شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"زيادة رهيبة"... ربع العرب وأكثر راغبون في الهجرة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 17 ديسمبر 201905:05 م

لأسباب عديدة، باتت الرغبة في الهجرة حلماً، لا سيما في أوساط الشباب، في كثير من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. هذا ما تكشف عنه نتائج استطلاعات الرأي.

وكشف استطلاع للرأي أجراه "الباروميتر العربي"، ونُشرت نتائجه في مناسبة اليوم الدولي للمهاجرين الذي يوافق 18 كانون الأول/ديسمبر، أن "الرغبة في الهجرة تزيد في أوساط المواطنين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث أن شخصاً من كل 3 أشخاص يفكر في الهجرة من بلده".

وعدت الشبكة البحثية المستقلة هذا المعدل "زيادة كبيرة للغاية مقارنة بعام 2016. ففي الأردن مثلاً ارتفعت نسبة المواطنين الذين يفكرون في الهجرة عن نسبة عام 2016 بـ23 نقطة مئوية".

وخلال الفترة نفسها، زادت نسبة إقبال المغاربة على الهجرة بـ17 نقطة، والمصريين بـ10 نقاط.

عوامل عديدة مؤثرة

أُجرى الاستطلاع بين أيلول/سبتمبر عام 2018 وأيار/مايو عام 2019، وتضمن 27 ألف مقابلة "وجهاً لوجه" مع المستطلعة آراؤهم في 11 دولة.

وبحسب "الباروميتر العربي"، شكلت عوامل التعليم والنوع الاجتماعي والسن العوامل الأساسية في قرار الهجرة، إذ لوحظت زيادة الرغبة في الهجرة في أوساط "المواطنين الأحدث سناً، والأفضل تعليماً والذكور".

وقد وجد أن أكثر من نصف الأشخاص بين 18 و29 عاماً يرغبون في الهجرة، في 5 دول من 11 أجري فيها الاستطلاع. 

ولاحت أوروبا ودول الخليج وأمريكا الشمالية وتالياً أمريكا وكندا "مهجراً منشوداً" للراغبين في الهجرة بالمنطقة.

وكوّنت الدوافع الاقتصادية محفزاً رئيسياً لسعي بعض المواطنين العرب إلى مغادرة بلدانهم، لا سيما البلدان العربية التي تعاني ركوداً اقتصادياً منذ عدة سنوات.

ومن أبرز الأسباب الأخرى للهجرة: الفساد والاعتبارات الأمنية والسعي وراء الفرص التعليمية. 

لعل هذا ما دفع الكثيرين إلى الرغبة في الهجرة بصورة غير قانونية، ومنهم 4 من كل 10 أشخاص في 6 دول من البلدان التي أجري فيها الاستطلاع.

أكثرية هؤلاء شباب ذكور من ذوي المستويات التعليم المتدنية.

ربع العرب أو أكثر راغبون في الهجرة

وتتسق هذه النتائج مع نتائج استطلاع مؤسسة "غالوب" الأمريكية لتحليل الآراء، والذي نشر في العام الماضي وبيّن أن ربع البالغين (24%) في المنطقة العربية يرغبون في الهجرة من بلدانهم بين عامي 2015 و2017.

في الاستطلاع العالمي نفسه، تبيّن أن سوريا واحدة من 17 دولة في العالم يحلم نحو نصف الأشخاص البالغين فيها بالهجرة إلى بلدان أخرى.



أما المؤشر العربي الذي شمل 11 دولة عربية ونشرت نتائجه في العام الماضي، فقد أظهر أن أكثر قليلاً من نصف المستجيبين للاستطلاع في السودان يرغبون في الهجرة مقابل الثلث أو أكثر في كل من المغرب والأردن والعراق، ونسبة تراوح بين الربع والخمس في كل من تونس وفلسطين وموريتانيا.

وفي هذا المؤشر، وُجدت أقل نسبة من الراغبين في الهجرة في الكويت والسعودية (8% و5% على التوالي).

"شخص من كل 3 أشخاص في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يرغب في الهجرة من بلده"... تقرير للباروميتر العربي يكشف عن "زيادة رهيبة" في الإقبال على الهجرة في المنطقة
من 272 مليون مهاجر في العالم، سجلت سوريا أعلى عدد من النازحين داخلياً، 6.1 مليون شخص، واعتُبرت "أكبر بلد مصدر للاجئين" الذين بلغ عددهم 6 ملايين

نتائج عالمية تؤكد

وتشير المنظمة الدولية للهجرة في تقرير "الهجرة العالمي لعام 2020" إلى ارتفاع أعداد المهاجرين الدوليين حول العالم خلال العام الجاري إلى 272 مليوناً، وهذا ما يمثل نحو 3.5% من سكان العالم. يمثل الذكور 52% من هؤلاء مقابل 48% من الإناث.

وسلط التقرير الضوء على أثر النزاعات والعنف على حركة الهجرة والنزوح الداخلي في كل من سوريا واليمن على مدار العامين الماضيين وبلوغه "معدلات قياسية".

وفي 4 كانون الأول/ديسمبر عام 2000، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة 18 كانون الأول/ديسمبر يوماً دولياً للمهاجرين، وهو اليوم الذي كانت الجمعية قد اعتمدت فيه الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم.

وتعرّف الأمم المتحدة المهاجر بأنه كل "شخص أقام في دولة أجنبية أكثر من سنة بغض النظر عن الأسباب سواء أكانت طوعية أم إكراهية، وبغض النظر عن الوسيلة المستخدمة للهجرة سواء أكانت نظامية أم غير نظامية".

وخلص التقرير إلى أن في سوريا أعلى عدد من النازحين داخلياً في العالم، 6.1 مليون شخص، وأنها أيضاً "أكبر بلد مصدر للاجئين" الذين تجاوز عددهم 6 ملايين.

في المقابل، أبرز التقرير أن دول الخليج تحتفظ ببعض أكبر أعداد المهاجرين العمال المؤقتين في العالم، لا سيما الإمارات التي يشكل فيها هؤلاء قرابة 90% من السكان.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard