شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"يدنا سلمية يدهم حرب أهلية"... عمَّ تكشف أحداث جسر الرينغ؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 25 نوفمبر 201903:18 م

ساحة حرب بعد انتهاء المعركة، هكذا بدت ساحتا رياض الصلح والشهداء، صباح 25 تشرين الثاني/نوفمبر، عقب أحداث جسر الرينغ التي جرت ليلاً، الحجارة وبقايا قنابل الغاز المسيلة للدموع متناثرة في كل مكان، ومتظاهرون يحاولون لملمة حطام الخيم لإعادة تركيبها.

نحو الحادية عشرة مساءً، هجم عشرات الشبان على دراجات نارية، وهم يرفعون رايات "حزب الله" وحركة "أمل" على المتظاهرين الذين يقطعون الطريق عند جسر الرينغ للضغط من أجل استشارات نيابية عاجلة.

ردد المهاجمون هتافات معادية للثورة وشتائم ورد عليهم الثوار بالأناشيد الوطنية و"لبيك لبنان" و"ثورة ثورة".

وقفت وحدات من الجيش اللبناني سداً بين المتظاهرين والمهاجمين، واقتصر الأمر بدايةً على الهتافات المتبادلة. لكن سرعان ما تطورت الأحداث وهجم مناصرو حزب الله و"أمل" على ساحتي رياض الصلح والشهداء وحطموا خيم المعتصمين.

كما حدثت اشتباكات بالأيدي بين الجانبين، فيما عزز الدفاع المدني والصليب الأحمر وجودهما.

وبعد هدوء نسبي، دارت جولة جديدة من الاشتباكات إثر إقدام المهاجمين على إشعال الإطارات، وردّ المتظاهرون بإحراق إحدى الدراجات النارية. وتبادل الطرفان تراشق الحجارة مرة أخرى.

وأطلق الجيش اللبناني قنابل الغاز المسيل للدموع نحو الثالثة فجراً لإبعاد الجانبين.

ولم يكتف المعتدون بضرب المتظاهرين وتحطيم الخيام بل اعتدوا على الأملاك الخاصة، لا سيما سيارات المواطنين في الشوارع الجانبية في المنطقة، فحرقوا وحطموا الكثير منها.

ونحو الرابعة فجراً، تراجع الطرفان حتى خلت المنطقة.  إذ ذاك بدأت قوات الدفاع المدني بإخماد الحرائق.

أسباب سياسية؟

لم يخفِ المهاجمون، كما في اعتداءات سابقة، الرسالة التي تضمنها هجومهم على المتظاهرين. قال بعضهم إن ما استفزهم هو انتشار فيديو مصور يظهر أحد المتظاهرين في منطقة الرينغ وهو يشتم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله . وهتف المناصرون خلال الاعتداء "لبيك يا نصر الله". ولم يستثنِ المهاجمون، خلال الاعتداء، الإعلاميين ووسائل الإعلام التي تغطي الانتفاضة الشعبية بشكل مستمر.

ويرى موقع "النهار" المحلي أن "غزوة" جسر الرينغ الليلية الترهيبية "تحمل رسائل عدة، أولاها لرئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري بأن الوقت نفد ولا مجال بعد لتأخير حسم موقفه من تأليف أو عدم تأليف حكومة جديدة، وثانيتها لقيادة الجيش وقيادة قوى الأمن الداخلي بأن عدم إنهاء قطع الطرق من قبل الثوار سيكون علاجه بيد قوى الأمر الواقع، وثالثتها للأحزاب التي يتهمها حزب الله و‘أمل‘ بأنها تقف وراء الحراك، بأنها عاجزة عن حماية المتظاهرين".

تطور أمني جديد… مناصرون لحزب الله وحركة أمل يهاجمون المتظاهرين في جسر الرينغ، ويحطمون سيارات في الشوارع الجانبية، ويحطمون خيم التظاهر في ساحتي رياض الصلح والشهداء
صحيفة لبنانية: هجوم الرينغ هذه المرة يحمل 3 رسائل: للحريري بأن عليه حسم موقفه سريعاً، وللجيش بضرورة إنهاء إغلاق الطرق، وللأحزاب المناصرة للحراك بأنها لا تستطيع حماية المتظاهرين… ما رأيكم؟


"خلوا الثوار ورا ضهركن"

عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعرب الكثير من النشطاء اللبنانيين عن افتخارهم بأن أحد الضباط أمر جنوده بأن يجعلوا "شباب الثورة ورا ضهركن"، معتبرين ذلك شهادة من الجيش اللبناني بأن "الثورة سلمية" و"وأهلٌ للثقة".

وأشار آخرون إلى أن التيار العوني، نسبةً إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، "سيدفع ثمن تسليمه البلاد إلى حزب الله غالياً جداً".

اعتداءات سابقة

ليست هذه المرة الأولى التي ينفّذ فيها أنصار "حزب الله" و"أمل" مثل هذه الاعتداءات. ففي اليوم التاسع للانتفاضة، 25 تشرين أول/أكتوبر، اعتدى العشرات ممن وصفوا بـ"الزعران" على المعتصمين في ساحة رياض الصلح المقابلة لمقر مجلس النواب، وردّت قوات مكافحة الشغب التابعة لقوى الأمن الداخلي وقوات الجيش بإبعاد المعتدين واعتقال عدد منهم.

جاء ذلك بعد يوم واحد من محاولة مناصري حزب الله وحركة أمل دخول ساحتي الشهداء ورياض الصلح مرتين متتاليتين. وهتف هؤلاء باسم مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، مرددين أناشيد دينية حماسية.

وفي 29 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لاحظ نشطاء في منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن مئات الأشخاص الذين يحملون شعارات مؤيدة لبري وللأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله هاجموا المتظاهرين السلميين الذين أغلقوا الطريق الدائري في وسط بيروت.

في النبطية أيضاً، روى خمسة أشخاص للمنظمة الحقوقية الدولية أن مؤيدي الحركة والحزب ضربوا المتظاهرين وأرهبوهم بعد منتصف ليل 18 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حين حاصر نحو 30 من أنصار "أمل" قرابة 30 متظاهراً أثناء اعتصامهم بالقرب من السراي الحكومي.

وفي 23 من الشهر الماضي، قال أربعة محتجين إنهم (أنصار الحركة والحزب) ضربوا بالعصي والأدوات المعدنية الحادة المتظاهرين السلميين، ومنهم نساء وأطفال وكبار في السن.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image