تتواصل الحيل التي يمارسها نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي يصفها بـ"اشتغالات (خدع) فضح إعلام الإخوان". فمن بعد "حيلة ظهور نجل السيسي مع عمرو أديب"، جاءت خدعة "مطالبة بسمة وهبة بحرية إيصال صوت المواطن".
بعد أقل من 48 ساعة على نشرها فيديو تطالب فيه بمزيد من الحرية الاعلامية في مصر، نشرت وهبة، الموالية للنظام، تسجيلاً جديداً لتقول إنه كان "مقلباً" أو مصيدة نصبتها لـ"المتآمرين" ضد مصر.
وقالت في التسجيل الجديد الذي بثته على وسائل التواصل الاجتماعي: "من لندن، أود أن أشكر جميع الذين تعاطفوا معي. أشكر كل عروض القنوات التي انهالت عليّ وكذلك دعوات التضامن.".
ثم أردفت ساخرةً: "لكن للأسف لن أستطيع قبول هذه العروض لأني لا أسكر ولا أشم (مخدرات) ولا ألعب القمار أو أسرق أموال الأيتام. آسفة. ممكن المرة القادمة".
ثم تساءلت باستهزاء: "هو كل الناس محمد علي؟ أنا بسمة وهبة التي تقولون عنها طول الوقت إنها مدافعة (عن النظام). نعم أنا أدافع لكن عن بلدي. تتهمونني بتلقي الملايين، كيف؟ أنا أشتري البلد وأنتم تبيعونه. أنتم من يتلقى الملايين".
ومطلع أيلول/سبتمبر الماضي، اتّهم الممثل والمقاول المصري الشاب محمد علي أسرة الرئيس السيسي وقيادات عليا في الجيش بالفساد وإهدار المال العام وسرقة الملايين من مستحقاته عن 15 عاماً من إقامة مشاريع إنشائية لمصلحة القوات المسلحة.
وشن الإعلام الموالي للنظام هجمة شديدة عليه، فيما ظهر بعض أفراد أسرته ليصوروه "شخصاً فاسداً أخلاقياً يهدر أمواله على القمار والنساء وتعاطي المخدرات، واختلاس أموال شقيقه المتوفى". وهو ما ترمي إليه وهبة في حديثها.
وقالت "لن أبيع مبادئي ولا بلدي. كل كلمة عن الحرية قلتها في الفيديو (الأول) ستتحقق في برنامجي. سترون وتتعلمون كيف يكون معنى حرية الرأي والتعبير يا متآمرين".
وقالت أيضاً: "الفيديو الذي شاهدتموه مجرد ‘برومو‘ لبرنامجي المقبل الذي تعاقدت عليه مع قناة أون (أحدث أبرز القنوات الموالية للنظام) قبل شهر".
وأضافت: "معلش المرة القادمة انتبهوا (للإعلام المعارض للنظام المصري) حتى لا تكرروا نفس الغلطة وتصبحوا في حرج أمام الناس".
بالعودة إلى الفيديو الأول، كانت وهبة قد قالت إنها لا تجد قناة توافق على شرطها الوحيد المتمثل في "حرية الممارسة الإعلامية"، منتقدةً فرض "سور حول الوزراء والسياسيين والبرلمانيين والسفراء والمسؤولين" وعدم السماح بانتقاد الرئيس السيسي نفسه.
وتساءلت هل يتسبب كلامها باعتقالها.
ونقلت وسائل الإعلام المعارضة لنظام السيسي كلامها على نطاق واسع باعتبار أنه "دليل على القبضة القمعية القوية للنظام ضد الحريات"، لكنّ أحداً لم يُخدع به.
"الاشتغالة الثانية"
في سياق متصل، روجت وسائل الإعلام الموالية للنظام المصري لفيديو وهبة الثاني على أنه "الاشتغالة الثانية" و"المقلب الساخن" و"المصيدة" التي نصبت لـ"الأبواق الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين" المحظورة.
أما "الاشتغالة الأولى" فتمثلت في خدعة الإعلامي الموالي للنظام عمرو أديب خلال برنامجه "الحكاية" الذي يبث عبر قناة "إم بي سي مصر"، مساء 22 أيلول/سبتمبر، إذ نوّه باستضافة "محمود عبد الفتاح السيسي"، فأسرع العديد من الصحف والقنوات الموالية للنظام والمعارضة له بالترويج لـ "ظهور أول مرتقب لنجل الرئيس المصري".
المذيعة بسمة وهبة تقول إن مطالبتها برفع القيود عن الممارسة الإعلامية في مصر كانت "خدعة" ضمن "برومو" برنامجها الجديد الذي يعرض على "قناة النظام"
"الاشتغالة الحقيقية هي أن تصور زوجة ضابط سابق متهم بالتعذيب، ومحرضة رئيسية على الثوار أنها ممثلة سوط وصوت المواطن ضد الظلم"… نشطاء مصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي
ناشطون توقعوا أن يكون حديث المذيعة "المحرضة على الثوار" و"زوجة الضابط السابق المتهم بالتعذيب" عن "قمع الحريات في مصر" مجرد "مناورة تمهد لتصدرها منظومة إعلامية جديدة للنظام"...
قال أديب في التنويه: "سنتكلم عن بيزنس الجيش ومفيش على رأسنا بطحه (لسنا خائفين) وسنبين كل حاجة بالورق، وسوف نرد على ما يقال عن الرئيس السيسي ونجله محمود"، مردفاً "هبتدي بكلام عن صيدليات 19011 والشخصيات النافذة التي قيل إنها تديرها".
وبعدما تداولت الحسابات على مواقع التواصل ووسائل الإعلام المعارضة للنظام نبأ الظهور المرتقب لنجل السيسي، روجت له وسائل الإعلام التابعة للنظام أيضاً، ثم اتّضح لاحقاً أن الضيف الذي ظهر مع أديب هو محمود حمدي عبدالفتاح السيسي، العضو المنتدب لصيدليات "19011" التي أثارت الجدل في البلاد، وليس نجل الرئيس.
أراد أديب من "اشتغالته" هذه أن يوصل رسالتين، الأولى أن "الإعلام المعادي للنظام يتعجل أي خبر ويضخمه من دون تحقق"، والثانية "نفي استفادة محمود السيسي من سلطة والده في أي مشاريع كبرى".
وهبة أيضاً أرادت من "خدعتها المقصودة" سحب الصدقية من الإعلام المعارض للسيسي، بالإضافة إلى "الترويج لبرنامجها المقبل على أنه ‘صوت المواطن‘ و"نافذة حرة للتعبير".
الاشتغالة الحقيقية
لكن "كيف تتحول وهبة زوجة الضابط السابق المتهم بالتعذيب علاء عابد إلى ‘سوط وصوت ضد الظلم‘؟". هذا التساؤل طرحه العديد من المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن "الاشتغالة الحقيقية أن تختار وهبة لتمثل أنين المواطنين".
وفي كل ظهور لها على إحدى الشاشات، التزمت بسمة الدفاع عن السلطات، وكانت صديقة للمسؤولين، تناشدهم في برامجها فيستجيبون فتعاود شكرهم وامتداح جهودهم.
كذلك عُرفت وهبة بلعب دور كبير إلى جانب زوجها الذي يشغل منصب رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، في التحريض ضد المعارضين والنشطاء الثوريين والسياسيين بل التشهير بعدد كبير منهم، بحسب الحقوقي البارز جمال عيد.
هذه الملابسات كلها جعلت الكثيرين يعتبرون فيديو وهبة الأول "مناورة من النظام ومجرد تمهيد لعودتها إلى الشاشة في ثوب يمثل ‘صوت المواطن‘ ويروج للنظام".
يشار إلى أن النظام المصري يعكف حالياً على تفكيك المنظومة الإعلامية الخاصة به، واستبدالها بوجوه جديدة عبر منابر مملوكة لرجال أعمال مقربين منه، فيما يكتفي هو بالإشراف غير المباشر، بحسب نشطاء وإعلاميين مصريين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع