شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
الانتفاضة العراقية ترفضهما معاً... الصدر يخالف علاوي رغم تحالفهما

الانتفاضة العراقية ترفضهما معاً... الصدر يخالف علاوي رغم تحالفهما

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 2 فبراير 202002:57 م

استمراراً لتحوله عن دعم الحراك الشعبي، أمر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أتباعه من "القبعات الزرق" بالتنسيق مع القوات الأمنية لـ"إعادة الانضباط إلى الثورة"، في تعارض أول مع موقف رئيس الحكومة الجديد محمد توفيق علاوي الذي حث المتظاهرين على استكمال تظاهراتهم حتى تحقق مطالبهم.

وعبر تويتر، قال الصدر في بيان، ظهر 2 شباط/فبراير: "حسب توجيهات المرجعية، ووفقاً للقواعد السماوية والعقلية، لا بد من إرجاع الثورة إلى انضباطها وسلميتها، وعليه أجد لزاماً تنسيق ‘القبعات الزرق‘ مع القوات الأمنية الوطنية البطلة ومديريات التربية في المحافظات وعشائرنا الغيورة".

وأبرز ضرورة تشكيل لجان في المحافظات تكون مهمتها "إرجاع الدوام الرسمي في المدارس الحكومية وغيرها" و"فتح الطرق المغلقة، لكي ينعم الجميع بحياتهم اليومية، وترجع للثورة سمعتها الطيبة"، منبهاً إلى أهمية سرعة حدوث ذلك.

ويعد هذا أول تضارب في المواقف بين الصدر ورئيس الحكومة الجديد الذي دعم الزعيم الشيعي تكليفه بالمنصب، معتبراً أنه "خيار الشعب".

وأوضح علاوي في خطاب متلفز، مساء الأول من شباط/فبراير، حرصه على "تشكيل فريق استشاري في مكتب رئيس الوزراء بمشاركة ممثلين من حراك المتظاهرين السلميين، وألفت إلى ضرورة استمرار التظاهر السلمي الداعم للإصلاح حتى تتحقق المطالب المشروعة وتباشر الدولة بالعمل الإصلاحي الجاد فعلاً".

كما نبه علاوي إلى أن "سلاح الدولة لن يحمل ضد الشعب، سلاح الدولة لحماية الشعب وصيانة الحدود وتعزيز الكرامة الوطنية"، مبرزاً حرصه الشديد "على متابعة ملفات التحقيق في أحداث التظاهرات ومحاسبة المسؤولين عن العنف ضد المتظاهرين السلميين وضد القوات الأمنية".

ويرفض العراقيون تكليف علاوي وقد أعربوا عن ذلك باحتشادهم في الساحات منذ إعلان الرئيس العراقي برهم صالح عن تكليفه في 1 شباط/فبراير.

في صِدام أول مع رئيس الحكومة الجديد... الزعيم الشيعي مقتدى الصدر يأمر أتباعه، القبعات الزرق، بالتنسيق مع الأمن لـ"إعادة الثورة إلى انضباطها" 

تعليقات وتظاهرات

ومنذ الساعات الأولى من صباح 2 شباط/فبراير، صعد العراقيون من مواقفهم المعارضة لتكليف علاوي برئاسة الحكومة حتى إجراء انتخابات مبكرة، فتوافدوا بالآلاف على الساحات وأغلقوا المزيد من الطرق الرئيسية، في موقف يتحدى أمر الزعيم الصدر أيضاً.

وفي بابل، هتف المتظاهرون "لا مقتدى ولا (الزعيم الشيعي) هادي (العامري) تظل حرة بلادي".

ورفع المتظاهرون في ساحة الطيران ببغداد لافتات كتب عليها "نريد وطن" و"مرفوض بأمر الشعب"، وحملوا أعلام العراق باتجاه ساحة التحرير.

وخرجت مئات الطالبات في مسيرات ضخمة بالناصرية، واحتشد الآلاف في "الحبوبي"، ونظمت مسيرات حاشدة أخرى في القادسية.


وفي كربلاء والمثنى والبصرة رفع الطلاب شعار "ما كو (ما في) وطن ما كو دوام".

ورد العديد من الناشطين العراقيين على الصدر بالقول إن "القبعات السود (بدلاً عن الزرق) التاريخ لن يمجدك أبداً أبداً. أنت خذلت أباك وخذلت المتظاهرين وعليه لا تتكلم بلسان ثورتنا، فأنت خارجها. وما مسألة انتهاء شعبيتك إلا وقت بسيط، بيننا وبينكم فجوة اسمها وطن".

"يا مقتدى شيل إيدك هذا الشعب ما يريدك" و"لا مقتدى ولا هادي تظل حرة بلادي"... المتظاهرون العراقيون يردون على الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بمزيد من التصعيد وقطع الطرق

واتهموه بتلقي أموال أو إغراءات لبيع الثورة، لافتين إلى أن "هذه الثورة كشفت للعراقيين الكثير من عملاء السلطة وفضحت ولاء الكثير مِن مَن ولائهم لأي دولة غير العراق".

وهتفوا أيضاً "ابنك باعاناه (باعنا) واشهد يا سيد محمد".

وكانت مشاركة الصدريين في التظاهرات "إيجابية" في البداية حيث ثقلهم العددي وتشكيلهم العسكري في دعم المتظاهرين وحمايتهم من هجمات الميليشيات المسلحة، قبل أن تنسحب غالبيتهم استجابةً لقائدهم خلال الأيام الماضية.

ورفض البعض منهم الانسحاب معتبرين أن "الوطن أهم من الصدر".

وتزامن انسحاب أتباع الصدر مع هجمات عنيفة من مسلحين مجهولين على المتظاهرين في ساحة الحبوبي بالناصرية والمتظاهرين في بغداد ومحاولات فتح الأمن للعديد من الطرق بالقوة، ما جعل البعض يتهم الصدر بـ"التآمر مع قوات الأمن لفض الاعتصامات عنوة".

ومساء 26 كانون الثاني/يناير الماضي، قدم الصدر مجموعة من "النصائح" التي بدت أقرب إلى "الشروط" واعتبرها ضرورية لـ"عدم انحراف الثورة من قبل بعض المندسين أصحاب الأجندات الخارجية المشبوهة" بينها وقف قطع الطرق وعدم الإساءة إلى دول الجوار.

ومطلع شباط/فبراير، اتهم ناشطون عراقيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي سرايا السلام التابعة للصدر بالسيطرة على "المطعم التركي"، أحد رموز الانتفاضة الشعبية في بغداد، في محاولة لـ"سرقة الثورة" عبر بث مواقف تؤيد تكليف علاوي برئاسة الحكومة، الأمر الذي يرفضه المتظاهرون ويؤيده الصدر.

وهتف المتظاهرون مساءً في ساحة الخلاني "يا مقتدى شيل إيدك… هذا الشعب ما يريدك".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image