شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
مراهقة فرنسية:

مراهقة فرنسية: "لم أندم على إساءتي إلى الإسلام"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 5 فبراير 202003:00 م

"أكره الدين الإسلامي. القرآن دين الكراهية".

هذا ما قالته المراهقة الفرنسية ميلا (16 عاماً) عقب تعرّضها للتنمر من شخص مسلم لأنها مثلية الجنس. ولفتت في حوارٍ تلفزيونيٍ في 3 فبراير/شباط إلى أنها "ليست نادمة على إساءتها إلى الإسلام"، بل قصدت هذا، ولن تتراجع عن رأيها.

تعود الحادثة إلى 18 يناير/كانون الثاني حينما تحدثت ميلا خلال بث مباشر على حسابها على انستغرام عن حياتها الجنسية، وهو ما دفع أحد المتابعين المسلمين إلى وصفها بـ"المِثلية القذرة".

وهنا قالت ميلا: "أكره الدين الإسلامي. القرآن دين الكراهية". وتابعت: "لستُ عنصرية. لا يمكن الشخص أن يكون عنصرياً تجاه دين. قلتُ ما أفكر فيه. ولا يمكنك أن تشعرني بالندم على هذا". 

عقب هذه الكلمات، تعرّضت ميلا للتهديد بالقتل والاغتصاب وأوقفت حسابها على انستغرام. تقول إن حياتها "توقّفت" إذ تمتنع عن الذهاب إلى مدرستها في الوقت الحالي خوفاً على حياتها. وتتكفل الشرطة الفرنسية بحمايتها وحماية أسرتها. 

وكانت الشرطة الفرنسية قد فتحت تحقيقين: الأول موضوعه هل ميلا مذنبة بنشرها "خطاب كراهية". والثاني يتصل بملاحقة مهاجميها على الإنترنت. ولكنّ الشرطة أسقطت القضية الأولى المتعلقة بخطاب الكراهية لأن "ميلا كانت تُعبر عن رأي شخصي في الدين ولم تستهدف أفراداً".

أثارت هذه الحادثة نقاشاً واسعاً بشأن حرية التعبير في فرنسا التي لا يُعتبر التجديف فيها فعلاً يُعاقب عليه القانون إذ يحكمها دستور علماني صارم.

"أكره الدين الإسلامي. القرآن دين الكراهية"... مراهقة فرنسية مثلية الجنس تُهاجم الإسلام بعدما وصفها شخص مسلم بـ"المثلية القذرة"

"أعتذر قليلاً"

وفي ظهورها العلني الأول عقب إغلاق حسابها، على قناة TMC الفرنسية، قالت ميلا إنها ليست نادمة على إساءتها إلى الإسلام. ولكنها "تعتذر قليلاً" لمن يُمارس طقوسه الإسلامية بـ"سلام". ولفتت إلى أنها ليست راضية تماماً عن استخدامها كلمات "شعبية" وانتشار ما قالته على نطاق واسع في فضاء الإنترنت. 

وتابعت: "قلتُ ما أفكّر فيه حقاً. لا أشعر بالندم على الإطلاق". وأضافت: "أوقفت حياتي حالياً. أُجبرت على ترك المدرسة بسبب التهديدات التي تلقيتها. كان من الممكن أن أُحرق بماء النار، أُضرب، تتم تعريتي بمكان عام أو أُدفن وأنا على قيد الحياة".

في هذا السياق، اعتبر رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، محمد موسوي، أنه لا يوجد ما يبرر التهديدات بقتل أي إنسان مهما كان رأيه. وقال وزير التربية الفرنسي جان-ميشال بلانكر إن السلطات الفرنسية تُحاول إعادة ميلا إلى المدرسة مجدداً بـ"سلام"، لتُكمل حياتها بشكل طبيعي.

إهانة الإسلام= حرية التعبير

انقسم روّاد تويتر، كعادتهم، إلى قسمين. متعاطفون مع ميلا أطلقوا هاشتاغ #JeSuisMila (أنا ميلا) تضامناً مع "حرية نقد الديانات"، ورافضون تحدثوا عبر هاشتاغ #JeNeSuisPasMila (لست ميلا) معتبرين أن "الإساءة إلى أي دين غير الإسلام لا يندرج تحت حرية التعبير، ولكن الإساءة إلى الإسلام تندرج تحت حرية التعبير". وتضمنت الكثير من التغريدات المؤيدة والمعارضة شيئاً من العنصرية. 

من التعليقات المُعارِضة:

إهانة المسيحية= جريمة

إهانة اليهودية= جريمة

إهانة المثلية الجنسية= جريمة

إهانة الإسلام= حرية التعبير

إن قلت إن المثلية الجنسية مقرفة فهل تعتبرون هذا حرية تعبير أم ستتهمونني برهاب المثلية؟ يمكنكم النقد ولكن لا يمكنكم إهانة دين ولون وميول جنسية. 

زعمت أنها أصدرت هذه الكلمات بسبب شاب مسلم أهانها. لماذا لم تَهِنه هو فقط؟ لماذا أساءت إلى المسلمين؟ والقرآن؟ 

اعتذرتِ "قليلاً"، سنُسامحك "قليلاً". 

من ناحية أُخرى، تضاعفت التعليقات المؤيدة لميلا. ويتصدّر هاشتاغ JeSuisMila أكثر الهاشتاغات تداولاً على تويتر. وشارك فيه شخصيات عامة، منها نائب رئيس "حزب التجمع الوطني" اليميني الفرنسي والعضو في البرلمان الأوروبي جوردان بارديلا بقوله: "أحسنتِ ميلا على هذه الشجاعة. نعم، فرنسا ستبقى دولة الحرية والنقد. شارلي إبدو والآن ميلا. العار على من يقف مع هؤلاء الإسلاميين لمساعدتهم في تراجع حرّياتنا". 

مراهقة فرنسية تُهاجم الإسلام، ومؤيدون: "أحسنتِ ميلا على هذه الشجاعة. نعم، فرنسا ستبقى دولة الحرية والنقد. شارلي إبدو والآن ميلا"

وقال آخر: "من غير المعقول أن تضطر ميلا إلى الشرح بأن التجديف ليس جريمة في فرنسا". واعتبرت مغردة أن "التجديف هو الاحتفال بما تعنيه الحرية". 

وتساءلت أُخرى: "كم يبدو الله هشاً إن استطاعت شابة في الـ16 من عمرها تهديد عرشه، إلى درجة أن أتباعه يريدون قتلها؟". 

وفيما لا تعتبر فرنسا التجديف فعلاً يُعاقب عليه القانون، تؤيد المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان حظر التجديف، معتبرةً، بحسب حكم صادر في أكتوبر/تشرين الأول 2018، أن حرية التعبير "لا تحمي ممارسة انتقاد الأديان بشكل افترائي". ومع هذا يبقى الموضوع جدلياً وحساساً. هناك من يُدرج نقد الأديان تحت حرية التعبير وهناك من يرفضه رفضاً قاطعاً باعتبار أن الأديان السماوية لا تُمس.  


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image