شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"كفاية حبس للجمهور"... مشجعو أكبر ناديين في مصر يشكون "القمع الأمني"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 29 ديسمبر 201912:52 م

الكرة للجماهير؛ قول يبدو أن قوات الأمن المصرية لا تقتنع به حيث تستمر في التضييق على جماهير الكرة، لاسيما الشباب وأعضاء روابط مشجعي الأندية الكبرى.

وشكا جمهور أكبر ناديين في البلاد، الأهلي والزمالك، على مدار الساعات الماضية، من "قمع أمني واستهداف لجماهير الكرة".

والمواجهات بين جماهير الكرة وقوات الأمن المصرية ليست بالجديدة بل قضى خلال العديد منها سابقاً العشرات من المشجعين.

ومن بين الأحداث التي يلوم عليها الجمهور قوات الأمن "مجزرة بورسعيد" التي سقط خلالها 72 من مشجعي الأهلي في شباط/فبراير عام 2012، ومقتل مشجع نادي الزمالك عمرو حسين (22 عاماً) في عام 2013 خلال تظاهرة مطالبة بتغيير مجلس إدارة النادي.

هناك أيضاً "مجزرة أو كارثة استاد الدفاع الجوي" في عام 2015، وراح ضحيتها 20 من جمهور الزمالك.

واتخذت السلطات الأمنية المصرية من حادثتي بورسعيد والدفاع الجوي ذريعةً للتحكم في سير النشاط الرياضي لاسيما الكروي، وتحديد حضور الجماهير من عدمه.

وتوجد محاكمات سابقة وجارية لأفراد من ألتراس الأهلي والزمالك بتهم تتعلق بـ"التجمهر والإخلال بالأمن العام" وغيرها من الاتهامات.

منع من التشجيع

و مساء 28 كانون الأول/ديسمبر، منع الأمن جماهير الأهلي من "الهتاف والغناء" خلال حضورهم مباراة الفريق التي أقيمت على ملعب السلام ضد فريق بلاتينيوم الزيمبابوي ضمن منافسات بطولة دوري أبطال إفريقيا.

وأفاد ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن الأمن جرد الجمهور، أثناء التفتيش الروتيني قبل دخول ملعب المباراة، من "أدوات الغناء والتشجيع"، لافتين إلى أن محاولات أعداد منهم مغادرة الملعب اعتراضاً على هذا "القمع" باءت بالفشل بعدما أجبرتهم القوات على العودة إلى المدرجات ولم تسمح لهم بالخروج.

وعبر وسمي #كفاية_حبس_للجمهور و #الأهلي_جمهوره_خط_أحمر، اللذين تصدرا قائمة الأعلى تداولاً في مصر، وصف كثيرون استهداف مشجعي الكرة بـ"المهزلة والجنان"، مطالبين بـ"طرد الداخلية من المدرجات" والإفراج عن المعتقلين من جماهير الكرة.

وأعرب البعض عن امتعاضه من "سجن جمهور الكرة في مصر سنوات وأشهر طويلة، وتحويل الملاعب إلى سجون بحيث أصبح رجوع المشجع إلى بيته سالماً ‘معجزة‘".

"المنع من المدرج، والخطف من البيوت عمره ما بيحمي السلطة" و"صوتنا في كل مكان بيدور… الحرية للجمهور"... جماهير أكبر ناديين في مصر تشكو "القمع الأمني والملاحقات" 
ناشطون ربطوا بين "حملة اعتقالات وقمع" ضد جماهير الكرة واقتراب ذكرى ثورة 25 يناير، لافتين إلى أن "الألتراس" ما تزال تعاقب على دورها الثوري

ورجح معلقون أن جمهور الكرة ما زال يدفع "ثمن مشاركته في أحداث ثورة 25 كانون الثاني/يناير عام 2011"، ووجدوا في ذلك تفسيراً لشن "حملة اعتقالات جديدة الآن" مع اقتراب ذكرى الثورة.

في حين رأى آخرون أن ملاحقة الجماهير، خصوصاً الألتراس، سببها "وعيهم وحماسهم في محاربة الفساد".

ودعا البعض إلى مقاطعة المباريات الرياضية حفاظاً على سلامة الشباب ولحين توقف "التعنت الأمني" ضد المشجعين المسالمين. وقال غاضبون: "الغوا الكرة لا نريدها، أعيدوا لنا إخوتنا المسجونين فقط".

رغم الغضب والإحباط الذي أعرب عنه كثير من الناشطين المصريين، رددت هتافات: "المنع من المدرج، والخطف من البيوت عمره ما بيحمي السلطة مهما الوقت يعدي يفوت" و"صوتنا في كل مكان بيدور… الحرية للجمهور". 

"طفح الكيل"

في الأثناء، أشار حساب "ألتراس وايت نايتس"، رابطة مشجعي نادي الزمالك، في تويتر، إلى حملة "مداهمات أمنية غاشمة بحق أعضاء المجموعة خلال اليومين الماضيين، في إطار حملة أمنية شرسة لا نعرف لها سبباً على الإطلاق".

وبين الحساب أن "الاعتقالات طالت، تقريباً، جميع أفراد المجموعة، خلال السنوات الخمس الأخيرة" وأن جماهير الكرة "لم تهنأ بالحرية في المدرجات لسنوات"، معتبراً أن قادة الجماهير "يحاسبون على قتل إخوتهم في ممر الموت"، في إشارة إلى أحداث الدفاع الجوي.

وتساءل: "ألم يحن الوقت لنعيش بضعة أشهر سالمين مطمئنين؟ ألن ينتهي هذا الكابوس الأسود؟".

قبل أن يختم بالتأكيد على أن "الكيل طفح، الجماهير العاشقة لكرة القدم تسجن" فداءاً لرئيس النادي، مرتضى منصور.

وكانت جماهير الزمالك قد نشطت على مدار الأيام الماضية في الدعوة إلى وقفة احتجاجية سلمية أمام النادي للمطالبة باستقالة منصور بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال لفريق الكرة بالنادي وتصريحات وصفت بـ"المهينة وغير المنطقية" من قبل رئيس النادي في تبرير الخسائر الأخيرة.

وسبق أن حكم على 11 من مشجعي الزمالك بالسجن بتهمة "اقتحام النادي ومحاولة قتل رئيسه"، بينهم كابو (قائد) الوايت نايتس الشهير سيد مشاغب الذي يقبع في السجن منذ نحو 4 سنوات.

في المقابل، تدخل رئيس النادي الأهلي محمود الخطيب، في وقت سابق من الشهر الجاري، للإفراج عن 6 من جمهور الفريق، ألقي القبض عليهم خلال لقاء الفريق مع نادي الهلال السوداني.

وهذا ما جعل الجمهور يهتف "يا خطيب اسمعنا… النادي الأهلي بتاعنا"، بعد المناوشات مع الأمن المصري في اللقاء الأخير.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard