شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"موقوف أمني ذو فكر منحرف"... السعودية تحقق مع مدرّس وافد ذكر سلمان العودة في امتحان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 24 ديسمبر 201904:45 م

أحالت وزارة التعليم السعودية، مساء 23 كانون الأول/ديسمبر، مدرساً وافداً إلى التحقيق بسبب إفراده سؤالاً عن "موقوف أمني ذو فكر منحرف"، في إشارة إلى الشيخ سلمان العودة،  في أحد الامتحانات قبل أسبوعين.

وقالت الصحف السعودية إن وزير التعليم حمد آل الشيخ أمر بالتحقيق في ما هو متداول عن طرح معلم غير سعودي سؤالاً في ورقة عمل تضمنت ذكر "أحد الموقوفين أمنياً من ذوي الفكر المنحرف".

وأضافت المتحدثة الرسمية باسم الوزارة ابتسام الشهري، عبر تويتر، أن الوزير أمر بتحقيقات "فورية ترفع نتائجها، مع إشعار الجهات الأمنية المختصة لإكمال ما يلزم".

ولم تشر الوزارة صراحةً إلى اسم العودة، إنما فُهم ذلك من ورقة الأسئلة المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وفصّل عبدالله العودة، نجل الشيخ المعتقل منذ أكثر من عامين، عبر حسابه في تويتر، قصة التحقيق مع المدرس في إحدى المدارس الأهلية في العاصمة السعودية الرياض بعدما ذكر والده باعتباره أحد الرموز الدينية في المملكة.

وقال عبدالله: "القصة هي أن مدرّساً قدّم الوالد سلمان العودة جزءاً من الشخصيات الدينية والفكرية في السعودية، وهو الأمر الذي تعرفه كل مؤسسات الدولة وتؤمن به... قبل تلك الدعاية الرسمية المختطفة التي تريد صناعة حالة انتقام لحظي على حساب الوطن وتاريخه وشخوصه"، في إشارة إلى حملة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتغيير الصورة النمطية للبلاد.

"مصيبة وتجاوز خطير"

وتداول ناشطون سعوديون عبر مواقع التواصل الاجتماعي ورقة اختبار تضمنت فقرةً تعريفية بالشيخ العودة وعدداً من الأسئلة حولها، واصفين ذلك بـ"المصيبة والتجاوز الخطير والاختراق لمدارس المملكة".

ووصف العودة في الفقرة التي تتضمن سيرة ذاتية مصغرة له بأنه "عالم دين ومفكر سعودي". وتباينت تعليقات المغردين السعوديين بشأن هذا، فاعتبره المتضامنون مع الشيخ "إحقاقاً للحق"، فيما رآه منتقدوه "دعاية لفكر متطرف وخروجاً عن نهج ولاة الأمر".

وتعجب البعض من "الخوف من ذكر اسم العودة"، معربين عن دهشتهم من تحول من "ألقى محاضرات على القنوات الفضائية الرسمية لسنوات إلى شخص ضال ومنحرف".

وتعقد المحكمة الجزائية بالرياض، في 24 كانون الأول/ديسمبر، جلسة ضمن محاكمة العودة نزولاً عند رغبة النيابة العامة بمنحها "مهلة أطول" لجمع أدلة جديدة على التهم الموجهة إليه برغم إصدار إعلانات سابقة عن 3 جلسات للنطق بالحكم عليه.

وزارة التربية السعودية تحقق مع مدرس وافد أفرد سؤالاً عن سلمان العودة باعتباره رمزاً فكرياً ودينياً للبلاد، فيما ترى الوزارة أنه "موقوف أمنياً ذو فكر منحرف". جاء هذا قبل أولى جلسات إعادة محاكمة الشيخ
عبدالله العودة: "يعرفون حب الناس لوالدي حتى وهو في السجن… يرعدون لمجرد ذكر اسمه فيلاحقون ظله في ورقة اختبار شاردة. لكن الوطن سيعود للمواطنين من كل ‘خاطفيه‘"

بالعودة إلى تعليق العودة الابن، فقد ذكر أن والده "قبل سجنه بأشهر، يعزيه الملك (سلمان بن عبد العزيز) وولي العهد (محمد بن نايف) وولي ولي العهد (محمد بن سلمان) حينذاك، ويعطونه الأمان والثقة، والآن تسمونه ‘موقوفاً أمنياً من ذوي الفكر المنحرف‘"، متسائلاً "هل اكتشفتم انحرافه بعد ساعات من تغريدته التي دعا فيها إلى تأليف القلوب؟!".

وكانت تغريدة للعودة الأب قد انتشرت، هي "اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم"، واعتبرت خروجاً عن نهج المملكة في مقاطعة قطر وعدت من أسباب اعتقاله بعد أيام من نشرها.

إثر ذلك اتهم العودة بـ37 تهمة، تعتبرها منظمات حقوقية "جائرة وزائفة وفضفاضة"، منها "الإفساد في الأرض وإثارة الفتن والارتباط بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية (في نظر السعودية) وتغيير نظام الحكم".

"الانحراف الفكري هو…"

وبيّن عبدالله أن الانحراف الفكري ليس ما جاء به والده وإنما هو "نزعنا (أي السعوديين) من عمقنا العربي وقضايانا العربية مثل فلسطين، وهذا الشغف بالدم والقتل مثل قتل صحافي في قنصلية (يقصد جمال خاشقجي)، ومطالبات بإعدام قيادات الفكر والإصلاح (يقصد مشايخ تيار الصحوة ورموزه، ومنهم والده)، وتشريع التحرش بالناشطات في السجون وصعقهن كهربائياً، وتسويغ الحروب خارجياً وتخوين المواطنين داخلياً، وحلب المواطنين لتقديم المال والمنح قرابين للخارج، وأخذ رؤوس الأموال بالقسر والإكراه لأجل مشاريع ارتجالية عبثية تفيد الطغمة الفاسدة والمجموعة الصغيرة المرتبطة بها". 

وما عدده عبدالله العودة ضمن أبرز الانتقادات التي وجهت للقيادة السعودية خلال السنوات الأخيرة من قبل ناشطين ومنظمات حقوقية دولية ومحلية.

وختم عبدالله: "يعرفون حب الناس لوالدي وقيمته حتى وهو في السجن… يرعدون لمجرد ذكر اسمه فيلاحقون ظله في ورقة اختبار شاردة. لكن الوطن سيعود للمواطنين من كل ‘خاطفيه‘".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image