ذكرت وكالة رويترز أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي هو الذي أصدر القرار بـ"فعل كل ما يلزم" لإنهاء الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في الشهر الماضي ضد رفع أسعار الوقود في البلد المنهك اقتصادياً. وهذا ما نفته مصادر إيرانية بشدة، معتبرةً أن ما جاء في التقرير جزء من "حرب نفسية".
غير أن الكثيرين تفاعلوا مع ما ورد في التقرير عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتدشين وسم #HolocaustByKhamenei أو محرقة بأمر خامنئي الذي حمل تعليقات مؤيدة لمحتوى تقرير رويترز وأخرى مشككة في صحته.
وفي تقريرها الذي نشر في 23 كانون الأول/ديسمبر، قالت رويترز إن صبر خامنئي نفد بعد يومين من انطلاقة احتجاجات شعبية ضد رفع أسعار الوقود منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، واجتمع مع كبار المسؤولين الأمنيين والحكوميين في البلاد بمن فيهم الرئيس الإيراني حسن روحاني وأمر الجميع بفعل كل ما يلزم لوضع حد لها.
وخامنئي هو صاحب القول الفصل في جميع شؤون إيران.
ولفتت رويترز إلى أنها حصلت على هذه المعلومات من ثلاثة مصادر على صلة وثيقة بدائرة المقربين من خامنئي ومسؤول رابع. وبيّنت أن أمر خامنئي أطلق "شرارة أكثر الحملات الأمنية قوةً لاحتواء الاحتجاجات الدموية منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979".
المساس بالخميني والحكم الديني
وفق المصدر نفسه، فإن أكثر ما أثار غضب خامنئي (80 عاماً) إحراق المحتجين صورة مؤسس الجمهورية الإسلامية الراحل روح الله الخميني وتدمير تمثال له.
وكانت احتجاجات متفرقة اندلعت، في 15 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، إثر زيادة مفاجئة وكبيرة في أسعار البنزين، ثم اتسعت رقعتها حتى بلغت العاصمة طهران في 17 تشرين الثاني/نوفمبر.
لم تتسع رقعة الاحتجاجات فحسب، بل أيضاً نمت مطالبها وبلغت دعوة بعض المتظاهرين إلى إنهاء حكم رجال الدين وسقوط قادته. وتضمن ذلك، وفق ما تظهره صور ومقاطع متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إحراق المتظاهرين صور خامنئي نفسه وتأييد عودة نجل شاه إيران الراحل، رضا بهلوي، من منفاه لتولي الحكم.
مساء اليوم نفسه، تقول رويترز، التقى خامنئي في مقر إقامته في وسط طهران بالمسؤولين عن البلاد، منتقداً بصوت عالٍ أسلوب التعامل مع الاضطرابات.
أحد مصادر الوكالة أفاد بأن خامنئي قال في الاجتماع: "الجمهورية الإسلامية في خطر. افعلوا ما يلزم لوضع نهاية لذلك. هذا هو أمري لكم"، مبيّناً أنه سيحمّل المجتمعين عواقب عدم وقف هذه الاحتجاجات على الفور.
حصيلة ضخمة
لم يقتصر تقرير رويترز المثير للجدل على القول إن خامنئي هو صاحب التوجيه إلى قمع الاحتجاجات الشعبية، لكنه أيضاً قدم حصيلة ضخمة لضحايا هذه الاحتجاجات بلغت قرابة 1500 قتيل بينهم 17 مراهقاً و400 سيدة وعدد من رجال الأمن.
وبرغم أن هذا الرقم يمثل زيادة كبيرة على الإحصاءات التي قدمها ناشطون ومنظمات حقوقية دولية للاحتجاجات التي استمرت أقل من أسبوعين، فإن المصدرين اللذين قدما لرويترز هذا الإحصاء، وهما مسؤولان في وزارة الداخلية الإيرانية، قالا إن كلامهما مدعوم بتقارير قوات الأمن والمشارح والمستشفيات ومكاتب الطب الشرعي.
وكانت منظمة العفو الدولية قد أشارت، في 16 كانون الأول/ديسمبر، إلى أن نحو 304 أشخاص قتلوا إبان حملات قمع هذه الاحتجاجات. في حين قدرت وزارة الخارجية الأمريكية الضحايا بـ"بضع مئات وأقل من ألف".
وكالة رويترز تقول إن خامنئي أصدر الأمر بـ"فعل كل ما يلزم" لإنهاء الاحتجاجات الشعبية بعدما وصلت العاصمة طهران وبلغت مطالبها الدعوة إلى سقوط الحكم الديني وإحراق صورته وصورة الخميني
رويترز: "حصيلة قمع الاحتجاجات الدموية في إيران 1500 قتيل بينهم 17 مراهقاً و400 سيدة". نفي إيراني رسمي يعتبر تقرير الوكالة "مزاعم واهية وأخباراً زائفة ضمن حرب نفسية معدة مسبقاً"
"مزاعم واهية وأخبار زائفة"
لكن رئيس مركز العلاقات والإعلام في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي رضا ظريفيان نفى لوكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء، في 24 كانون الأول/ديسمبر، "مزاعم رويترز" التي وصفها بـ"مزاعم واهية وأخبار زائفة".
واعتبر ظريفيان أن تقرير رويترز يأتي ضمن "خطة الحرب النفسية المعدة مسبقاً، يفتقد محتواه القيمة ليس من الناحية الأمنية أو الاستخباراتية فحسب بل من الناحية الخبرية، كونه لا يعتمد على أية وثائق".
ولفت إلى أنه وفقاً لتوجيهات خامنئي "تجري متابعة قضية التضامن مع عوائل القتلى، بعد تشكيل فريق مسؤول في مجال تفقد المتضررين من الأحداث الأخيرة".
وعبر الوسم المشار إليه سلفاً، أيد بعض المغردين الإيرانيين فحوى تقرير رويترز مستشهدين بشهادات لأهالي بعض الضحايا الذين قضوا في الاحتجاجات عن "القتل المباشر لقوات الأمن".
???انتقام#HolocaustByKhamenei https://t.co/yldHEpk3is
— بچه کُلِین (@Taji_Azadi) December 24, 2019
وشارك البعض منهم صوراً لخامنئي وروحاني وهي ملطخة بالدماء معلّقين عليها بالقول: "قتل 1500 من عشاق هذا الوطن خلال احتجاجات دامت ثلاثة أيام". كما شارك آخرون صور بعض ضحايا الاحتجاجات.
وتداول مغردون نبأ قبض السلطات الإيرانية على والديّ إحدى ضحايا الاحتجاجات بويا باختياري بعد إعلانهما اعتزامهما المشاركة في موجة ثانية من الاحتجاجات الشعبية دُعي إليها في 26 كانون الأول/ديسمبر الجاري.
على الجانب الآخر، شكك البعض في صحة ما ورد في تقرير رويترز، معتبرين أنه يتضمن معلومات مبالغاً فيها بغرض الإساءة للدولة الإسلامية التي "تقف في وجه أعداء الأمة: إسرائيل وأمريكا".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع