شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"الأردنيون لا يركعون"... دعوات لإقالة مسؤول أمني بارز بعد "إذلال" مواطن

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 22 ديسمبر 201901:27 م

تداول ناشطون أردنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً لواقعة "إذلال" مدير الأمن العام الجديد حسين الحواتمة لشاب وهو يطالبه بالانبطاح أرضاً. هذا الغضب لم يهدأ رغم خروج بيانات رسمية تطرح رواية مغايرة بعض الشيء لما هو متداول تبرئ المسؤول الأمني البارز.

وبعد صدور موافقة ملكية على قرار مجلس الوزراء بتولي الحواتمة إدارة الأمن العام وقوات الدرك والدفاع المدني، بعد دمجها، اعتباراً من 16 كانون الأول/ديسمبر الجاري، كان أول ظهور له "غير مشرف أو مطمئن" بالنسبة لكثير من الأردنيين.

ويظهر مقطع الفيديو المتداول مدير الأمن وهو يندفع من سيارته ليجذب سائق شاب لسيارة كانت تعبر الطريق أمام سيارته في مدينة مأدبا (شرق العاصمة عمان)، قبل أن يضربه بقوة على كتفه ويأمره بالنوم على الأرض، كما يتبع أحياناً مع المجرمين والمشتبه بهم.

بعد ذلك ينزل من سيارة مدير الأمن رجلان، بحسب مصادر رسمية والرواية المتداولة على مواقع التواصل هما نجلا الحواتمة، ويشهران سلاحيهما. عندها يتدارك الأب، الحواتمة، الاندفاع الذي طرأ وينزل عن سيارة ثالثة رجل يدعي أنه ضابط أمن وسيتولى الموقف، ليعود الحواتمة ونجلاه إلى سيارتهم ويغادروا المكان وينتهي الموقف كلياً بمغادرة الشاب المعتدى عليه أيضاً.

"إذلال وتجبر وخروج عن القانون"

وجرى تداول الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن السبت 21 كانون الأول/ديسمبر، مع وسمي #انبطح_على_الأرض و #إقالة_الحواتمة.

واستهجن المعلقون "تجاوز" مدير الأمن للقانون و"التجبر" على مواطن بسيط بإشهار السلاح في وجههم بالطريق العام و"ترهيب المواطنين بدلاً عن بث الطمأنينة بينهم".

وتساءل البعض: "كيف يؤتمن الحواتمة على تنفيذ القانون الذي لم يحترمه؟ وكيف ينفذ المواطن القانون وهو لا يأمن المسؤولين عن تطبيقه؟"، مطالبين بإقالته لأن "اعتذاره، إن حدث، ليس كافياً". 

ورأوا أن تصرف المسؤول الأمني البارز "غير مبرر وغير مقبول" أياً كان خطأ الشاب، معتبرين أنه كان ينبغي أن يكون "قدوةً لكل مواطن أو مسؤول أمني".

وتعجبوا من انتهاء الموقف بدون القبض على الشاب المعتدى عليه معتبرين ذلك دليل على عدم ارتكابه ما يمثل تجاوزاً للقانون.

وذكروا بتصريح سابق للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ان قد أكد فيه أنه إذا حمل نجله السلاح فإنه سيطالب السلطات الأمنية بمعاقبته عن ذلك، متسائلين إذا كان نجلا الحواتمة "أكبر من نجل الملك".

 وأشار مغردون إلى أن إقالة الحواتمة كانت واجبة لدى "فشله" في مناسبات عدة بينها هجوم الكرك الإرهابي في عام 2016، ومداهمات السلط عام 2018، والاعتداء على المعلمين خلال احتجاجات أمام الدوار الرابع، مقر رئاسة الوزراء، قبل أسابيع.

