بالتزامن مع إرجاء المشاورات الحكومية، وبعد ليلتين من المواجهات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، طالب المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، في 16 كانون الأول/ديسمبر، السلطات اللبنانية بالتحقيق في استخدام "القوة المفرطة" ضد المتظاهرين.
وقال كوبيتش في تغريدة على تويتر: "يظهر العنف والمواجهات في نهاية الأسبوع أن تأجيل الحل السياسي للأزمة الراهنة يلد أرضاً خصبة للاستفزازات والمناورة السياسية. تحديد هوية محرضي العنف، والتحقيق في الحوادث كما في الاستخدام المفرط للقوة من قبل القوى الأمنية هما أمران ضروريان".
تزامن ذلك مع إرجاء الرئيس اللبناني ميشال عون موعد الاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة، بناءً على طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وفي ظل انقسامات بين القوى السياسية.
واحتجاجاً على بروز اسم الحريري "مرشحاً أوحد" لتشكيل الحكومة الجديدة، اندلعت مواجهات عنيفة، مساء 15 كانون الأول/ديسمبر، بين المتظاهرين الذين رددوا "مش راجع، مش راجع، سعد الحريري مش راجع" وقوات الأمن التي أطلقت قنابل الغاز المسيّل للدموع بكثافة.
مرة أخرى، هاجم عدد من أنصار حركة "أمل" المتظاهرين في وسط العاصمة بيروت وأحرقوا عدداً من الخيم الخاصة بالتظاهرات والتي كانت فارغة حينذاك، بعدما هاجموا زعيم الحركة ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وتدخل الجيش اللبناني للفصل بين المهاجمين والمتظاهرين إثر حدوث تلاسن واحتكاك.
وسقط في هذه الليلة 46 جريحاً، نقل 14 منهم إلى المستشفيات القريبة.
وأحصى الجيش 9 جرحى في صفوف عسكرييه، وقوات الأمن 29 في صفوف أفرادها.
قبل ذلك، شهدت ليلة 14 كانون الأول/ديسمبر، مواجهات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب قرب مقر البرلمان عُدّت "الأعنف منذ بدء الاحتجاجات الشعبية" في 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. أصيب على إثرها 54 متظاهراً و20 من عناصر قوى الأمن.
المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يطالب السلطات اللبنانية بالتحقيق في استخدام قوى الأمن "العنف المفرط" ضد المتظاهرين ويحذر: "تأجيل الحل السياسي يلد أرضاً خصبة للاستفزازات"
الرئاسة اللبنانية تتجاهل غضب الشارع ورفضه سعد الحريري وتؤجل المشاورات النيابية بعد طلب من الحريري. والسياحة "تلفظ أنفاسها الأخيرة" على وقع الأوضاع غير المستقرة
الحكومة المؤجلة و"المجاعة" المرتقبة
ويرفض المتظاهرون عودة الحريري، بعدما استقال "استجابةً" لمطالب الحراك الشعبي في 29 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، على رأس حكومة جديدة إذ يعتبرونه جزءاً من السلطة "الفاسدة" التي انتفضوا ضدها. وفي المقابل، يصرون على تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلة عن الطبقة السياسية الحالية والتي يحملونها مسؤولية تدهور الاقتصاد.
برغم ذلك، ذكرت الرئاسة اللبنانية في تغريدة على تويتر أن عون "تجاوب مع تمنّي الحريري تأجيل الاستشارات النيابية إلى الخميس 19 كانون الأول/ديسمبر الجاري لمزيد من التشاور في موضوع تشكيل الحكومة".
وبرر الحريري طلبه تأجيل الاستشارات بأنها كانت ستؤدي إلى "تسمية من دون مشاركة أي كتلة مسيحية وازنة فيها"، إذا جرت في موعدها المقرر 16 كانون الأول/ديسمبر.
وكان عون قد أجل الاستشارات النيابية في الأسبوع الماضي أسبوعاً بسبب عدم تمكن القوى السياسية الرئيسية في البلاد من التوافق على مرشح، بعد تداول عدة أسماء وسحبها.
هذه المرة، صرح مستشار الرئيس اللبناني للشؤون السياسية بيار رفول لقناة "الجديد" المحلية، بأنّ "لا تأجيل (للاستشارات) بعد الخميس؛ إما أن يُسمى الحريري وإما أن يُسمى غيره".
ويزيد تأخير تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والسياسية الأوضاع صعوبة في لبنان الذي يرفض المانحون الأجانب منحه أي مساعدات قبل تنفيذ هذا الشرط.
ونقلت جريدة "الأخبار" اللبنانية عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، في 16 كانون الأول/ديسمبر، تحذيره من احتمال "حصول مجاعة" في البلاد في حال استمرار الوضع الراهن، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة "سريعاً لأننا لا نملك ترف الوقت، وإلا فنحن أمام منزلقات خطيرة قد لا تكون هناك إمكانية لتفاديها في ما بعد في ظل خطورة الوضعين المالي والاقتصادي".
السياحة والفرصة الأخيرة
على وقع هذه التطورات، أفادت صحيفة "النهار" المحلية بأن "السياحة اللبنانية التي كانت تنتظر فترة الأعياد لتعويض خسائر العام، على وشك لفظ أنفاسها الأخيرة بعد أن زادت الأوضاع الأمنية الطين بلةً".
ونقلت عن نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر أن الحجوزات للشهر الجاري تراجعت بنسبة 70% مقارنة بالفترة نفسها في العام الماضي، مبرزاً أن التدهور شمل أبرز الفنادق التي سجلت نسبة الحجوزات فيها 8.2% بعدما سجلت في العام الماضي في الشهر نفسه حجوزات بلغت 60% ووصلت إلى 90% ليلة رأس السنة.
وأشارت الصحيفة إلى محاولة شركات السفر والشركات السياحية إلى إغراء السياح بإعلان خصومات تراوح بين 20 و70%، عدا "المبادرات الخجولة" التي أطلقها بعض الفنانين من أجل تشجيع السياح على زيارة لبنان في شهر الأعياد ورأس السنة على أمل إنعاش الاقتصاد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.