أعرب عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي عن أملهم في أن يسهم ترشيح الناشطة السعودية المعتقلة لجين الهذلول لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2020 في الضغط على السلطات السعودية لإطلاق سراحها أو محاكمتها محاكمة عادلة على الأقل.
جاء ذلك بعدما كشفت وكالة رويترز، في 27 شباط/فبراير، عن ترشيح ثمانية من أعضاء الكونغرس الأمريكي اسم لجين، التي تحاكم باتهامات متعلقة بنشاطها الحقوقي بعدما تعرضت للتعذيب والتحرش الجنسي، وفق عائلتها، لنيل الجائزة الرفيعة.
وللعام الثاني على التوالي تتردد فيها أنباء ترشيح لجين لجائزة نوبل للسلام بعدما رشحها عدد من السياسيين الكنديين والنرويجيين للجائزة في العام الماضي، وفق ما أعلنت رويترز أيضاً.
ولم يعلق أي من أشقاء لجين الثلاثة على أنباء ترشيحها للجائزة، حتى نشر هذه السطور، بعكس ما حدث لدى ترشيحها للجائزة نفسها في العام الماضي. واكتفت الشقيقة الصغرى، لينا، بمشاركة أحد التقارير التي تحدثت عن ذلك من دون تعليق.
وتواصل رصيف22 مع وليد شقيق لجين وعلياء ولينا شقيقتيها للتعليق، ولم يتلقَّ رداً.
دعم وآمال معقودة
فور تداول الخبر، أعرب الكثير من المعلقين السعوديين عن اعتقادهم وربما أملهم في أن يمثل الترشيح، خصوصاً في حالة الفوز بالجائزة، ضغطاً إضافياً إلى ما تقوم به المنظمات الحقوقية على السلطات السعودية للإفراج عنها أو على الأقل محاكمتها محاكمة علنية ونزيهة.
وصل الأمر بمغردين إلى التعبير عن اعتقادهم بأن فوزها بالجائزة قد يمثل "بداية نهاية أزمتها".
فقال أحمد: "مع تحفظي عن معايير جائزة نوبل للسلام التي منحت سابقاً لمجرمي حرب، لكن ترشح لجين للجائزة قد يكون له تأثير إعلامي قوي إيجابي ويضفي تركيزاً على ما يجري من انتهاكات ضد حرية التعبير وحقوق الإنسان في بلدنا".
"تقديراً لشجاعتها وجهودها في الكفاح من أجل حقوق النساء"... لجين الهذلول مرشحة لجائزة نوبل للسلام للعام الثاني على التوالي. هل يسهم ذلك في إطلاق سراحها؟
أما الأكاديمي السعودي صالح العصيمي فكتب: "ترشحت لجين الهذلول لجائزة نوبل للسلام. لو كان هناك نسبة ١ في المئة وحدث أن فازت فما العمل وقتذاك؟ تبعة بعض القرارات (تكريماتها سابقاً) سببت لنا زفة مستمرة من المنظمات الحقوقية من طوكيو حتى لوس أنجلوس والكلفة الإعلامية لا تتناسب مع الفوائد بغض النظر عنها".
بالتزامن، أبدى العديد من المعلقين عن دعمهم وتأييدهم ذهاب الجائزة إلى "بطلتنا القومية #لجين_الهذلول التي تستحقها بجدارة"، مبرزين أنها "هي وأمثالها يسهمون في تغيير التاريخ".
وذكر آخرون أن "لجين أدت ما عليها وزيادة. وعطاؤها غير محدود للمرأة السعودية وللنساء عامة"، لافتين إلى "جزء بسيط من إنجازاتها في المطالبة بإسقاط نظام ولاية الرجل وحق المرأة في القيادة".
ولم يتوقف الدعم عند المعلقين السعوديين، بل انضم إليهم الكثير من المعلقين العرب والأجانب، حتى أن عدداً منهم عدّها أحق بالجائزة من مواطنيهم.
الباحث السوداني في علم الاجتماع، حسان الناصر، رأى أن لجين أجدر بنيل اللقب من مواطنته آلاء صلاح، الكنداكة إحدى أيقونات الثورة السودانية، بعد أنباء ترددت بشأن ترشيحها هي أيضاً للجائزة.
وفسر الناصر وجهة نظره قائلاً: "إن صدق حقاً ترشيحها (آلاء) لنوبل للسلام فإنني أدعم بكل قوة لجين الهذلول للجائزة، بدلاً من آلاء صلاح. على الأقل لجين تدفع ثمن مواقفها إن اختلفنا أو اتفقنا حولها، أما الآنسة آلاء فأظن، ومع احترامي لمواقفها، أنها لم تقدم سوى صورة، فبالنسبة إلي لجين هي النموذج الأولى بأن يكرم". وأيد آخرون هذا الرأي.
نوبل للسلام هذا العام
وتضم قائمة ترشيحات الجائزة لهذا العام، علاوةً على لجين وآلاء، الناشطة المناخية السويدية غريتا تونبري (17 عاماً) ونشطاء مطالبين بالديمقراطية في هونغ كونغ وحلف شمال الأطلسي.
ولا يؤكد معهد نوبل النرويجي أو ينفي ترشيحات الأسماء المتداولة إعلامياً. لكنه كشف عن تلقيه 317 ترشيحاً للجائزة هذا العام، وهذا ما يمثل ارتفاعاً مقارنةً بالعام الماضي (300 ترشيح).
وشملت الترشيحات 210 أفراد و107 مؤسسات. ومن المقرر إعلان الفائز بها في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
الجدير بالذكر أن حملةً عالمية لدعم ترشيح لجين للجائزة كانت قد انطلقت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عبر موقع (change.org) غير الربحي بمشاركة شخصيات عالمية.
وأثمر هذا تقديم المشترعين الأمريكيين عريضة الترشيح، التي تداولها حساب معتقلي الرأي المعني بالسجناء السياسيين في السعودية مطلع الشهر الجاري، مذيلين طلبهم بالعبارة الآتية "تقديراً لشجاعتها وجهودها في الكفاح من أجل حقوق النساء".
اللافت أنه في اليوم الذي أُعلن فيه ترشيحها، تحدثت علياء شقيقة لجين، عبر تويتر عن "يوم جديد، ومعاناة جديدة. كان من المفترض أن يزور أهلي لجين اليوم في إطار التحضير لمحاكمتها. فور وصولهم، تمت مصادرة الدفوع. وبعد ثلاث ساعات من الانتظار والتوتر والقلق، أخبرهم مسؤول أن لجين رفضت الزيارة!".
وأضافت: "لا نعلم إذا كان كلامه صحيحاً، أو أن هناك أمراً نجهله". وختمت: "يارب احفظ لنا لجين من كل مكروه".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...