شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
بين

بين "بوسطة الحرب" و"بوسطة الثورة"... حافلة تجوب لبنان تثير الجدل والتوتر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 16 نوفمبر 201907:03 م

"إنتوا الحرب الأهلية ونحنا الثورة الشعبية"... واحد من الشعارات التي رفعها متظاهرون كثر على امتداد الساحات اللبنانية. وهو يتضمن رسائل مختلفة، أبرزها أن الكثير من وجوه السلطة الحاكمة، اليوم، كانوا مشاركين في الحرب الأهلية اللبنانية ومسؤولين عنها، وأن محاولات التهويل الدائمة بعودة تلك الحرب لن تنطلي هذه المرة على اللبنانيين الذين أسقطوا حاجز الخوف وانقسام الطوائف والمناطق.

ولكلمة "بوسطة" (حافلة) مساحة كبيرة في ذاكرة اللبنانيين، إذ تحضر في إطار تهويلي لكون ما اصطُلح على تسميته "بوسطة عين الرمانة" تُعتبر شرارة اندلاع الحرب الأهلية عام 1975. وعليه، بدأ الجدل مع انطلاق المبادرة التي قيل إن ناشطين من المجتمع المدني أطلقوها في ذكرى "مرور شهر على بدء الثورة"، وقوامها بوسطة متنقلة تجوب مناطق لبنان من الشمال إلى الجنوب.

ترحيب وتخوين وعرقلة

لم يبق الجدل محصوراً بجدوى الفكرة في وقت تستغل أحزاب السلطة جهودها لضرب الشارع وكبح تحركاته، بل توسع ليشمل الواقفين وراءها، فقيل إنها "جمعيات مجتمع مدني ممولة من الخارج" وحضر الكلام عن دور داخلي لـ"حزب القوات اللبناني" ودور خارجي لأمريكا بشكل أساسي.

ومع انطلاق البوسطة صباحاً، بدأ الجدل بين مؤيد ومعترض وساخر، حتى أعلنت مناطق رفضها مرور البوسطة فيها، منها صيدا التي وصلت إليها فتوقفت، لا سيما بعد تدخل الجيش على الخط وإعلانه عدم السماح للبوسطة بالمرور من صيدا.

وكانت مناطق أخرى عبرت أيضاً عن رفضها مرور البوسطة، منها النبطية في الجنوب وحلبا في الشمال.

من صيدا، أعلنت مجموعة "صيدا تنتفض" عن عدم المشاركة في البوسطة التي تجول في المناطق، وقالت: "رفعنا العديد من علامات الاستفهام حول هذه الجولة بدءاً بالمنظمين إلى العنوان إلى المشاركين… انتفاضتنا المحقة أعلنت منذ البداية رفضها هذه السلطة السياسية وسياساتها الجائرة وجميع تبعياتها الخارجية، وصيدا خصوصاً، عاصمة الجنوب والمقاومة ترفض أي إملاءات خارجية كما ترفض استغلال هذه الانتفاضة من أي جهة أو حزب سياسي له أجنداته الخاصة".

ومع انتشار الأخبار عن إشكال على مدخل صيدا مع البوسطة، أعلن نائب المدينة أسامة سعد عن السماح بدخولها، لافتاً إلى حرص صيدا على "ديمقراطية القرار في ساحة إيليا" التي تجمع المحتجين منذ بداية الثورة.  


ومن النبطية، أكدت "مجموعة حراك النبطية" أنه "بعد اللغط السائد حول موضوع البوسطة الآتية من الشمال الى الجنوب، ولعدم التنسيق مع مجموعة حراك النبطية، وبسبب عدم وضوح النشاط وما يهدف اليه بوضوح كلي، ورفضاً للإسقاطات علينا من أي أحد، نعلمكم بأننا لن نستقبل البوسطة...".

بين ترحيب بها، وربط بذكرى الحرب الأهلية، وتنديد بتمويل أجنبي خلفها ودعوة لتجنب مبادرات تثير التوتر... ما قصة الحافلة التي جابت لبنان فأثارت جدلاً واسعاً؟  

المشهد نفسه في حلبا، حيث صدر عن خيمة اعتصام حلبا بيان عنوانه "بوسطة الثورة"، مما جاء فيه: "نحن من ساحة حلبا قاطعنا هذه البوسطة نتيجة ارتباطها ومنظميها مع السلطة وجمعيات المجتمع المدني الممولة من الخارج… وندعو لمقاطعة هذه البوسطة، مع تأكيدنا أننا ضد التعرض بالأذى لأي كان، كي لا يتحول الصراع والمطالب الوطنية مع السلطة الطائفية الفاسدة والمصارف إلى صراع بين أجندات خارجية".

في المقابل، نفى منظمو رحلة البوسطة التهم، وقالوا إنها مبادرة فردية، واضعين الاتهامات في سياق البروباغندا الذي انتهجته السلطة منذ شهر.

جدل واسع

على مواقع التواصل، انقسمت الآراء بين من دافع عن الفكرة ومن هاجمها ومن وقف على الحياد منتقداً توقيتها، وداعياً إلى الابتعاد عن المبادرات التي تثير الحساسيات.

من ناحية انتقد طرف المتخوفين من البوسطة وربطها بذكرى الحرب الأهلية، في وقت  كان هناك من سخر ممن يصدقون البروباغندا المروّجة لنظريات المؤامرة والتمويل الخارجي. 




وكان فريق آخر هاجم الفكرة، رابطاً إياها بالأمريكيين والقوات، كما لفت البعض إلى تصريح الوزيرة في حكومة تصريف الأعمال مي شدياق (المحسوبة على "القوات") والذي وصفت فيه "بوسطة الثورة" بـ"بوسطة العز والوحدة". 


وتخوّف طرف ثالث مما قد تحدثه البوسطة من توتر. 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard