ربما لم يكن مفاجئاً لكثيرين أن يحل الجيش الأمريكي في مقدّم أكبر جيش في العالم لعام 2020 بحسب ما جاء في تقرير لموقع "غلوبال فاير باور"، المتخصص في التصنيفات العسكرية.
ولكن ماذا عن تصنيف يضع الجيش المصري في مركز أعلى من جيوش عدة، منها الجيوش الألمانية والإيطالية والإسبانية؟
هذا جاء في التقرير نفسه الذي قال أيضاً إن الجيش المصري هو الأول عربياً والتاسع عالمياً، متخطياً الجيش التركي الذي جاء في المركز 13.
أما الجيش السعودي فقد حل في المركز 17 متخطياً الجيش الإسرائيلي الذي جاء في المركز 18، وهذا ما أثار عدة تساؤلات عن مدى دقة هذه التصنيفات والآلية المعتمدة فيها.
وبحسب التصنيف أيضاً، فإن الجيش السوري، الذي أرهقته الحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ سنوات، تقدم على جيش المغرب وجيش الأردن ذي التسليح الأمريكي. كيف ذلك؟
قالت المؤسسة إن تصنيفها اعتمد على 55 عنصراً، أبرزها الموازنة العسكرية للجيوش وعدد القوات وتنوع الأسلحة وعدد القطع الحربية مثل الدبابات والطائرات والقطع البحرية.
كذلك اعتمد على المساحة الجغرافية للدولة وعدد السكان والموارد المالية واللوجستية.
حسب مؤسسة "غلوبال فاير باور"، فإن دولة تمتلك 100 دبابة تعود إلى عهد الاتحاد السوفياتي تأتي في تصنيف أعلى من دولة لديها 90 دبابة حديثة. هل التصنيف دقيق؟
لكن هذه المعايير، في رأي خبراء عسكريين، لا تعكس بشكل دقيق قوة الجيش، بل تعكس "حجمه وعدد ما يمتلك".
تصنيف "غير موضوعي"
ورأى الضابط السابق في الجيش الأمريكي والمحلل السياسي، ديفيد دي روش أن هذا التصنيف "غير موضوعي"، لأن مثل هذه الأمور تخضع لمعايير مختلفة وتقوم على إحصاءات.
وأضاف دي روش، وهو زميل غير مقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن وعمل مدرباً في كليات عسكرية بالخليج، أن التصنيف يظهر ترتيب الدول من حيث "حجم" قواتها، أي أنه يهتم بعدد القطع الحربية وليس بفاعلية هذه القطع وتقدمها التكنولوجي.
عدا أنه لم يركز على توقيت دخول هذه المعدات الخدمة، وقدرة الدولة على توفير قطع الغيار، أو البدائل للقطع المدمرة أثناء الحرب واستقلال إنتاجها ومدى تدريب الأفراد تكنولوجياً.
وقال دي روش لرصيف22: "الحرب لم تعد رجلاً ضد رجل في الميدان".
وقال موقع "UK Defence Journal": "هنالك أشخاص يحبون أن يستشهدوا بالأرقام من مواقع مثل "غلوبال فاير باور"، وهو موقع يقوّم الدول بناء على أرقام من دون الأخذ في الاعتبار قدرتها على التسليح والحشد العسكري (الذي يجب أن تعكسه) هذه الأرقام".
وأضاف: "إنه المكان الوحيد (أي مؤسسة غلوبال فاير باور) حيث يمكن لدولة تملك مئة دبابة من العهد السوفياتي أن تحصل على مركز أعلى من دولة تمتلك 90 دبابة حديثة".
وبحسب التصنيف، جاء الجيش الإيراني في المركز 14 عالمياً، وهو يعتمد في السلاح الجوي على مقاتلات أمريكية حصل عليها قبل اندلاع الثورة عام 1979. في حين احتل الجيش الإسرائيلي المركز 18 وهو يمتلك أحدث المقاتلات العالمية مثل أف 16 وأف 15 وأف 35.
أما الجيشان المصري والسعودي، فعلى الرغم من أنهما يتمتعان بالمورد البشري والجغرافي والمالي، لا يزالان يعتمدان في التسليح على الاستيراد من روسيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وسائر الدول الأوروبية، وهو ما يمثل خللاً في "استقلال التسلح ذاتياً".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...