حظي لاعب المنتخب العراقي في رياضة المواي تاي (الملاكمة التايلاندية) علي الكناني، بإشادة ودعم رسميين بعد الانسحاب من مواجهة منافسه الإسرائيلي في بطولة العالم المنعقدة حالياً في تايلاند.
وتأهل الكناني إلى الدور نصف النهائي بعد فوزه على لاعب جنوب إفريقيا، وبات عليه مواجهة اللاعب الإسرائيلي دين حزيزا، قبل أن يقرر الانسحاب من المباراة في النهاية.
رفضاً للتطبيع
وأوضح رئيس بعثة المنتخب العراقي مصطفى جبار علك، أمس، في 24 تموز/يوليو، في بيان نشرته مواقع محلية، أن الانسحاب جاء بعد الحصول على موافقة رسمية من الدولة العراقية.
وقال في بيانه: "لاعبنا مرشح لنيل ميدالية ذهبية ببطولة العالم، وكنا نحتاج لموقف رسمي من الدولة العراقية للانسحاب".
"إنجاز بحد ذاته"
ونقل البيان عن وزير الشباب والرياضة العراقي أحمد رياض: "نبارك نجاح لاعبي المواي تاي في بطولة العالم، ونؤكد أنه لا يمكن التطبيع مع إسرائيل بأي شكل من الأشكال"، مضيفاً "الانسحاب أمام لاعب من الكيان الصهيوني وخسارة ميدالية هما إنجاز بحد ذاته، وانتصار للقيم والمبادئ، وأكبر من أية ميدالية أو كأس".
وفي بيان على حسابه الرسمي على فيسبوك، أشاد النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي حسن الكعبي بـ"الموقف المشرف" للوفد العراقي المشارك في بطولة تايلاند، معتبراً أن "رفض البطل الكناني مواجهة لاعب صهيوني يعكس موقف العراق (من دولة الاحتلال)".
دعوة للتكريم
وأضاف الكعبي: "الكناني سطر تاريخه بماء الذهب وعلى الحكومة تكريمه بما يستحق لموقفه ‘البطولي المشرف‘ له ولبلده ولكل رياضي في البلاد".
وأردف: "اللاعب عكس موقف العراق الرسمي الرافض للتطبيع مع الكيان الغاصب المجرم تحت أي عنوان وظرف"، مشيراً إلى خطة استقبال الوفد واللاعب عند وصولهم "أبطالاً منتصرين".
انسحاب عراقي متكرر
وشهدت بطولة العالم للمواي تاي في العام الماضي انسحاب ممثل العراق محمد عدنان أيضاً من مواجهة إسرائيلية مفترضة، بدعم رسمي من الاتحاد والمسؤولين عن الرياضة في البلاد. ولدى عودته حظي اللاعب بتكريم ونال "ميدالية الشرف".
وتكرر هذا الانسحاب من اللقاءات الرياضية، ففي تشرين الثاني/نوفمبر 2017، انسحب بطل العراق وآسيا في رياضة "الجوجيتسو" (أحد الفنون القتالية) أمير يحيى من بطولة العالم المقامة وقتذاك في كولومبيا، بسبب القرعة التي أوقعته في مواجهة مع لاعب إسرائيلي.
كذلك انسحب منتخب العراق للمبارزة من منافسات بطولة العالم للعبة المقامة في مدينة كازان الروسية في العام 2014 للسبب نفسه.
الانسحاب من البطولات الرياضية التي يشارك فيها لاعبون من إسرائيل، ليس أمراً حصرياً بالرياضيين العراقيين، إنما هو ممارسة معتادة في عدد من الدول العربية والإسلامية.
ومن أبرز هذه المواقف، رفض لاعب "الفريق السوري الحر" لرياضة الكيك بوكسينغ، بشير قاسم، في نيسان/أبريل الماضي، مواجهة لاعب إسرائيلي في إطار البطولة الدولية في مدينة أنطاليا التركية.
وانسحاب لاعب الجوجيستو الكويتي عبد الله العنجري، في كانون الثاني/يناير الماضي، من بطولة العالم في الولايات المتحدة احتجاجاً على القرعة التي جمعته مع لاعب إسرائيلي.
كما انسحب لاعب المبارزة الكويتي عبد العزيز الشطي من مواجهة لاعب إسرائيلي، في إطار بطولة العالم في سويسرا في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2018.
وزير الشباب والرياضة العراقي اعتبر أن الانسحاب من مباراة مع لاعب إسرائيلي "إنجاز بحد ذاته أكبر من أية ميدالية أو كأس"، في حين رأى معلقون أنه "تفكير جاهلي"
"ملاقاة منافسين إسرائيليين في الألعاب الرياضية"... انتهاك لقواعد الاحترافية أم اعتراف ضمني بشرعية الوجود الإسرائيلي؟
آخرون يؤثرون المواجهة
في المقابل، آثر رياضيون عرب ومسلمون آخرون المواجهة، كما لم تتوانَ بلدان عربية، أخيراً، عن استضافة فرق إسرائيلية وعزف السلام الوطني لبلدها لدى فوزها على قطر والإمارات.
وكان لاعب الجودو المصري إسلام الشهابي، قد أثار حفيظة الكثيرين عندما خسر مواجهةً أمام اللاعب الإسرائيلي ساسون أور، في دور الـ32 لأوليمبيات ريو 2016، لا سيما أن اللاعب رفض مصافحة خصمه في نهاية المباراة (الإجراء المتبع وفق قواعد اللعبة) معتبرين أن الانسحاب كان "أكرم" له.
وعلى الرغم من تاريخها الطويل في مسار الانسحابات من المواجهات التي تتضمن فرقاً أو لاعبين إسرائيليين، تعهدت إيران للمرة الأولى في أيار/مايو الماضي، أمام الاتحاد الدولي للجودو، التزام القواعد الأوليمبية، منها التنافس مع جميع الفرق حتى الإسرائيلية، وفق ما أكدته مصادر رسمية إسرائيلية وصفت ذلك بـ"اليوم التاريخي".
جدل التطبيع الرياضي
وكثيراً ما تثير مواقفُ الانسحاب أو حتى مواجهة الرياضيين العرب خصوماً إسرائيليين الجدل. هناك فريقان، الأول يرى ذلك تطبيعاً يتضمن اعترافاً بشرعية الوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين، والثاني يرى أن لا مشكلة في ذلك.
وثارت ضجة واسعة في نهاية عام 2018 بشأن احتمال تعاقد نادي ليفربول الإنجليزي مع لاعب إسرائيلي، وهذا ما دفع عدداً كبيراً من محبي النجم المصري محمد صلاح إلى مطالبته بالاستقالة في حال التعاقد مع اللاعب الإسرائيلي.
ورأى فريق آخر من محبين صلاح أن الاستقالة تمثل خرقاً لقواعد الاحترافية الرياضية، ولا طائل منها. حينذاك، حسم صلاح الأمر، وقال في تغريدة: "لا مكان للعنصرية في كرة القدم، لا مكان لها على الإطلاق".
وعاد الجدل نفسه مع رفض الكناني للمواجهة الأخيرة. وبمعزل عن الإشادة الرسمية، استنكر بعض المغردين العرب موقف اللاعب العراقي، لافتين إلى أن المواجهة والانتصار على الخصم الإسرائيلي كانا أجدى كثيراً، وواصفين الانسحاب بـ"التفكير الجاهلي".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع