شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
اللمبي ورانيا يوسف وجمال خاشقجي… عن أسئلة امتحانات خارجة عن المنهج

اللمبي ورانيا يوسف وجمال خاشقجي… عن أسئلة امتحانات خارجة عن المنهج

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 28 نوفمبر 201902:42 م

"ما قولتلك يا نوسة بلاش إعلام، قلتيلي 'لقد خُلِقت إعلامية' وعملتيلي فيها منى الشاذلي، اشربي بقى".

طُلب من طلبة السنة الأولى في كلية الإعلام بجامعة القاهرة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني إعادة كتابة الجملة المذكورة أعلاه بـ"لغة عربية سليمة" لتدريبهم على كتابة العبارات العاميّة بالعربية الفصحى. 

وتعود الجملة إلى فيلم اللمبي الذي عُرض عام 2002 وهو من بطولة محمد سعد الذي اشتُهر عربياً بشخصية اللمبي. أما نوسة فهي الفتاة التي يحبّها في الفيلم والتي لعبت دورها حلا شيحة.



أثارت الجملة موجة من السخرية واعتبرها البعض "إساءة لمهنة الإعلام والمنظومة التعليمية"، خاصةً أن المدرّس استعان بهذه الجملة من منشور على فيسبوك من حساب سيدة تدعى شروق عبدالظاهر، وهو ما دفع رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد عثمان الخشت إلى توجيه تعليمات بإعادة الامتحان بسبب "أسلوب صياغته وعدم قياسه القدرات والمهارات اللغوية الحقيقية للطلاب".

وكلّف مركز الجودة في الجامعة مراجعة الامتحان الجديد "للتثبت من مطابقته مواصفات الورقة الامتحانية". وكانت الجامعة قد أوضحت في بيان أن الجملة الواردة في الامتحان لم تخرج عن الهدف الذي يقصده محاضر المادة. لكن "هناك عبارات كثيرة بديلة كان يمكن استخدامها لقياس مهارات الطلاب".

تعيدنا ورقة الامتحان هذه إلى أُخريات مماثلة، تضمنت سؤالاً أو أسئلة أثارت الجدل وسرعان ما انتشرت في فضاء الإنترنت. في ما يلي بعضها:

6 أسئلة حول "واقعة" رانيا يوسف

من جامعة القاهرة إلى جامعة سوهاج، وأيضاً في كلية الإعلام، وُجهت أربعة أسئلة للطلبة حول فستان الممثلة المصرية رانيا يوسف الذي ظهرت فيه في ختام مهرجان القاهرة السينمائي عام 2018، فأثارت الجدل لأنه يكشف عن ساقيها وأطراف من مؤخرتها، وهو ما دفع محامين إلى تقديم بلاغ ضدها، اتهموها فيه بـ "الفعل العلني الفاضح والتحريض على الفسق والفجور وإغواء القصر ونشر الرذيلة بالمخالفة للأعراف والتقاليد والقوانين السائدة في المجتمع المصري". 

جاء في نص السؤال: تمثل واقعة ارتداء الفنانة رانيا يوسف الهوت شورت في ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حدثاً غريباً أثار الرأي العام.

1- كيف تطبق أنواع التغطية الصحافية للشؤون الفنية على هذا الحدث؟

2- اشرح أهم فنون الكتابة الصحافية المستخدمة في الشؤون الفنية بشكل عام.

3- حدد أنسب فنون الكتابة الصحافية الملائمة لتغطية هذا الحدث مع بيان السبب.

4- أكتب أهم خمسة أسئلة يمكن أن توجهها لرانيا يوسف حال إجرائك حواراً صحفياً معها.

5- أكتب تعليقاً على هذا الحدث وردود أفعال الإعلام وشبكات التواصل عليه.

6- أذكر أهم خمس سمات يجب على المحرر الفني التحلي بها في تغطيته هذا الحدث وأهم خمسة مصادر يعتمد عليها. 

وفيما ضجّت مواقع التواصل عند طرح الأسئلة مطلع العام الجاري، قالت رئيسة قسم الإعلام في الجامعة، الدكتورة عزة عثمان، إن "طبيعة المنهج تضمن وضع سؤال تطبيقي للطلاب من واقع الأحداث المتداولة أخيراً"، مشيرة إلى أن سبب اختيار الموضوع يعود إلى أن "القضية أثارت ضجة كبيرة"، فتمت الاستعانة بها لتدريب الطالب على "نقد التغطية الإعلامية في المجالات الفنية ونقد إثارة الفضائح".

اللمبي ورانيا يوسف وجمال خاشقجي وعمرو دياب في أسئلة امتحانات… ولكل منهم دور

برقية تهنئة

فيما اعتبر البعض هذا النمط من الأسئلة "نوعاً من أنواع التحيّز"، طلب مدرّس في مدرسة نجيب محفوظ الثانوية في الإسكندرية عام 2017 كتابة موضوع تعبير من نوع آخر، وهو "برقية" لتهنئة النادي الأهلي لحصوله على الدوري المصري. 

وتسبب هذا الأمر آنذاك بإحالة المدرّس إلى الشؤون القانونية من قبل وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية.

"من كم سنة وأنا ميّال ميّال…"

"الله عليك يا هضبتنا (عمرو دياب)، يا ريت كل الامتحانات كدة والله"، جاء هذا التعليق على لسان طالبة نشرت صورة امتحان لطلبة الصفّ الثامن في إحدى مدارس محافظة قنا، يطلب فيه أستاذ مادة اللغة العربية تحديد نوع كلمة "كم" في جملة "من كام سنة وأنا ميال ميال"، وهي أغنية لعمرو دياب. 

واستفز هذا المثال أشخاصًا كثراً، منهم من قال إن هناك أمثلة أخرى يمكن الاستعانة بها من النصوص الدينية أو النثر والشعر العربيين. 

مطالبة بمحاسبة القتلة

عدا الأسئلة التي يمكننا تصنيفها كوميدية أو طريفة، هناك أسئلة من نوع آخر. فبعد نحو شهرين من مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، وُجه لطلبة كلية الحقوق بجامعة الكويت، سؤالاً أثار جدلاً على مواقع التواصل، لإشارته بطريقة مباشرة إلى بشاعة جريمة قتل خاشقجي.

وجاء في نص السؤال: حدد/ي كل ما يمكن أن تثور في هذه الواقعة من مسؤولية جزائية مع التعليل

"3 أشخاص اتفقوا على خطف جمال من غرفته في أحد الفنادق لإعادته إلى موطنه، تسرع أحدهم فحقنه بإبرة مخدرة بهدف تهدئته وتسهيل نقله، فأصيب جمال بضيق في التنفس وبهبوط حاد في الدورة الدموية ومات في الحال. الآخر، لطمس آثار الجريمة قرر منفرداً تقطيع جثة الضحية بمنشار كهربائي، فجزّأها في حقيبتي سفر المجنى عليه، ودفنها في الغابة".

وبين الذين هم مع طرح سؤال كهذا على الطلبة وبين الذين ضده، أشار أحد المغردين إلى أنه "لا يجوز إقحام طلبة صغار بقضايا سياسية حتى لو كانت جناية"، فيما أعرب آخرون عن تأييدهم طرح مثل هذا السؤال باعتباره سؤالاً قانونياً مع الإشارة إلى أن مدرس المادة كثيراً ما يربط أسئلته بقضايا واقعية.

مساس بالوحدة الوطنية

وفي الكويت أيضاً، أثار سؤالان في اختبار مادة التربية الاسلامية للصف التاسع في مايو/أيار الماضي، الجدل لكونهما يمسان الوحدة الوطنية ويثيران الفتنة بين مكونات المجتمع الكويتي.

وكان على الطلبة، ردًا على السؤال الأول، تقديم "نصيحة" لمن ينوح على الميت ويلطم الخدين، وفي السؤال الثاني، نصيحة لمن يتبرّك بمسح القبور ويدعو الميت لقضاء الحاجات. 



واتهم روّاد التواصل وزارة التربية والتعليم آنذاك بإثارة الطائفية بين مكونات المجتمع الكويتي، فيما تساءل الكويتي محمود حبيب: "لماذا الاستياء من أسئلة الاختبار وكأنه شيء غريب عن مجتمعنا؟ سياسة وزارة التربية هي سياسة وزارة الإعلام، المبدأ واحد ولا يوجد ما يدعو للاستغراب في ظل رعاية حكومية لهذا النهج". 

وقصد حبيب في تغريدته حذف تلفزيون الكويت لمشهد مقبرتين شيعية وسنية من المسلسل الكويتي "أنا عندي نص"، الذي عُرض في رمضان الماضي، فيما بررت وزارة الإعلام الأمر بالقول: "حرصاً منها على مراعاة العادات المتوارثة والأعراف المرعية المستوحاة من ديننا الحنيف".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image