شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"وكمان مش بِكر"... جدل بشأن زواج "مُطلقة" بمهر مليون ريال سعودي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 1 فبراير 202003:23 م

ما إن أعلنت خبيرة المكياج السعودية بدور البراهيم عقد قرانها مساء الخميس 30 يناير/كانون الثاني الماضي حتى تصدّر اسمها قائمة أكثر الهاشتاغات تداولاً في المملكة على تويتر بعد نشرها صورة عقد زواج يُظهر تلقيها مهراً مقداره مليون ريال سعودي (نحو 267 ألف دولار أمريكي)، وهو الرقم الذي أكدت العام الماضي أنها "لن تقبل أقل منه".

تفاوتت الآراء بشأن مقدار مهرها الذي اعتبره البعض "فلكياً". وفيما تصدر اسمها مواقع إخبارية عدة لحصولها على "مهر خيالي"، لفت آخرون (منهم الصحافية السعودية منى أبو سليمان) إلى نقطة أخرى جدلية في عقد القران، هي إلزامية الاختيار بين "بِكر" ("عذراء") و"ثيب" (مطلقة أو أرملة، أو بمعنى آخر ليست "عذراء"). 

قالت أبو سليمان في تغريدة على تويتر إنها فوجئت "بوضع كلمة ثيب وبكر في العقد بتلك الطريقة" متسائلةً: ‏هل بالإمكان التعامل مع هذه الأمور بالقليل من الإنسانية؟".

وتابعت في سلسلة تغريدات إنه كان من الممكن وضع "سبق الزواج" بدلاً من معاملتها على أنها "جسد".

وإن أردنا التحدث عن "الإنسانية" في مثل هذه الأمور، فالمهر وحده قد يُشعر المرأة بأنها سلعة تُباع وتشترى. المأساة الحقيقية تكمن في فكرة أن البعض اعتبر هذا "المهر" مرتفعاً جداً "على ثيب". من هؤلاء من كتب حرفياً: "المكتوب ثيب أي مطلقة والمهر مليون. ما تدخل العقل". والبراهيم سيدة مطلقة وأم لطفلين. 

هنا نعود مرة أخرى إلى نظرة فئات عدة من المجتمعات إلى المرأة بشكل عام والمُطلقة بشكل خاص. يتم التعامل معها بأنها "سلعة مستخدمة" وهي نظرة نمطية دونية قد يصعب تغييرها بمنشورات في العالم الافتراضي. ورغم تجاوب البعض أحياناً تظهر في كل مرة تعليقات صادمة، أو ربما متوقعة، ولكنها تُبيّن وكأن جميع الجهات التي تعمل لمصلحة المرأة فشلت. في ما يلي بعض التعليقات: 

  • "المهر فرقعة إعلامية. ما في سعودي صاحي وعاقل يدفع مليون على ثيب". 

  • "هذا وهي ثيب بعد. الله يرزقنا".

  • "طلعت مطلقة احسبها بكر".

  • "وكمان مش بكر".

  • "والله اللي تزوجها صام صام وفطر على بصلة. شوفوا عقد القران ثيب مو بكر يعني مستخدم. الله يعينه". 

     "ما في سعودي صاحي وعاقل يدفع مليون على ثيب (مطلقة أو أرملة)"... تعليقات مهينة تُوجّه إلى خبيرة المكياج السعودية بدور البراهيم عقب زواجها بمهر مليون ريال سعودي وجدل بشأن "صيغة" عقود الزواج في السعودية: بِكر أم ثيب؟ 

استفتاء 

أطلقت أبو سليمان استفتاء عبر حسابها على تويتر في 31 يناير/كانون الثاني لمعرفة إذا كانت هناك رغبة في استبدال "بكر" و"ثيب" بكلمات "ألطف" تحمل  المعاني نفسها مثل "سبق الزواج أو لم يسبق الزواج" أو شيء آخر يتم الاتفاق عليه، مُطالبة وزارة العدل السعودية بدرس الأمر. ولفتت إلى أن الاستفتاء يأتي "مع العلم أن الرسول محمد والخلفاء لم يسألوا عن حالة المرأة في كل عقد نكاح".

وهذه نتائج الاستفتاء الذي تبقى له نحو 5 ساعات وقد شارك فيه نحو 6200 شخص:

امرأة: يتم الاستبدال (36.7%)

امرأة: لا يتم الاستبدال (32.9%)

رجل: يتم الاستبدال (12.1%)

رجل: لا يتم الاستبدال (18.4%)

اللافت قول أبو سليمان إن هذا الاستفتاء "أخاف البعض"، موضحةً أنها تجري استفتاءات كثيرة على منصة تويتر لتعرف كيف يفكر المجتمع، وأنها تعلمت أن النسب لا تتغير كثيراً بعد تلقيها 150 تصويتاً. وأضافت في سلسلة تغريدات: "منذ 4 صباحاً البارحة ولأول مرة فقط، تبدأ نسبة النساء اللواتي لا يردن الاستبدال  بازدياد متسارع وجميع النسب الأخرى تقل". 

وأشارت إلى أن هذا يدل على "أنه تم طلب التصويت على خيار واحد. وأيضاً على خوف من الاستفتاء"، وأضافت: "جرى ذلك التغيير المتعمد بعد طلب دراسة الموضوع من قبل وزارة العدل، لأنه برأيي ورأي الكثير من النساء إن وجود الصيغ التي تتحدث عن بكارة المرأة قد لا تلائم القرن الـ21". 

ورداً على من قال إنها تريد تغيير "كلام الله"، قالت: "لم أغير المُسمى... لكن لم يطلب الله أن نضعه في العقد"، مضيفة أن "الموروث الثقافي البالي يعتبر قيمة المرأة كوعاء جنسي".

"باختصار: الزوجة فرج"... زواج مُطلقة سعودية وأم لطفلين بمهر مليون ريال سعودي يُظهر جهلاً متعاظماً

"أحد يفهمني"

"ليش بالعقد يُذكر (ثيب-بِكر)؟ أحد يفهمني؟"

هذا سؤال طرحه ناشط على تويتر، وتلقى سيلاً من الردود المتفاوتة من بينها: "لازم يعرف هو وش (ماذا) مشتري ويكون مكتوب بالفاتورة"، و"البكر وكالة والثيب مستعمل، بالعامية يعني". 

وخلافاً للجوابين السابقين، قالت ناشطة: "لأن هناك من يرى المرأة سلعة وحدد كمان السعر (المهر). باختصار: عندهم الزوجة فرج". وأجابت أخرى: "عشان يخفّ السعر (المهر)".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard