شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
قرار مندلبليت أم انقلاب حزبي… من يقضي على مسيرة نتنياهو السياسية؟

قرار مندلبليت أم انقلاب حزبي… من يقضي على مسيرة نتنياهو السياسية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 23 نوفمبر 201906:36 م

بعد إعلان المدعي العام الإسرائيلي أفيخاي مندلبليت اعتزامه المضي قدماً في اتهام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالفساد والرشى والاحتيال، رجحت تقارير إعلامية إسرائيلية أن يمنع نتنياهو من رئاسة الوزراء، فيما أشارت تحليلات إلى احتمال حدوث انقلاب ناعم داخل حزب الليكود لإطاحة رئيسه.

وذكرت القناة التلفزيونية 11 الإسرائيلية أن المستشار القانوني للحكومة  مندلبليت سيبت خلال الأيام المقبلة عدة مسائل متعلقة بقراره مقاضاة نتانياهو، مرجحةً أن يلزم، في نهاية المطاف، نتنياهو بالاستقالة من مناصبه الوزارية.

وعدا منصب رئيس الوزراء، يتولى نتنياهو حقائب الصحّة والزراعة والشتات والرّفاهية الاجتماع في الحكومة الإسرائيلية.

في ما يتعلق بصلاحية نتنياهو في الحصول على تفويض بشأن تشكيل ائتلاف حكومي، اعتبرت القناة أن مندلبليت قد لا يتعجل حسم أمر هذه القضية.

والقانون الإسرائيلي لا يلزم من يشغل منصب رئيس الوزراء بالتنحي إلا إذا تمت إدانته. لكن، استناداً إلى سابقة لمحكمة العدل الإسرائيلية العليا، يجب على الوزراء التنحي في هذه الحالة.

رغبة في تنحيته

في سياق متصل، تحدث موقع قناة "آي24" الإسرائيلية عن رغبة مسؤولين في حزب "الليكود" الذي يتزعمه نتنياهو، في أن يحسم مندلبليت الجدل بإصدار قرار يقضي بمنعه من تولي منصب رئاسة الحكومة المقبلة، ولم يستبعد محاولة إزاحته عن منصبه رئيساً للحزب.

ويعقد عدد من مسؤولي حزب الليكود الآمال على انضمام حزب "يسرائيل بيتينو"، برئاسة أفيغدور ليبرمان، إلى تحالف "أبيض أزرق" برئاسة بيني غانتس، الغريم السياسي لنتنياهو، خلال الـ21 يوماً المحددة للكنيست لتشكيل حكومة أقلية تجنب البلاد التوجه نحو انتخابات تعدّ الثالثة خلال عام، بحسب المصدر نفسه.

ولا يجد هؤلاء غضاضةً في أن يلحق "الليكود" بحكومة ليبرمان وغانتس في وقت لاحق.

وشدد "آي24" على أنه برغم التصريحات الداعمة التي أطلقها عدد من كبار الشخصيات في الحزب خلال الأيام الأخيرة، فإن بعض كبار المسؤولين الآخرين آثروا التزام الصمت. وصرح مسؤول كبير في حزب الليكود للقناة 12 الإسرائيلية، شريطة عدم الكشف عن اسمه، قائلاً: "علينا أن نفهم أن عهد نتنياهو قد انتهى، وعلينا العمل نحو التغيير"، داعياً إلى إقالته من زعامة الحزب.

وقبل إعلان مندلبليت، كان نتنياهو قد تلقى أول طعنة من الوزير السابق وعضو الكنيست عن الليكود غدعون ساعر، الذي دعا إلى انتخابات داخلية في الليكود مشككاً في قدرة زعيم الحزب، نتنياهو، على تشكيل حكومة.

وقال ساعر في مؤتمر صحافي: "يجب تحديد جدول زمني لعقد الانتخابات التمهيدية. أدعم جهود نتنياهو لتشكيل حكومة، لكن إذا لم تنجح، فأنا قادر على تشكيل حكومة وتوحيد الدولة والمنظومة السياسية".

اتهام ورد غاضب

وللمرة الأولى في تاريخ إسرائيل، أعلن المدعي العام الإسرائيلي، مساء 21 تشرين الثاني/نوفمبر، أن نتنياهو سيُتهم بارتكاب مخالفات جنائية في ثلاث قضايا منفصلة هي "الارتشاء والاحتيال وخيانة الأمانة". 

وفي بيان غاضب، رد نتنياهو واصفاً الاتهامات بأنها "محاولة انقلاب ضد رئيس وزراء"، مشيراً إلى أنه كرس حياته من أجل إسرائيل ومطالباً بـ"التحقيق مع المحققين والنيابة العامة".

ولفت نتنياهو إلى أن التحقيقات "مصابة بدوافع خفية لأنها تأتي في أكثر الأوقات حساسية من الناحية السياسية منذ إنشاء ‘الدولة‘".

فيما يبت المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية قريباً مسألة احتفاظ نتنياهو بمناصبه الوزارية، ترجح تحليلات إسرائيلية أن يحرمه مندلبليت منها وتتحدث أخرى عن انقلاب ناعم ضده في الليكود
استطلاع يشير إلى أن 56% من الإسرائيليين يؤيدون استقالة نتنياهو من رئاسة وزراء إسرائيل، وكذلك تريد المعارضة. لكنه لا يزال يحظى بدعم واسع من الأحزاب والساسة ذوي التوجه اليميني

"لا مفر من الاستقالة"

وعقب إعلان مندلبليت، تظاهر نشطاء حزب العمل، ظهر 22 تشرين الثاني/نوفمبر، أمام مقر حزب الليكود، مطالبين باستقالة نتنياهو. وقال "العمل" في بيان إن الوقت قد حان لـ"يرحم الليكود إسرائيل" بالضغط على نتنياهو من أجل تقديم استقالته لتجنب انتخابات جديدة.

وأعلنت "الحركة من أجل جودة الحكم"، المنظمة التي تدعو إلى السياسة النظيفة وتعتبر نفسها غير سياسية، اعتزامها تنظيم تظاهر كبيرة نهاية الشهر الجاري للمطالبة بإقالة نتنياهو.

وقال رئيس حزب "أزرق أبيض" غانتس: "لا يوجد انقلاب في إسرائيل... وإنما أولئك الذين حصنوا أنفسهم في السلطة". ووصف الرجل الثاني في حزبه يائير لابيد خطاب نتنياهو بالـ"جنون".

في الأثناء، خلص استطلاع للرأي العام الإسرائيلي نشرته قناة "ريشِت" إلى أن 56% من الجمهور الإسرائيلي يرون أنه لا يمكن رئيس الوزراء أن يحتفظ بمنصبه بعد تقديمه إلى العدالة و35% يرون أنه يستطيع الاحتفاظ بمنصب رئاسة الوزراء.

دعم يميني

لكن على الجانب الآخر، خرج عدد من الوزراء ورجال الساسة المحسوبين على اليمين بتعليقات مؤيدة لنتنياهو مثل وزير الخارجية يسرائيل كاتس الذي قال إن إسرائيل "دولة قانون وافتراض البراءة حق لكل شخص، وبالتأكيد لرئيس الوزراء نتنياهو".

أما وزير العلوم أوفير أكونيس فأشاد بـ"تفاني نتنياهو رئيساً لوزراء إسرائيل" موضحاً عدم إدانته بارتكاب أي جريمة بعد.

وكتب وزير السياحة يريف ليفين، ممثل نتنياهو في مفاوضات الحكومة، عبر فيسبوك: "نحن أمام اختبار. تدين إسرائيل لرئيس الوزراء نتنياهو بدين كبير. لقد كرس نتنياهو حياته لهذه الدولة وللدفاع عنها. إن الظلم الذي تعرض له هذا المساء يصرخ للسماء".

كذلك دافعت وزيرة الثقافة ميري ريغيف عن احتمال براءة نتنياهو، موضحةً أن الشرطة وممثلي الادعاء ضد نتنياهو "لا يمكن أن يكونوا في منأى عن الانتقاد أو فوق القانون".

وعبر تويتر، أفاد وزير الاتصالات دافيد أمسالم، حليف نتنياهو: "لن نسمح للكذب بالانتصار".

وأكد حزب "شاس" الحريدي أنه لا يزال يدعم نتنياهو و"نؤمن ونثق في أن براءته ستثبت وأن العدل سينتصر".

ودعا وزير الدفاع نفتالي بينيت رئيس حزب "اليمين الجديد" إلى "تذكر إسهاماته (نتنياهو) الكبيرة".

وفي حالة عدم تولي نتنياهو الحكومة المقبلة ستكون المرة الأولى التي يخرج فيها من الحكم منذ عام 2009.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image