شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
ما قصة استبعاد وسيم يوسف من خطابة جامع زايد الكبير؟

ما قصة استبعاد وسيم يوسف من خطابة جامع زايد الكبير؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 2 فبراير 202012:37 م

أثار استبعاد الداعية الأردني الإماراتي وسيم يوسف من إمامة جامع زايد الكبير بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي ضجة واسعة، حيث اعتبره كثيرون "عقاباً" له على تماديه مؤخراً في المعارك الإلكترونية والقضائية ضد العديد من الإماراتيين.

ويوسف الذي يحمل الجنسية الإماراتية منذ عام 2014، معروف بآرائه المثيرة للجدل وفتاويه الخارجة عن المألوف. كما يتهمه منتقدوه بـ"محاباة ومحاولة استرضاء حكام الإمارات ولو على حساب أحكام الدين".

بدأت القصة في 31 كانون الثاني/يناير، حين نشر يوسف عبر تويتر: "قرار بتعيين د. وسيم يوسف، إضافة لمهامه، خطيباً لجامع الشيخ سلطان بن زايد الأول رحمه الله. شكراً قيادتي وشكراً لولاة الأمر حفظهم الله على هذه الثقة الغالية".

غير أن العديد من المغردين شككوا في صدق ما ذكره الداعية واتهموه بأنه "مدلس" موضحين أن "الخطيب الأساسي لمسجد الشيخ سلطان هو الداعية الإماراتي سيف الحارثي وهناك ثلاثة دعاة مساعدين له، ما يجعل يوسف خامس خطباء المسجد".

وأعاد الحارثي نشر هذه التغريدة، في إشارة إلى تأييده لما ورد بها.

واعتبر كثيرون أن يوسف لم يفهم القرار الذي صدر بخصوصه، ودشنوا وسم "تفهم ما تفهم مشكلتك"، الذي حمل العديد من التغريدات الساخرة والشامتة، واصفين يوسف بأنه لن يكون إلا "داعية احتياطي" مبرزين أن "لا مكان في الإمارات للمتلونين ومدعي العلم".

وفي 1 شباط/فبراير الجاري، أفاد مركز جامع الشيخ زايد الكبير، عبر انستغرام، بأنه "بعد تكليف وسيم يوسف خطيباً لجامع الشيخ سلطان بن زايد الأول، فإنه لم يعد بعد الآن إماماً وخطيباً للمركز". ولوحظ أن الإعلان تجنب استخدام أي ألقاب قبل اسم يوسف، ولم يعقب الداعية حتى الآن على ذلك البيان.

"الضيف الناكر، المجنس المدلس"... استبعاد الداعية المثير للجدل وسيم يوسف من إمامة جامع زايد الكبير يراه البعض "عقاباً" على خوضه معارك إلكترونية وقضائية ضد "عيال زايد"

معارك إلكترونية وقضايا

وكان يوسف قد أثار ضجة واسعة في آذار/مارس الماضي، بتشكيكه في صحة ما ورد بصحيح البخاري من أحاديث نبوية، حيث قال في برنامجه التلفزيوني على قناة "أبوظبي": 

"ليست كل الأحاديث الواردة في كتاب صحيح البخاري صحيحة"، الأمر الذي أصر عليه وكرره في حلقات عدة.

وتعرض يوسف لهجوم شديد منذ ذلك الحين، واتهم بمحاولة "إثارة الفتن وإثارة الرأي العام" وتعرض للسباب وكذلك التكفير.

وإزاء هذا الهجوم المستمر ضده والتعدي بالقول والتهديد بالتعرض البدني له، قال يوسف في حزيران/يونيو الماضي إن 163 حساباً عبر تويتر ستحال إلى النيابة العامة، مبيناً "صبرت كثيراً لكنهم تمادوا للأسف، مارسوا أشد أنواع التنمر وسوء الأدب والشتائم، لهذا أقسم بالله لن أتنازل عن حقي... والقضاء بيننا".

وتنظر محكمة جنح أبوظبي، في 5 شباط/فبراير، 16 قضية سب وقذف وتهديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي أقامها الداعية ضد مواطنين ومقيمين في الإمارات.

وقبل أيام خرج يوسف باكياً في مقطع مصور ليشكي من إيذاء الإماراتيين له وتنمرهم به، وتعرض ابنه للضرب.

وقال يوسف في المقطع المتداول: "إذا هم (المتهمين بسبه) جنحوا للسلم وأبدوا الندم واعتذروا لن أرفض أو أعاند أو أتمادى في الانتقام. أقسم بالله بعت سيارة من عندي لأتعاب المحاماة في سبيل إني أرد كرامتي، وهذه السيارة (التي يصور المقطع منها) ليست لي. أحد الإخوان لما شافني بعت السيارة أعطاها لي".

وبين أن البعض تعرض لابنه بالضرب وأنه يخشى نشر الصور حتى لا ينتهك حقوق ابنه.

وأضاف: "أصور هذا الفيديو لأني أعرف طيبة أهل الإمارات. لا بد أن يعرفوا ما الذي دفعني (لمقاضاة من هاجموه). بالله لا تأذوني ولا تتعرضوا لي لأجل أمي التي هي رأس مالي".

وسيم يوسف قال إن الخطابة في جامع سلطان بن زايد الأول أضيفت إلى مهامه، والجامع ينفي... ما الحقيقة؟

وأردف: "الرسول لم يسب أي من أعداء الدين ولا حتى أصنامه، وأنا مو صنم يا شباب الإمارات. عرفتوا ليه (رفعت الدعاوى)... آذوني في اسمي وأصلي وعرضي وفي أهلي".

وفي مقطع فيديو، كذبت إحدى المدعى عليهم، وتدعى موزة بنت عبيد، ما قاله لافتةً إلى أنها "اتصلت به عدة مرات لأن وكيل النيابة قال لي ستتعرضين للأذى".

واشتد الهجوم ضده في الأيام الأخيرة مع اقتراب جلسة محاكمة المدعى عليهم الذين تطوع أكثر من 21 محامٍ للدفاع عنهم.

وخاض يوسف مؤخراً معارك عديدة عبر مواقع التواصل الإلكتروني مع عدد من الأئمة الإماراتيين كان أبرزهم سيف الحارثي، الذي وصف يوسف بـ"الضيف الناكر".

وعلق الحارثي على استبعاد يوسف من إمامة جامع زايد الكبير بالقول: "جامع زايد الكبير زادك الله نوراً وهيبة وسخر لك رجالاً ينفون تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين"، في إشارة واضحة إلى اتهامات سابقة ساقها إلى يوسف.

أبرز الآراء المثيرة

وبعيداً عن البخاري، أثار يوسف الجدل خلال الأسابيع الماضية بالدفاع عن "حق الصين في حماية شعبها من المتطرفين".

ومن تصريحاته أيضاً: "من أين خرجت داعش؟ من الرياضة؟ لا من دور تحفيظ القرآن ومن المساجد… ننكر هذا؟ لا، موجود". 

كما هاجم بشدة ما وصفهم بـ"مشايخ التشدد السني" في السعودية واستهزأ بآخرين في الكويت، وتعرض كثيراً للشعب القطري وحكامه منذ قطع العلاقات بين الإمارات وقطر.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image