توفي السيد كاظم السهلاوي (24 عاماً) المعتقل السياسي البحريني السابق في سجن "جو" السيىء السمعة، فجر 3 شباط/فبراير، بعدما أفرج عنه وهو في حالة صحية متردية جعلت البعض يصفه بأنه كان "شبه ميت".
والسهلاوي هو ثاني معتقل سياسي سابق يموت في البلاد خلال أقل من أسبوع في ظل صمت دولي على اتهامات واسعة بممارسة التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان وتعمّد حجب الرعاية الصحية عن المعتقلين في سجون البحرين.
وكان المعتقل السياسي السابق والناشط المعارض حميد خاتم قد فارق الحياة في 31 كانون الثاني/يناير الماضي، إثر تدهور حالته الصحية وإصابته بالسرطان في السجن.
"شهداء الإهمال الطبي المتعمد"
ونعت جمعية الوفاق البحرينية المعارضة السهلاوي، عبر تويتر، قائلةً إنه "استشهد بعد إصابته بمرض عضال داخل سجون النظام البحريني نتيجة المعاملة القاسية والحرمان من العلاج اللازم، وخرج من سجنه بعد فوات الأوان".
"اعتُقل شاباً يافعاً وخرج أعمى مصاباً بالسرطان"... ثاني معتقل سياسي سابق يموت في البحرين خلال أقل من أسبوع. هل يتحرك المجتمع الدولي للضغط على السلطات البحرينية ومراقبة ما يجري في سجونها؟
وأضافت عبر انستغرام: "عباس شاهد جديد على حجم المعاناة داخل سجون النظام البحريني، حيث أفرج عنه بعد تدهور حالته الصحية ووصول وضعه الى حد اليأس، نتيجة الرفض المتكرر من قبل النظام البحريني لتقديم العلاج اللازم، حتى خرج بوضع صحي صعب وبدأت رحلة العلاج حتى وافقته المنية مظلوماً مقهوراً".
البحرين | في وداع الشهيد السيد كاظم السيد عباس.
— يوسف الجمري ?? (@YusufAlJamri) February 3, 2020
إنا لله وإنا إليه راجعون pic.twitter.com/sQWWnmtdpc
ووفق موقع "مرآة البحرين" المعارض، فإن السهلاوي لم يكن مصاباً بأي أعراض مرضية قبيل اعتقاله، لكنه بسبب "الأحوال غير الصحية داخل المُعتقل أصيب بالسرطان".
وبيّن المصدر نفسه أن السهلاوي ظل يعاني الآلام المبرحة في المعدة والظهر والأنف 62 يوماً تعنتت خلالها إدارة السجن في منحه حقه في العلاج برغم ظهور الأعراض الخطيرة عليه وإلحاحه وطلب أسرته المتكررة بنقله إلى المستشفى.
وأضاف: "لم ينقل إلى المستشفى إلا بعد مرور نحو شهرين، وكشفت الفحوص التي أجريت له في المستشفى العسكري (عام 2018) إصابته بورم سرطاني في الرأس".
ولم تستجب السلطات البحرينية طلبات أسرة الشاب العشريني للإفراج عنه، وأجريت له عملية لإزالة الورم في المستشفى العسكري بعد مدة غير قصيرة كانت سبباً في إصابته بالعمى، بحسب "مرآة البحرين" التي أكدت أن قرار الإفراج عن السهلاوي لم يصدر إلا بعد "تدهور صحته تماماً".
وكانت منظمات أهلية عدة قد جمعت نحو 72 ألف دينار بحريني (حوالى 191 ألف دولار أمريكي)، لعلاجه في أمريكا، غير أن صحته ظلت تتدهور حتى فارق الحياة.
"قتل بطيء بلا بصمات"
وكان السهلاوي قد اعتقل في 30 حزيران/يونيو عام 2015 في مطار البحرين الدولي وهو في طريقه إلى الكويت. واتهم في قضيتين منفصلتين، الأولى تتعلق بالتجمع "غير القانوني" وارتكاب "أعمال شغب" والهجوم على مركز شرطة. أما الثانية فتتعلق بالاعتداء على ضابط أمن بعد الاعتقال.
ووثّقت منظمة "أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين" عدداً من الانتهاكات التي تعرض لها الشاب مثل الاحتجاز التعسفي والتعذيب والحرمان من الرعاية الصحية الملائمة في سجن جو المركزي. رغم ذلك ادعى عليه الضابط الذي اعتقله بالاعتداء عليه، وحكم على السهلاوي بالسجن ١٠ سنوات في القضية الأولى.
منددين بسياسة "القتل البطيء من دون بصمات للقاتل"... ناشطون بحرينيون يطالبون بـ"فحص دوري لجميع المعتقلين السياسيين وتوفير العلاج لهم"
أما خاتم فكان قد اعتقل في 31 آب/أغسطس عام 2016، وحكم عليه بالسجن بتهمة "نشر عبارات تحرّض على كراهية النظام وتسيء إلى الملك" عبر تويتر، لتخفض العقوبة إلى عام واحد في محكمة الاستئناف.
غير أنه كان قد أصيب بالسرطان جراء الإهمال الطبي الذي تعرض له في السجن، وخرج من السجن في 25 تموز/يوليو عام 2017 ويلزم الفراش حتى وفاته.
وسبق أن نقل عن المعارض البحريني الشيعي البارز حسن مشيمع (72 عاماً)، الأمين العام لحركة الحريات والديمقراطية (حق) المحكوم بالسجن المؤبد، وصفه نهج السلطات البحرينية في تعمد العناية الصحية بمعتقلي الرأي بأنه "قتل بطيء من دون بصمات للقاتل".
ويقبع مئات المعتقلين السياسيين في البحرين في ظروف غير صحية أدت إلى مرض السهلاوي وخاتم وفاتهما، وهذا ما دفع العديد من الناشطين البحرينيين إلى الدعوة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى "فحص دوري لجميع المعتقلين السياسيين في السجون البحرينية وتوفير العلاج له".
وشددوا عبر وسم "السجناء المرضى في البحرين" على أن "العلاج حق أصيل لكل سجين وليس منّة من إدارة السجن".
ويذكر هذا بالمناشدة التي أطلقها مُعتقل الرأي البحريني حسين موسى في مقالٍ نشره في صحيفة Newsweek الأمريكية في 28 كانون الثاني/يناير الماضي، وأشار فيه إلى تعرضه لتعذيب ممنهج منذ اعتقاله عام 2014 بالركل على الخصيتين وتهديده "بالاغتصاب بعصا خشبية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...