إثر ظهوره في فيديو يعتدي على مواطن ويطالبه بالانبطاح أرضاً فيما يشهر نجلاه السلاح في وجه مواطن أعزل… غضب واسع ومطالبات بإقالة مدير الأمن العام في الأردن عقب أقل من أسبوع على تكليفه بالمنصب 
مصادر رسمية تقول إن البحث جارٍ لمعرفة من "صور الواقعة وقصد أن يتم تداولها بهذا الشكل". وناشطون يرون أن فعل المسؤول الأمني البارز "لا يمكن تبريره أو قبوله بأي حال"

تحقيقات وإشارة إلى "مكيدة مدبرة"

وبعد التفاعل الواسع مع الحادثة، نقلت مواقع محلية عديدة عن مصادر رسمية لم تسمها أن الواقعة قيد التحقيق وأن مديرية الأمن العام لن تصدر أي بيان توضيحي قبل انتهاء التحقيقات والوقوف على كافة تفاصيل الحادثة لإطلاع الرأي العام بدورها على "كافة التفاصيل المنقوصة لديه".

وذكر موقع "هلا أخبار" على لسان مصدر مطلع لم يسمه أن الحادثة وقعت مساء 20 كانون الأول/ديسمبر، بينما كان مدير الأمن الجديد عائد من "مشوار عائلي دون حراسة أو رفقة أمنية كما اعتاد".

وقال المصدر نفسه أن الحواتمة فوجيء بمركبة مطفأة الأنوار تسير خلفه بشكل مريب؛ تتمايل على الطريق، وتسبب إرباكاً في الشارع ثم تقدمته بطريقة متهورة كادت تخرج سيارة مدير الأمن عن الطريق.

ثم أشار إلى ظهور سيارة أخرى تمشي "عكس السير" في مواجهة سيارة مدير الأمن، وهذا ما قطع الطريق أمامه تماماً، بحسب الرواية.

وتابع القول: "طلب الحواتمة  من ابنيه حمايته بينما ينزل إلى السيارة. السلاحان اللذين كانا بحوزتهما يعودان للحواتمة الذي كان قد وجه نداءاً إلى رجال الشرطة للحضور للمكان".

وبين المصدر أن طلب الحواتمة من الشاب النزول إلى الأرض ليس إلا "إجراء احترازي" وأن اندفاع الرجل الذي كان في السيارة التي تمشي عكس السير نحو الحواتمة أثار قلق نجلي مدير الأمن دفعهما إلى النزول وإشهار الأسلحة من باب "الاحتياط والخشية من تعرض الوالد للخطر".

وأفاد المصدر بأن الأجهزة الأمنية تحقق حالياً مع الشخص الذي اندفع نحول الحواتمة وأصر على ذهابه وتعامله هو مع الأمر مدعياً أنه رجل أمن، وتبحث عمن صور الواقعة ونشرها وقصد أن يتم تداولها "بهذا الشكل"، في إشارة ربما إلى أن هذه الواقعة كانت مقصودة لإثارة الرأي العام ضد مدير الأمن الجديد.

"اصطياد في الماء العكر"

ورغم أن أحداً لم يتطرق إلى هذا الأمر، خرج المحامي الأردني صياح العبادي، في بيان، مساء 21 كانون الأول/ديسمبر، موضحاً أن "مدير الأمن لم يسئ أبداً إلى قبيلة عباد" معتبراً "ما يتم تداوله والترويج له هو اصطياد بالماء العكر وتحويل ‘سوء فهم‘ وقع بين ابن شقيقته (الشاب المعتدى عليه في الفيديو) ومدير الأمن العام وليس كما يروج إليه ‘تعمد للإساءة للقبيلة‘".

وأضاف في البيان الذي وزعته مديرية الأمن العام الأردنية: "تابعت الحادثة منذ بدايتها، وكل ما جرى لم يتعد سوء الفهم الذي تم إنهاؤه ولا يوجد أي علاقة لقبيلة عباد فيها. ابن شقيقتي من عائلة أخرى"، رافضاً استغلال اسمه أو اسم قبيلته لـ"مآرب خاصة أو كوسيلة للإساءة لمدير الأمن العام".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image