في خطوة أثارت تساؤلات كثيرة بشأن توقيتها وأسبابها، أعلن الديوان الأميري القطري الثلاثاء 28 كانون الثاني/ يناير، "قبول استقالة رئيس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة، بناء على طلبه".
وصدر في البيان نفسه مرسوم تعيين الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني رئيس للوزراء ووزير للداخلية خلفاً لبن ناصر.
ولم يجر أي تعديل في الوزارات الرئيسية مثل الخارجية والدفاع والطاقة والمالية والتجارة.
استقالة أم إقالة؟
وعبّر عبدالله بن ناصر عن شكره لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في تغريدة قائلاً: "أتمنى أن أكون قد وفقت في تحمل المسؤولية والأمانة طوال فترة خدمتى للوطن والأمير". ولم يذكر رئيس الوزراء الجديد بأي كلمات.
وشكر تميم في تغريدة أيضاً بن ناصر على جهوده، وقال: "كان جندياً من جنود قطر وسيبقى كذلك في خدمة هذا الوطن الغالي".
إلا أن هذا الود المتبادل على وسائل التواصل الاجتماعي لم يكن مقنعاً لمحللين وبعض القطريين والخليجيين، إذ سرعان ما ظهرت أخبار تفيد بأن استقالة بن ناصر هي نتيجة اختلاف في الرؤية بينه وبين الأمير على عدد من المواضيع لا سيما في ما يخص العلاقة مع تركيا.
أعلن الديوان الأميري القطري قبول استقالة رئيس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة بناء على طلبه. ما سر هذه الاستقالة المفاجئة؟ ومن هو رئيس الوزراء الجديد؟
وأنقرة هي حليف أساسي لقطر. وقد ظهرت العلاقة القوية بين البلدين خلال الأزمة الخليجية عندما حاصرت السعودية والإمارات قطر خليجياً. حينذاك، وقفت تركيا إلى جانب الدوحة وأرسلت حوالى خمسة آلاف عسكري إلى قطر كجزء من اتفاقية للدفاع المشترك بين البلدين.
كما أنهت في شهر تشرين الثاني/نوفمبر بناء قاعدة عسكرية في قطر وأطلقت عليها إسم قاعدة خالد بن الوليد.
وقال عدد من المغردين أن بن ناصر هو قيد الإقامة الجبرية حالياً. لم يتمكن رصيف22 من تأكيد أي من المعلومات بصورة مستقلة. ولم يصدر أي بيان رسمي في هذا الخصوص.
وقال الصحافي السعودي عبد الله البندر في تغريدة: "تم إعفاء عبدالله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء القطري ووضعه في الإقامة الجبرية، وحسابات من الأسرة الحاكمة غاضبة من القرار، والسبب هو أن "عبدالله بن ناصر" تحدث في مجلس خاص عن ضرر انتشار القوات التركية في قطر".
أما القطري فهد آل ثاني فقد قال في تغريدة: "أنا معروف وقطري أصيل من أسرة لها تاريخها وأغرد من الدوحة، كل ما طلبته هو تكريم الشيخ واطلاقه من الإقامة الجبرية".
أضاف: "والانتشار التركي زاد عن حده ومن حق كل قطري أصيل المطالبة بطردهم فوراً".
كذلك أطلق قطريون وسم #كفيت_ووفيت_يابوناصر نشروا فيه رسائل تأييد ودعم له.
في حين ربط البعض بين الاستقالة و"فشل قطر في المصالحة مع الدول الخليجية" برغم مساع عديدة في الأشهر الأخيرة.
وقال الباحث في جامعة أكسفورد في العلاقات بين روسيا والشرق الأوسط صموئيل راماني: "هناك تكهنات بأن استقالة رئيس الوزراء في قطر جزء من رد فعل عكسي أوسع ضد محاولات قطر الفاشلة لتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة".
من هو رئيس الوزراء الجديد؟
أما في ما يتعلق برئيس الوزراء الجديد فقد نشرت وسائل إعلام قطرية أنه من عائلة آل ثاني الحاكمة، وهو رجل اقتصاد، حاصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1993.
ويظهر أنه مقرب من الأمير الحالي. فقد التحق عام 2006 بالديوان الأميري، تحديداً في مكتب ولي العهد، الذي كان يشغله تميم حينذاك، ثم تولى منصب مدير مكتبه عام 2007.
وحين تولى تميم إمارة قطر، عيّنه مديراً لمكتبه، ثم عيّنه عام 2014 رئيساً للديوان الأميري.
وقال المحلل وأستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر ماجد الأنصاري: "رئيس الوزراء الجديد قريب جداً من الأمير وهو جزء من دائرته الداخلية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين