كشف أخيراً أفراد "العصابة" التي استهدفت الصحافي الاقتصادي اللبناني البارز محمد زبيب واعتدوا عليه بالضرب قبل عدة أيام.
وفيما يمر لبنان بأسوأ فترة من التدهور الاقتصادي منذ الحرب الأهلية، برز زبيب واحداً من الأصوات الصحافية الحرة التي تكشف الفساد في المصارف وغيرها من المؤسسات الاقتصادية والمالية في البلاد.
وذكرت مواقع لبنانية، في 20 شباط/فبراير، أن فرع المعلومات، وهو جهة أمنية رسمية، أوقف المشتبه بهم في قضية الاعتداء على زبيب في شارع الحمرا ببيروت، ليلة 12/13 شباط/فبراير، مبيّنةً أنهم "مرافقون لرئيس مجلس إدارة بنك الموارد، الوزير السابق مروان خير الدين". وقد اعترفوا بفعلتهم.
وأوضحت أن زبيب "تعرّف" إلى أحد الموقوفين بعد إجراء مواجهة بين الطرفين بإشارة من القضاء.
واتهم أحد الموقوفين، وهو المسؤول عن أمن مدير المصرف، خير الدين بـ"التخطيط للعملية"، وهذا ما نفاه المتهمان الآخران مقررين أنهم نفذوا الهجوم بقرار شخصي بناء على اقتراح الثالث بسبب "مهاجمة زبيب الريس (رئيسهم، خير الدين) دائماً".
وأكد زبيب هذه الأنباء التي شاركها معلقاً عليها: "مروان خير الدين، صاحب بنك الموارد هو رئيس العصابة التي اعترف ثلاثة من أفرادها بالتنفيذ، وهم مرافقوه: علي سويد، فادي العسراوي، وشادي علم الدين".
تكشُف تفاصيل الاعتداء على الصحافي اللبناني زبيب بعض رواية السينمائي ربيع الأمين بأن شخصاً مكلفاً من خير الدين اعتدى عليه و"كسر أنفه" خلال تظاهرة
وطالب زبيب بضرورة اعتقال خير الدين واصفاً إياه بـ"الفاسد والمجرم والأزعر والبلطجي".
وتضامن العديد من الناشطين اللبنانيين مع زبيب عقب تداول هذه الأنباء، مطالبين بضرورة استمرار التحقيقات حتى التوصل إلى "رأس الأفعى".
ودعا هؤلاء إلى تصعيد القضية ورفض أي محاولات تغطية على المحرضين الأساسيين أياً كانت علاقاتهم بكبار المسؤولين في البلاد.
ضغوط للتعتيم على القضية؟
في الأثناء، زعمت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن "ضغوطاً سياسية ومصرفية تُمارس لمحاولة حصر القضية بالموقوفين"، لافتةً إلى أن "خير الدين من أقرب أصحاب المصارف إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة" صاحب النفوذ القوي في البلاد، والذي يهاجمه الشارع بشدة ويلومه على تدهور اقتصاد البلاد.
"عصابة مصرفية حاولت الانتقام لزعيمها"... القبض على المعتدين على الصحافي الاقتصادي اللبناني محمد زبيب واعتراف أحدهم بأن مدير بنك هو المحرض
والحقيقة أن زبيب الملقب بـ"صحافي الناس"، هو الصحافي الذي عمد إلى تبسيط النظريات والإجراءات الاقتصادية الصعبة وتقديمها إلى العامة ليعوا ما يحدث من حولهم.
ولهذا رجح الكثير من اللبنانيين أن الاعتداء عليه محاولة تهديد لردعه عن الاستمرار في إعلام الناس بحقيقة الوضع الاقتصادي وخطورة القرارات الاقتصادية والإجراءات المتخذة أخيراً.
والاعتداء بالضرب على زبيب ليس الاتهام الأول المماثل الذي يوجه إلى خير الدين، إذ كان الناشط والسينمائي اللبناني ربيع الأمين قد أفاد، في كانون الثاني/يناير الماضي، بأنه تعرض لاعتداء بدني "متعمد" من شخص نهره وهدده بأن يأتي على ذكر خير الدين مجدداً خلال إحدى التظاهرات، مبيّناً أن الهجوم أسفر عن كسر أنفه.
حينذاك قد يكون البعض اعتبر أن رواية الأمين تحمل بعض المبالغة لأن خير الدين وزير سابق وربما لن يخاطر بماضيه وسمعته فيتورط في "تشبيح".
لكن مع تكشف تفاصيل الاعتداء على زبيب، علت أصوات تنادي بحق الأمين أيضاً جراء الاعتداء الذي كان قد تعرض له.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...