أعلن مسؤول حكومي لبناني، في 6 كانون الأول/ديسمبر، أن فرنسا تعتزم عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية للبنان في 11 كانون الأول/ديسمبر من أجل حشد المساعدة لمواجهة أزمة اقتصادية حادة تمر البلاد بها.
وأوضح المسؤول اللبناني أنه "اجتماع لمحاولة حشد الدعم لمساعدة لبنان على التعامل مع الأزمة الحادة التي يواجهها".
ويلقي اللبنانيون باللوم على المسؤولين في ما وصلت إليه البلاد من تدهور اقتصادي. وتعم البلاد تظاهرات واحتجاجات منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي تطالب بإصلاحات اقتصادية ووضع حد للفساد المستشري.
ودفعت الاحتجاجات الحكومة التي يترأسها سعد الحريري الى الاستقالة في 29 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. ولم تُكوّن حكومة جديدة إلى الآن.
وذكر مسؤول أوروبي لوكالة رويترز أن الدعوات إلى حضور هذا الاجتماع في باريس قد أرسلت.
في حين أشار المسؤول اللبناني إلى أنه من المتوقع دعوة السعودية والإمارات إلى الاجتماع.
"إنقاذ الفاسدين؟"
ولم يتسنَّ على الفور معرفة جدول الأعمال الذي سيعرض في الاجتماع أو نوع المساعدات التي ستقدم إلى لبنان. إلا أن لبنانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتقدوا الدعوة إلى الاجتماع، معتبرين أنها "محاولة إنقاذ للطبقة الحاكمة الفاسدة".
وأوضح البعض أن فرنسا تفعل ذلك لأجل "ابنها البار؛ سعد الحريري". وأبدى البعض تخوفاً من إساءة استغلال أموال المساعدات، لافتين إلى عدم ثقتهم بالمسؤولين الحاليين.
على الجانب الآخر، أشادت قلة بالخطوة التي قد تساعد على إنقاذ البلد كله من انهيار اقتصادي، على حد تعبيرهم.
وقد تشكلت مجموعة الدعم الدولية للبنان في أيلول/سبتمبر عام 2013 لحشد الدعم والمساعدة من أجل استقرار لبنان وسيادته ومؤسساته، ولدعم الجيش اللبناني، واللاجئين السوريين، والمجتمعات اللبنانية المضيفة، والبرامج الحكومية والخدمات العامة التي تأثرت بأزمة نزوح اللاجئين السوريين.
وهي تضم الأمم المتحدة والصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية.
فرنسا تعقد اجتماعاً لمجموعة الدعم الدولية في 11 كانون الأول/ديسمبر على أراضيها لحشد المساعدة للبنان في مواجهة أزمة اقتصادية حادة يمر بها
الحريري يقول إنه طلب العون من الأصدقاء في مصر والسعودية وتركيا وفرنسا وغيرها من أجل تأمين واردات الغذاء والمواد الخام
الحريري يطلب المساعدة
وقبل الإعلان عن اجتماع باريس بقليل، أفاد مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان سعد الحريري بأنه طلب العون من دول صديقة لمساعدة البلاد على تأمين واردات الغذاء والمواد الخام وسط نقص حاد في الدولار، مبرزاً طلب الحريري المساعدة من السعودية وفرنسا وروسيا وتركيا والولايات المتحدة والصين ومصر.
كذلك استقبل الرئيس اللبناني ميشال عون في القصر الجمهوري في بعبدا وفداً من مؤسسات مالية واستثمارية عالمية لإطلاع أعضائه على الواقع الاقتصادي والمالي في البلاد وبرنامج النهوض الاقتصادي المقترح.
وقال عون بعد اللقاء: "الأوضاع المالية والاقتصادية ستكون في أولويات الحكومة الجديدة بعدما أنجزت الحكومة السابقة تصوراً ضمن خطة النهوض والتحول إلى الاقتصاد المنتج".
واعتبر أن تشكيل حكومة جديدة "سيساعد أصدقاء لبنان على استكمال مسار ‘سيدر‘ وإطلاق المشاريع الإنمائية".
ونهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلنت الحكومة الفرنسية إلغاء اجتماع كان مقرراً في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، مع المسؤولين في الحكومة اللبنانية لمناقشة تفاصيل اتفاق "سيدر" الذي يتضمن مساعدات مالية لتنفيذ برنامج لبناني للإصلاح الاقتصادي.
ولفتت تقارير إعلامية حينذاك إلى أن الحكومة الفرنسية أبلغت الحريري بأن قرارها متصل بالوضع السياسي وعدم حدوث "إصلاحات اقتصادية ملموسة وجدية".
ويتهم المتظاهرون السلطة بالوقوف وراء اقتراب بلدهم من حافة انهيار اقتصادي كبير. وسبق أن رفضت شريحة واسعة منهم "ورقة إصلاحات" اقترحها رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري.
وشهدت الأيام الأخيرة حالات انتحار بسبب العجز عن الإيفاء بالتزامات مادية أو إعالة النفس والأسر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...