تتدوال في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الناطقة بالفارسية في خارج البلاد، ووسائل الإعلام الأجنبية
وقال عضو البرلمان الإيراني، بَهرام بارسائي، إن شركة ماهان من أوائل المتهمين بدخول كورونا وتفشّيه في البلاد بسبب استمرار رحلاتها إلى الصين خلال الفترة الأخيرة.
وبعد تفاقم أزمة فيروس كورونا، وارتفاع عدد الضحايا، وعدم استطاعة وزارة الصحة الإيرانية والجهات الحكومية الأخرى منع تفشي الفيروس في البلاد، والتي تعود أسبابها، حسب تصريحات شخصيات إيرانية وتقارير إعلامية، إلى تباطؤ السلطات في الإعلان عن ظهور الفيروس في مدينة قم منذ البداية، وعدم فرض الحجر الصحي على المدينة، ثمّ عدم وقف الرّحلات بين إيران والصين، وأيضاً الخلافات الداخلية في إيران بشأن ادارة هذه الأزمة، إلى جانب الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيران والعقوبات الأمريكية المفروضة عليها، رأى المرشد الأعلى، علي خامنئي، فيروسَ كورونا بأنه هجوم بيولوجي يستلزم تدخل القوات العسكرية في البلاد، ومواجهة الفيروس هو بمثابة مناورة دفاعية.
وقال خامنئي في تغريدة: "بعد توجيه الشكر للخدمات التي قدّمتها القوات المسلّحة في مجال التصدّي لفيروس كورونا، والتأكيد على استمراريتها وتطويرها، يجدر تنظيم خدمات القوّات المسلحة في التصدي لفيروس كورونا على شكل مقرّ صحي وعلاجي واتخاذ أساليب متعددة ترمي لتوقي ارتفاع نسبة تفشي هذا المرض. بإمكان تأسيس مقرّ صحي وعلاجي لمواجهة كورونا أن يكون بمثابة مناورة دفاعية بيولوجية نظراً للقرائن التي تشير إلى احتمال كون هذه الأحداث هجوماً بيولوجيّاً، ويعزز الاقتدار والقدرة الوطنية".
التغريدة واجهت ردّاً من قبل وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، حيث قال في تغريدة: "كما يعلم خامنئي، كان أفضل دفاع بيولوجي هو إخبار الشعب الإيراني بالحقيقة عن فيروس ووهان عندما انتشر في إيران من الصين، وبدلاً من ذلك، فإنه واصل رحلات (ماهان إير) ذهاباً وإياباً إلى مركز البؤرة في الصين، وسجن أولئك الذين تحدثوا عن ذلك بصراحة".
ووجه خامنئي خطاباً إلى رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في البلاد، محمد باقري، تضمن أمراً بتشكيل مقرّ لمواجهة كورونا. ودعا في خطابه إلى "ضرورة اتّخاذ مزيد من التدابير اللازمة لمواجهة تفشي كورونا، فضلاً عن إنشاء مستشفيات ومصحات ميدانية وخدمات علاجية".
في بداية الأمر، كان الكلُّ ينظر إلى تأثير تفشي كورونا في البلاد بأنه أمر إيجابي، حيث أدى إلى إطلاق سراح مؤقت لآلاف السجناء. ولكن بعد أيام بدأت إيران تشهد موجة استدعاءات واعتقالات لصحفيين وشخصيات ثقافية ورياضية بسبب تصريحات لهم تتعلق بالفيروس
وأعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية عن تأسيس مقرّات لمواجهة كورونا، مشيراً إلى إجراء عملية فحص ورصد لجميع الإيرانيين خلال الأيام العشرة المقبلة، ووجود قرار وطني لتقييد حركة التنقّل في الطرقات والمتاجر والشوارع خلال الساعات المقبلة.
في بداية الأمر، كان الكلُّ ينظر إلى تأثير تفشي كورونا في البلاد بأنه أمر إيجابي في القضايا الأمنية والسياسية، حيث أدى إلى إطلاق سراح مؤقت لآلاف السجناء، خشية تفشي كورونا في السجون، كما أدى إلى تركيز السلطات على قضية كورونا بدلاً من التركيز على النشطاء السياسيين والمدنيين والصحفيين واعتقالهم التي ازداد خلال الفترة الأخيرة في إيران، لكن بعد أيام بدأت إيران تشهد موجة استدعاءات واعتقالات لصحفيين وشخصيات ثقافية ورياضية بسبب تصريحات لهم تتعلق بالفيروس، حيث اعتُقل مهدي حاجتي، عضو المجلس البلدي في مدينة شيراز بسبب تغريدة انتقد فيها عدم فرض الحجر الصحي على مدينة قم.
كما تمّ اعتقال مدرّب فريق "داماش كيلان" الإيراني لكرة القدم بسبب نصوص نشرها على "إنستغرام"، انتقد فيها عدم مساعدة القوات المسلحة والبسيج في حلّ أزمة كورونا. وتم إستدعاء مدير موقع إنتخاب الإخباري "مهدي فقيهي" بسبب تغريدات شكك فيها في الإحصاءات الرسمية المتعلقة بفيروس كورونا. وتم استدعاء الكاتب والمخرج الإيراني "حسين دهباشي" لإنتقاده من عدم فرض الحجر الصحي على مدينة قم.
رأى المرشد الأعلى، فيروسَ كورونا بأنه هجوم بيولوجي يستلزم تدخل القوات العسكرية في البلاد
ويقول موقع "رويْداد 24" الإخباري إن المعتقلين خلال فترة تفشي كورونا أكثر من هؤلاء الأشخاص، حيث اعتقلت استخبارات الحرس الثوري والسلطات القضائية في المدن المختلفة العديدَ من الأشخاص الذين تحدثوا وأبلغوا عن فيروس كورونا في إيران. وتمّ اعتقال ممرّضين وممرضات تحدّثوا عن ظهور فيروس كورونا لأوّل مرة. وقال الموقع إنه حاول التحدّث معهم لكنهم رفضوا ذلك خشية تعرضهم لمشاكل من قبل السلطات الأمنية والقضائية.
كما قال الموقع في تقريره إن هناك أشخاصاً تمّ اعتقالهم في محافظات کُردستان، ومازَندَران، وفارْس، وقم، وآذربيجان لأسباب مشابهة، بينهم طلّاب جامعات.
هذا، وأعلنت قوى الأمن الداخلي في بعض المحافظات الإيرانية عن استدعاء واعتقال عشرات الأشخاص بتهمة نشر شائعات عن فيروس كورونا.
كلّ هذا أدّى إلى بعث حالة من عدم الاطمئنان لدى الشعب الإيراني وعدم الثقة بما يسمعون ويقرأون، والحيرة في إيجاد الحقيقة؛ فمن هو الصادق في قوله بين هؤلاء كلّهم؟!
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...