"كنتُ امرأة مسلمة حزينة خائفة وأنا اليوم امرأة مسيحية قوية مُحبّة مطمئنة تنمو في نعمة الرب".
هذا ما أعلنته الناشطة السعودية فايزة المطيري في 1 يناير/كانون الثاني الجاري، مشيرةً إلى أنها قررت في الساعات الأخيرة من عام 2019 الإنصات إلى روحها وإن شكّل لها هذا خطراً على حياتها.
وتعرضت المطيري عقب إعلانها اعتناق الدين المسيحي لحملة من الانتقادات ومحاولات لاختراق حسابها على تويتر، وهو ما دفعها للرد: "نمت وصحيت لقيت الدنيا مقلوبة. على العموم، محاولة قتلي من قبل عائلتي أو قبيلتي أو الحكومة السعودية لن تفيدكم بشيء غير أنها ستفضحكم أكثر وأكثر"، مضيفة أن الأسلوب الذي يستخدمونه "أسلوب مافيا".
وأشارت إلى أن "مشكلتها مع الإسلام لا مع المسلمين". ورداً على من اتهمها بالبحث عن الشهرة، قالت: "لو كنت أبحث عن الشهرة لنشرت معلومات قوية جداً".
"الإسلام هو المشكلة"
قالت المطيري التي أعلنت أنها باتت "حرّة" أخيراً بعد حصولها على حقّ اللجوء إلى كندا عبر ثلاثة فيديوهات نشرتها على يوتيوب بعنوان "لماذا تركت الإسلام؟"، إن تركها الإسلام أتى "نتيجة اقتناعات على مدى سنوات طويلة" ولكن بعكس المتوقع لم تتحدث المطيري عن الدين المسيحي الذي وجدت فيه السلام ولم تنقل روحانيته أو ما تعلمت منه، أقلّه احترام الديانات الأخرى.
ولم تتطرق المطيري إلى حقائق قرأتها لتوضح في الفيديو الذي نشرته "لماذا تركت الإسلام؟"، واكتفت بالقول إنها "قرأت وبحثت". وبرغم اعترافها بأن "ما تقوله يسيء لبعض من يشاهدها" تابعت هجومها الذي ظهر كأنه ردّ فعل لمعاناة عاشتها من دون أن تتطرّق إليها في المقطع التوضيحي.
بدايةً، طرحت سلسلة من الأسئلة، منها: "كيف يكون الإسلام دين تسامح؟ وكيف كرّم الإسلام المرأة؟"، مرددة أن مشكلتها مع الإسلام لا مع المسلمين، فيما كانت تعتقد العكس في السابق.
وقالت في الفيديو الذي استفز كثيرين: "اكتشفت أن المسلمين أشخاص مغيبون... مساكين، يتبعون دينهم الذي حثهم على الإرهاب وسفك الدماء والعنصرية واضطهاد الآخرين والإساءة للمرأة والديانات الأخرى. ولم ينجُ الحيوان من اضطهادهم".
وتابعت: "لا يمكن أن يكون الإله شيء وحشي لهذه الدرجة وهذه البشاعة". وقالت إن "الدين الإسلامي لا يمكن أن يكون قد صدر من إله"، مضيفة أنه "خزعبلات وخرافات".
ولم ينتهِ حديثها هنا، بل قالت أيضاً: "الإسلام هو المشكلة. الإسلام دين غير متسامح، دين يضطهد المرأة ويحرّض على قتل غير المؤمن". وأضافت: "الإسلام يوعدك بأشياء إباحية في الجنة... لا يمكن لإله أن يوعدك بالنوم مع 72 حورية مقابل تفجير نفسك".
اللافت أن الغالبية العظمى من التعليقات التي وُجهت لها عقب إعلانها ترك الإسلام لم تكن تكفيرية، بل تضمنت آيات قرآنية قد تدل على أن المشكلة في بعض المسلمين، لا في الإسلام كما تدعي.
لماذا الإساءة؟
فيما قد يعتقد البعض بأن كلامها يندرج تحت "حرية التعبير"، لم ير آخرون سوى إساءة للدين الإسلامي. هناك من قال: "ما بهمني اعتقادك. 'لكم دينكم ولي دين'، كان بإمكانك تكوني مسيحية بدون ما تعملي شو (عرض) وزحمة وبدون إساءة طالما هذا اعتقادك".
وقال أحد المغردين: "أنا مسيحي المولد ولكنني أرى في تغريدات كهذه تجارة وليست بريئة وتسبب كراهية بين الأديان نحن في غنى عنها، لا داعي للتبجح. من الممكن الإيمان كما تريدين من دون إيذاء آخرين". وقالت مغردة إن كلام المطيري غير منطقي متسائلة: "ما علاقة الحزن والخوف بالدين؟ حقك تختاري ديانتك بس ما تدخلي الضعف والقوة بالديانة. كلامك مش منطقي ما قدرت استوعب وصفك للديانات".
"الإسلام يوعدك بأشياء إباحية بالجنة... لا يمكن لإله أن يوعدك بالنوم مع 72 حورية مقابل تفجير نفسك"... ناشطة سعودية تعلن تركها الإسلام واعتناقها المسيحية
"اكتشفت أن المسلمين أشخاص مغيبون... مساكين، يتبعون دينهم الذي حثهم على الإرهاب وسفك الدماء والعنصرية واضطهاد الآخرين والإساءة للمرأة والديانات الأخرى حتى للحيوان"... عن سعودية مسلمة غيّرت ديانتها
"لا أريدكم أن تشعروا بالعار"
ووجهت المطيري في الفيديو رسالة إلى "قبيلتها" في السعودية قائلةً: "لا أريدكم أن تشعروا بالعار، أنا أمثل نفسي فقط"، لافتة إلى أنها لم تؤذِ أحداً.
وأشارت إلى أن التعليقات التي تلقتها عقب إعلان تركها الإسلام ذكّرتها بما قالته عائلتها لها حينما علمت بهروبها من المملكة: "مين حرّضك؟ ومين لعب براسك؟".
وتحدثت أيضاً بإيجاز عن معاناتها كامرأة في السعودية، قائلةً: "كانت حياتي مخافر ومحاكم. ألجأ إلى الأماكن التي من المفترض أن تحميني، فتزيد مشكلتي".
ووجهت سؤالين إلى من "يخوّنها" ويصفها بـ"العميلة": "لماذا لا تعترفون بالمشكلة؟ لماذا تحبون تصويرنا على أننا أعداء للوطن؟ نحن نعادي الأخطاء بحق المواطنين".
وسخرت من النظرية التي تقول إن هناك منظمات عالمية تريد غسل دماغ الشابات في السعودية بقولها: "ما حدا يعرف عنا شي غير أننا بدو، ودولة غنية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 17 ساعةاول مرة اعرف ان المحل اغلق كنت اعمل به فترة الدراسة في الاجازات الصيفية اعوام 2000 و 2003 و كانت...
Apple User -
منذ يومينl
Frances Putter -
منذ يومينyou insist on portraying Nasrallah as a shia leader for a shia community. He is well beyond this....
Batoul Zalzale -
منذ 4 أيامأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ 4 أيامتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ 4 أيامغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...