"رُب ضارة نافعة"، يبدو أن هذا المثل الشعبي خير وصف لإعلان السلطات الإيرانية، في 3 آذار/مارس، الإفراج عن نحو 54 ألف سجين، خوفاً من تفشي فيروس كورونا في صفوفهم.
المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين إسماعيلي قال إن قرار السماح بالإفراج عن آلاف السجناء مؤقتاً جاء بعد التثبت من عدم إصابتهم بالفيروس، وإلزامهم دفع كفالة.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن المتحدث إن السجناء الذين تتجاوز مدة عقوبتهم أكثر من 5 سنوات، لن يشملهم القرار الجديد، ولم يوضح مقدار الكفالة المقررة عن المفرج عنهم.
وقالت "بي بي سي": "قريباً يُفرج عن عاملة الإغاثة البريطانية من أصل إيراني نازانين زغاري راتكليف المعتقلة في طهران بتهمة التجسس".
ونقلت النائبة في البرلمان البريطاني توليب صديق عن السفير الإيراني في المملكة المتحدة قوله إن "السيدة زغاري راتكليف قد يخلى سبيلها خلال ساعات".
"كورونا" يستشري في إيران
يكشف هذا الإجراء الاستثنائي مدى الخشية من المرض الذي بات مترسخاً في إيران على حد وصف منظمة الصحة العالمية.
وقال الرئيس حسن روحاني، في 4 آذار/مارس، إن تفشي فيروس كورونا أصاب تقريباً كل الأقاليم البالغ عددها 31 محافظة.
كذلك أعلنت وزارة الصحة الإيرانية أن عدد الوفيات بسبب كورونا في إيران بلغ 92 شخصاً في ظل وجود 2922 إصابة مؤكدة، وهو من أعلى أرقام الوفيات في العالم خارج الصين.
"كورونا" تفشى في كل أنحاء إيران، حتى إن نائب روحاني وبعض نواب البرلمان أصيبوا بالفيروس. بماذا وعد المرشد الأعلى الإيرانيين في خطاب؟
في الأثناء، نقلت وكالة مهر للأنباء عن رئيس مجلس تحديد السياسات العامة لأئمة الجمعة حاج علي أكبري إلغاء صلاة الجمعة في جميع عواصم المحافظات في إيران.
وكشف موقع "إيران واير" إصابة إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني، بكورونا، وهو الآن في الحجر الصحي في بيته ويخضع للعلاج بإشراف فريق طبي، كما أصيب 23 نائباً بالفيروس.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا المستجد بات مترسخاً في إيران، محذّرة من أن قلة التجهيزات الوقائية لعمال الرعاية الصحية تعرقل جهود احتواء تفشي الفيروس في هذا البلد.
خامنئي بقفازين
في سياق متصل، حث المرشد الأعلى آية الله خامنئي، في 3 آذار/مارس، المواطنين على التزام إرشادات النظافة التي أعلنتها السلطات المختصة، وأمر جميع الهيئات الحكومية بتقديم المساعدة الضرورية لوزارة الصحة.
وأصر آية الله خامنئي، الذي ظهر مرتدياً قفازين، على أن السلطات الإيرانية لم تخف أي معلومات عن مدى انتشار المرض، قائلاً: "لقد تحدث المسؤولون عندنا عن الفيروس بإخلاص وشفافية منذ اليوم الأول، بينما حاولت بعض الدول التي تفشى المرض فيها بشكل أكثر خطورة أن تخفي الأمر".
وأضاف المرشد الأعلى: "لن يدوم الفيروس طويلاً في البلاد وسيتم احتواؤه".
وفي الشهر الماضي، اتهم خامنئي وسائل الإعلام الأجنبية بارتكاب ممارسات إعلامية سلبية والتحجج بفيروس كورونا من أجل ثني الناس عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي شهدتها إيران أخيراً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
HA NA -
منذ 3 أياممع الأسف
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ أسبوعحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ أسبوععظيم