شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"هل أنت تاجر مخدرات؟"... غضب بعد إهانة زعيم المعارضة الإيطالية شاباً تونسياً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 23 يناير 202007:19 م

غضب كبير في تونس وإيطاليا أثاره انتشار مقطع فيديو لزعيم المعارضة الإيطالية ماتيو سالفيني، وهو يقرع جرس منزل مهاجر تونسي مقيم في مدينة بولونيا ليسأله: هل أنت تاجر مخدرات؟

هذا التصرف غير المسؤول اعتبره كثيرون "تحريضاً وإثارة للعنصرية والتفرقة"ضد المهاجرين.

وفي 21 كانون الثاني/يناير، ظهر سالفيني الذي يقود حركة رابطة الشمال اليمينية، خلال جولة انتخابية له في مدينة بولونيا، ومعه إمرأة إيطالية توفي ابنها نتيجة تعاطي جرعة مخدرة. وحدث أن أخبرته المرأة أن تونسياً يقيم في هذا المنزل يبيع مخدرات. للحال توجه سالفيني وأنصاره نحو المنزل ليسأل صاحبه: "مساء الخير، هل يمكن أن تسمح لنا بالدخول؟ قيل لنا إن لديك مخدرات، هل هذا صحيح أم خطأ؟".

في اليوم التالي للواقعة، كشفت وسائل إعلام إيطالية أن التونسي مراهق يبلغ من العمر 17 عاماً، مولود في إيطاليا ويحمل جنسيتها، ووالدته إيطالية، ووالده تونسي، وليس لديه أي سجل إجرامي.

وبحسب صحيفة "الفاتو كوتيديانو" الإيطالية، عيّن المراهق محامياً من أجل تقديم بلاغ ضد سالفيني، وضد المرأة التي دلته على المنزل.

ونشر المحامي المُعين مقطع فيديو للمراهق يقول فيه: "لست تاجر مخدرات، أنا طالب وألعب كرة القدم".

وأضاف: "أنا خائف... كيف سينظر الناس إلي الآن؟ لم يعد خروجي من المنزل كما كان من قبل".

وكرر المراهق عدة مرات: "أريد أن أوضح أنني لست تاجر مخدرات".

واستفز الفيديو عدداً من المواطنين وأحزاباً إيطالية استنكرت ما قام به سالفيني.

وقالت وسائل إعلام إيطالية إن مجهولين حطّموا زجاج سيارة المرأة الإيطالية التي شكت المراهق لسالفيني.

وندد عدد كبير من أعضاء الأحزاب الإيطالية بسلوكه تجاه العائلة، وحذروا سالفيني من أن تصرفاته "تثير الانقسام والعنصرية والكراهية".

سلوك شائن وتشويه لسمعة الجالية التونسية في إيطاليا". زعيم المعارضة الإيطالية ماتيو سالفيني يقرع جرس منزل تونسي في بولونيا ويسأل صاحبه هل تبيع مخدرات؟ سالفيني يرد: سأكررها

ورأت حركة "5 نجوم" الإيطالية، وهو الحزب الحاكم في إيطاليا، أن تصرف سالفيني "كان استفزازياً ولا يحق له أن يعطي دروساً أخلاقية ويجب أن لا يحوّل الساحات محاكم اتهام".

وقام أحد أفراد الحركة بتقليد تصرفات سالفيني، فتوجه إلى مقر رابطة الشمال في ميلانو وقرع الجرس، ليسأل بعض أعضاءئها عن 49 مليون يورو (58 مليون دولار أمريكي) كانت محكمة إيطالية قالت إن الحركة حصلت عليها "بطرائق احتيالية".

ويأتي هذا الحادث في ظل صعود أحزاب اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين بشكل عام في أوروبا.

وفي أيار/ مايو 2019، نظمت رابطة الشمال بقيادة سالفيني وعدة أحزاب قومية يمينية متشددة من 11 دولة أوروبية، مسيرة مشتركة في إيطاليا من أجل تعزيز اليمين المتطرف.

غضب تونسي

ووصف سفير تونس في إيطاليا معز السيناوي تصرف سالفيني "بالاستفزازي" وقال "إنه سلوك شائن لم يحترم حرمة منزل العائلة، وشوّه سمعة الجالية التونسية في إيطاليا".

وبعث السيناوي برسالة إلى رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي طالب فيها بالاعتذار واحترام كرامة التونسيين وحرمتهم.

كذلك وصف نائب رئيس البرلمان التونسي أسامة الصغير "سلوك سالفيني بالعنصري والمخزي الذي يقوض العلاقات بين إيطاليا وتونس".

وأضاف: "ما قام به سالفيني غير مسؤول... وهذه ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها مواقف مخزية نحو الشعب التونسي".

وقال الصغير: "التونسيون في إيطاليا يدفعون الضرائب والرسوم التي يجني منها سالفيني راتبه".

وفي إيطاليا، دشن الفنان التونسي رمزي حرابي صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك من أجل"رفع الوعي العام لدى الإيطاليين بالدور المهم الذي تقوم به الجالية التونسية في مجالَي الثقافة والعلوم".

سالفيني يتحدى 

ورد سالفيني على الجدل الذي أثاره قائلاً: "سأفعلها مرة أخرى... سأطرق المنازل في كل شارع".

وقال رداً على السفير التونسي: "المشكلة ليست في كونه إيطالياً أو تونسياً، بل في انتشار المخدرات التي يجب محاربتها". وأضاف: "هناك ألفا تونسي في السجون الإيطالية... وهناك أيضاً مهاجرون جيدون".

سالفيني الذي ينتمي إلى اليمين المتشدد يصف نفسه بأنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إيطاليا، ويقوم برنامجه الانتخابي على ضرورة ترحيل المهاجرين، ومنع المهاجرين الذين يأتون بالسفن عبر البحر المتوسط من دخول الموانئ الإيطالية.

وعام 2018 تولى منصب وزير الداخلية في حكومة شكلها مع حركة 5 نجوم ولم تستمر طويلاً سوى عام ثم انتقل سالفيني إلى المعارضة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard