شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
اسمي أزهر وليس زاهر ولا أزهار... عن معاناتي مع اسمي

اسمي أزهر وليس زاهر ولا أزهار... عن معاناتي مع اسمي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

السبت 14 مارس 202001:01 م

"شنو معنى أزهر؟". "منو سمّاكْ أزهر؟". "أول مرة أسمع بهذا الاسم!"... أسئلة وتساؤلات كثيرة يوجهها إلي المقربّون والغرباء، في العمل والشارع وخلال السفر.

"معنى اسمي هو اللامع أو المشرق والأكثر بياضاً". هكذا تكون إجابتي لكل مَن يسألني عن معنى اسمي. كثيرون يتعجّبون ويستغربون. بعضهم يرد عليّ: "ما أحلى الاسم" وآخرون يظهرون تعابير على الوجه مع إصدار صوت بنبرة منخفضة "آهااا".

قسم قليل من الناس يعتقدون أن في إجابتي شيء من الغرور أو المبالغة في إعطاء المعنى، ولكن حقاً هذا كل ما أعرفه وقرأته عن اسمي، وما أخبرتني به أُمي واتفق معها عليه مستر غوغل.

يجد المتعمقون في الشروحات الدينية الإسلامية في إجابتي مدح وذكر لمحاسني. ينطلقون في إجابتهم من الآية القرآنية التي تنهي الفرد عن تزكيه نفسه، {فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡ}. وأنا لا أبرر، فقط أرد عليهم: "لا علاقة لاسمي بتزكية النفس، أو بالقرب من الحلال والحرام والقرآن"... وما أسهل نطق كلمتي حلال وحرام عند الناس في وقتنا الحالي.

مواقفي الطريفة والتعيسه مع اسمي تلاحقني حتى في يومياتي الاعتيادية. مثلاً وأنا أرسل إيميلات العمل، وأستلم الردود عليها، كثيراً ما أقرأ "السيدة أزهار" أو "عزيزتي أزهار". غالباً ما أقابل ذلك بالضحك، مع صرف بضعة ثواني لأكتب إليهم الرد واضعاً اسمي بتوقيع في نهاية البريد مع إبرازه بالـ"بولد"، بهدف توضيحه.

أحياناً، أجلس وأفكر لأجد حلولاً لكيفية مساعدة الآخرين على لفظ اسمي بشكله الصحيح، ولكن لم أجد أي حل حتى الآن، ما يدعوني إلى التفكير بالذهاب إلى مديرية الجنسية من أجل تغيير اسمي. ولكن قبل كل شيء أسأل نفسي: "هل هذا حل؟". اممم؟! لا. ليس حلاً تغيير اسمي. تصيبني قناعة تامة بتقبل اسمي، فهو أحلى لغرابته، وسهولة لفظه.

وحول سهولة نطق الأسماء أو صعوبتها، نشر آدم ألتر، وهو أستاذ مساعد في مدرسة نيويورك للتسويق، دراسة في عام 2005 ، أشار فيها إلى أن الأسماء الأكثر وضوحاً وسهولة لفظاً هي الأوفر حظاً في سوق العمل.

كما وجد أن أسماء الشركات البسيطة وسهلة اللفظ، يجري تداولها أكثر بكثير من أسماء الشركات الأكثر صعوبة في النطق.

ووجدت دراسة أخرى أن الاسم الأول الأقل شيوعاً وشعبية يحتمل ارتباط حامله بسلوكيات إجرامية، لكن ذلك ليس سبباً رئيسياً للجريمة.

يربك تشابه الأسماء أو تقاربها في اللفظ أو الحروف (العربية والإنكليزية) زملائي في العمل. بعض الزملاء ينادونني زاهر، لتشابه اسمي مع موظف آخر اسمه زاهر، حتى صرت أخشى أن القي التحية عليهم، كي لا أسمع اسماً غير اسمي، فكثيراً ما يردون التحية عليّ بالقول: أهلاً زاهر، أو زهير، وأسماء أخرى.

"مواقفي الطريفة والتعيسه مع اسمي تلاحقني حتى في يومياتي الاعتيادية. مثلاً وأنا أرسل إيميلات العمل، وأستلم الردود عليها، كثيراً ما أقرأ ‘السيدة أزهار’ أو ‘عزيزتي أزهار’"

تعددت المواقف والسبب واحد

حتى الآن، لم أعتبر ما مررت به مشكلة حقيقة، لم أواجه أي مشكلة بسبب اسمي. أستلم راتبي بسلاسة، وأمر من المطارات بطريقة مرنة، وأستلم طرد البريد دون معاناة أو مماطلة مع موظف البريد.

ولكن، عام 2014 سافرت إلى بيروت لحضور ورشة تدريبية حول حقوق الإنسان. في الفندق، وسط شارع الحمرا، وقفت أمام موظف الاستقبال لكي أستلم بطاقة الغرفة. طلب مني جواز السفر للتأكد من معلوماتي. أطال في التمحيص والتركيز باسمي وهو يقول لي: "اسمك غير موجود". طلبت منه أن أشاهد الأسماء معه، فتفاجأت وأنا أقرأ Mrs. Azhar. هكذا كان مكتوباً، فأزهار اسم عربي شائع جداً…

"يربك تشابه الأسماء زملائي في العمل. بعضهم يناديني زاهر، لتشابه اسمي مع موظف آخر اسمه زاهر، حتى صرت أخشى أن القي التحية عليهم، كي لا أسمع اسماً غير اسمي"

"الآنسة أزهر المحترمة". بهذه العبارة الترحيبية أجاب مسؤول شؤون العملاء في الخطوط الجوية القطرية بعد أن أرسلت لهم رسالة أستفسر فيها عن إجراءات الدخول إلى دولة قطر عندما أسافر على خطوطها الجوية. فرحت بأن هناك مَن قرأ اسمي "أزهر" بشكل صحيح، مع أني كتبته بالإنكليزية، ولكن للأسف لم تكتمل الفرحة، إذ سبق العبارة بكلمة الآنسة وأنهاها بكلمة المحترمة. صدمة ما منها صدمة.

لست الشخص الوحيد الذي لديه مواقف مع اسمه. كثيرون من زملائي أيضاً. أثناء كتابة هذه الكلمات، أتى صديقي سفيان ليسلمَّ عليّ، وتفاجأ بعنوان المقال الذي أكتبه، فقال لي: "تعرف؟ أنا كذلك لي مواقف ومشاكل مع اسمي، أحدها كاد أن ينهي حياتي". أعاد الأمل إلى حياتي، وحينها شعرت أن مشاكلي هي أقل بقليل مما يمر به أشخاص مروا بمشاكل بسبب أسمائهم.

"من يرى مصيبة غيره، تهون عليه مصيبته" هذه المقولة التي خطفت في ذهني، وأحببت أن أضعها خاتمةً للمقال.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image