شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"عندك الفيديو ابعثلي"... أن تنشر"الفضيحة" في الأردن وتروّج لها ثم تطلب "الستر"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 30 ديسمبر 201905:59 م

أن يتبارى أفراد مجتمع عربي على إدانة فعل جنسي والتحريض ضد مرتكبيه علناً ثم "اللهاث" لمشاهدته سراً لهو أمر بات مكرراً. إلا أن هذه المرة، في الأردن، لم يبقٍ محرك البحث "غوغل" الأمر سراً، فأظهر أنه على الرغم من الإدانة الواسعة والعلنية من أردنيين لفيديو جنسي انتشر أخيراً، كان أكثر ما بحثوا عنه أيضاً وبعدة طرائق.

انشغل أردنيون بمقطع مصور لشاب وفتاة يمارسان الجنس في أحد الشوارع بجوار سيارة "لانسر" مركونة بأحد مواقف السيارات، فاشتهرت الواقعة بـ"فضيحة فيديو اللانسر".

ووصف ناشطون أردنيون أن ما جرى في الفيديو "تصرف حيواني فاق كل المحرمات". ولم تتوقف التعليقات المعربة عن الصدمة والغضب والاستياء -حتى نشر هذا التقريرـ  كما لم تنقطع الدعوات إلى محاكمة بطلي الواقعة.

كذلك تمت المطالبة بمعاقبة "مصور الفيديو" كونه لم يلجأ إلى السلطات وساهم في نشر "الفسق والفجور"، وكل الذين نشروه بين الناس باعتبار أنهم "ارتكبوا جرماً مماثلاً" لما فعله الشاب والفتاة اللذان ظهرا في الفيديو، وهذا كله ما يجعل الجميع "عبرة" لتجنب تكرار مثل هذه الحادثة.

ودفع هذا بالأمن الأردني إلى إعلان فتح التحقيقات في المقطع "غير الأخلاقي الذي ينافي القوانين والعادات والتقاليد" للتأكد من صحته واتخاذ اللازم بشأنه.

بحث نهم وإمكانية شراء

لم يكن كل هذا إلا من قبيل "المثالية الكاذبة" و"الازدواجية في التعامل" إذ فضح محرك البحث العملاق غوغل "البحث النهم" للأردنيين عن هذا المقطع والسعي لامتلاكه ومشاهدته.

وتبين أن الأردنيين نشطوا في البحث عن هذا الفيديو أكثر من أي شيء آخر عبر محرك البحث العملاق "غوغل" وعبر "يوتيوب" منذ تداول الواقعة، بحسب موقع "الغد" المحلي.

ومن دلالات الجهد في البحث عنه أنه تمت المحاولة للحصول عليه عبر أكثر من صيغة. فظهرت عبارات على "غوغل" عدة أبرزها: "فيديو غير أخلاقي عمان، فيديو غير أخلاقي لانسر، فيديو غير أخلاقي شارع الأردن"، لكن السؤال الأكثر طرحاً كان "عندك الفيديو، ابعثلي".

البعض طرح أيضاً إمكانية "شراء" الفيديو بمقابل مادي وصل حتى 10 دنانير. ولم يتسن لرصيف22 التأكد من وقوع عمليات بيع للفيديو أم أن الأمر لم يتخطَ المزحة.

في سياق متصل، حذرت مديرية الأمن العام الأردنية المواطنين من تداول هذا المقطع أو المقاطع المماثلة، مذكرةً بما قد يترتب على ذلك من "مسؤولية قانونية واجتماعية وأخلاقية" لا سيما مع استمرار الضجة والتعليقات على الفيديو.

واقعة "فيديو اللانسر الإباحي" في الأردن والبحث النهم عنه يكشف عن "الازدواجية والمثالية الكاذبة" في المجتمع "المتدين بطبعه"
الكاتبة الأردنية أمل الحارثي: "يفتح فيديو ‘الفضيحة‘ يشاهده ثم ينشره في جروبات أصدقائه معلقاً ‘الله يستر علينا‘"

"مجتمع متدين بطبعه"

هذا الأمر نبه إليه أيضاً ناشطون أردنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقالت إيناس: "كل الأردن نشرت الفيديو وكل الأردن بتحكي انحطاط وغير أخلاقي ويوم القيامة والآخرة. وبنفس الوقت بتفتحوا الفيديو كل ٣ دقائق وبتحضروه. قبل الحلال والحرام لازم نحل أزمة الازدواجية".

وقال آخر ساخراً: "الأردن مقسوم نصين، نص معه الفيديو والنصف الآخر بيدور عليه".

حتى الكاتبة الأردنية أمل الحارثي لفتت إلى هذا حين غردت: "المجتمع المتدين بطبعه يساهم في انتشار فيديو فضيحة لشاب وفتاة كالنار في الهشيم. هذا طبعاً غير المواطن المتدين بطبعه الذي قام بالتصوير".

وأضافت في تغريدة أخرى: "يفتح فيديو ‘الفضيحة‘ ويشاهده ثم ينشره في جروبات أصدقائه معلقاً ‘الله يستر علينا‘".

واقعة استثنائية؟

حاول البعض تبرير هذا "النهم" في السعي للعثور على الفيديو الإباحي بأن "العيب على وسائل الإعلام التي أثارت ‘فضول‘ المواطن الأردني لمشاهدة الواقعة ‘الاستثنائية‘".

غير أن ناشطين ردوا على ذلك بأن هذه الواقعة "تحدث وتتكرر في الأردن لكن الفارق أنها لم تصور".

وبرغم أن المجتمع الأردني محافظ دينياً واجتماعياً فإنه يحتل مرتبة متقدمة بين الدول العربية من حيث تصفح المواقع الإباحية، وفق مواقع محلية.

وكانت أرقام رسمية سابقة قد أشارت إلى أن نحو 77 إلى 80% من متصفحي الإنترنت في الأردن يدخلون إلى المواقع الإباحية. وخلصت دراسة أكاديمية إلى أن 50.5% من طلبة الجامعات الأردنية يتعمدون الدخول إلى المواقع الإباحية.

يقودنا هذا إلى التذكير بمقولة الأكاديمي سعيد المومني: "لعل من أقسى التجارب خلال وجودي في الأردن هي حجم النفاق الأجتماعي والمثالية الكاذبة".
ووصف بعض الأردنيين انتشار الازدواجية في مجتمعهم بأنها مثل "شرب المياه". 

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard