في خطوة فسرها مصريون بأنها قد تكون حشداً أو تمهيداً للرأي العام لإعلان مصر تدخلها العسكري في ليبيا، أطلقت دار الإفتاء هاشتاغ "كلنا الجيش" على مواقع التواصل الاجتماعي عقب موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات إلى طرابلس، وأفتت في بيان بأن تدخل أنقرة غير شرعي ويخالف القانون الدولي.
في حين طالبت هيئة كبار العلماء غي الأزهر الشريف، في 4 كانون الثاني/يناير، دول العالم بـ"منع التدخل الأجنبي في ليبيا قبل حدوثه، ورفض سطوة الحروب التي تقود المنطقة والعالم نحو حرب شاملة".
وأكدت الهيئة رفضها منطق "الوصاية" الذي تدعيه بعض الدول الإقليمية على العالم العربي، وتتخذه ذريعة لانتهاك سيادته، مشددة على أن حل مشكلات المنطقة "لا يمكن إلا أن يكون بإرادة داخلية بين الأشقاء"، كما شدد البيان على أن هيئة كبار العلماء "تدعم الموقف المصري للحفاظ على أمن مصر وسلامتها وأمن المنطقة بأكملها، وتحليه بأقصى درجات الدبلوماسية".
وبدأ نجوم ومواطنون في مصر بالتفاعل مع هاشتاغ دار الإفتاء، وبيان هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، مؤكدين دعمهم للجيش، ولأي قرارات تتخذها القيادة السياسية حيال الأزمة الليبية لمواجهة كل تهديد للأمن القومي للبلاد.
وكتب الفنان محمد هنيدي تغريدة على حسابه على موقع تويتر: "أنا مصري وكلنا وراء الجيش المصري وأي قرارات القيادة المصرية هتاخدها للدفاع عن مصر وأمنها القومي من البلطجية والمرتزقة".
وغرّد الفنان كريم عبد العزيز: "مع مصر دائماً وأبداً. أثق في كل القرارات التي تتخذها الدولة المصرية في الحفاظ على هوية ووحدة أمتنا العربية، تجاه التدخل السافر من البعض تجاه الشأن الليبي العربي... أثق في رئيس بلدي. أثق في قواتنا المسلحة الباسلة العظيمة. أدعم مصر".
وقال لاعب الكرة المعتزل أحمد حسن على حسابه على تويتر: "داخل البيت الواحد نختلف ونتفق، ويحاول كل منا أن يثبت صحة موقفه، ولكن عندما يقترب الخطر، فالجميع يتحدون على قلب رجل واحد، وهذا هو حالنا اليوم. فكلنا خلف الجيش المصري، لكل من تسول له نفسه المساس بأمننا، حفظ الله مصر وشعبها كلنا جيش مصر".
نجوم ومواطنون مصريون يتفاعلون مع هاشتاغ لدار الإفتاء، وبيان لهيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف عن دعم الجيش المصري، مؤكدين دعمهم أي قرارات تتخذها القيادة السياسية في الأزمة الليبية لمواجهة كل تهديد للأمن القومي للبلاد
يستبعد خبراء عسكريون ومحللون أن يؤدي التدخل العسكري التركي إلى حرب مع مصر، فيما رأى محللون ليبيون أن التدخل التركي يهدف الى دفع أطراف الأزمة الى التفاوض
وكتب المصري عبد العليم علي، في تغريدة، تعليقاً على بيان الأزهر: "الأزهر يقول إن مصر ستتصدى لأي عدو يفرض نفسه علي ليبيا ولن تسمح بالوصاية لأن غرضها انتهاك حقوق وثروات البلاد. وختم البيان: "لازم نتكاتف كلنا لأننا كلنا لينا نفس العدو.. والموضوع باينة (يظهر) بجد لو تركيا أخذت الخطوة الأولي فهي هتكون تشرع في بدء حرب".
وقال محمد سعد في تغريدة على تويتر: "كلنا الجيش... الوضع بات خطيراً والحرب مع تركيا وشيكة وأكيدة، في البحر المتوسط وبراً في ليبيا. المصريون وجيشهم يدافعون الدفاع المقدس عن الأرض والعرض والكرامة".
تحذير من الحرب
في المقابل، حذر مواطنون من الانجرار الى الحرب في ليبيا، مؤكدين أن الحرب تسبب دماراً وخراباً، والدعوة لها يؤدي الى وفاة العديد من الناس.
وكتب إبراهيم الشربيني تغريدة على تويتر:" الحرب مش لعبة، الحرب خراب و موت وأمراض ودمار،الحرب لعنة، متهزروش بأرواح الناس وتخلوها مجال للسخرية".
وأضاف الشربيني محذراً من الحرب: "حرب زي دي ممكن روحك إنت كمان الدور هيجى عليها، ربنا يعدي الأيام الجاية على خير… كمية تخاذل فظيعة من الجيل اللي موجود. اللي شغال يقلل من قيمة بلده وجيشه".
وقال كيمو ناصر في تغريدة: "أنا مش عارف الناس اللي بتسف (تسخر) على موضوع الحرب دول جنس ملتهم (دينهم) أيه. انت متصور كلمة حرب بالمعنى الحرفي! متخيل لو فعلاً حصلت كم العائلات والشباب إلى هتتدمر، انت مستوعب بس!".
الحرب خيار مستبعد
يستبعد خبراء عسكريون مصريون أن يؤدي التدخل التركي في ليبيا إلى حرب بسبب وجود سيناريوهات أخر للتعامل مع التدخل التركي، فيما أكد محللون ليبيون أن التدخل التركي يهدف الى دفع أطراف الأزمة الى التفاوض.
وقال المحلل العسكري المصري اللواء سمير فرج لرصيف22 إن خيار الحرب في مواجهة التدخل التركي في ليبيا مستبعد في الوقت الحالي، وإن هناك سيناريوهات أخرى لمواجهة هذا التدخل بشكل سلمي أو بشكل لا يجر مصر الى حرب مباشرة.
في هذا السياق، يرى الكاتب الليبي المقيم في لندن فرج فركاش أن التدخل التركي لن يكون واسع النطاق بل من أجل دفع الطرف المهاجم الذي يحاول الدخول الى العاصمة بقوة السلاح الى التفاوض السلمي.
وقال فركاش لرصيف22 إن مذكرة التفويض التى أرسلها أردوغان للبرلمان الذي صادق عليها تحتوي على مادة تقول إن "مهمة القوات تشكيل جيش منضبط ومؤسسي يتمتع بمستوى عال من التدريب والقدرات العملياتية اللازمة لمكافحة التهديدات التي تواجه البلاد".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.