شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"عمري ما كذبت"... 5 مرات امتدح فيها السيسي "زهده" في الحكم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 7 نوفمبر 201906:57 م

يثير الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجدل، مجدداً، بتصريحاته الصادمة. هذه المرة نفى نفياً قاطعاً طمعه في حكم مصر قبل ترشحه لرئاستها، وتحدث عن التزام الصدق والبعد عن "لؤم الساسة" مستشهداً بالنبي محمد. 

كان ذلك خلال احتفال مصر بذكرى المولد النبوي، في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، إذ خرج السيسي عن السياق، كعادته، تاركاً محور المناسبة ليتحدث عن توليه الحكم وحربه ضد جماعة "الإخوان الإرهابية" و"إنقاذ" مصر من براثنها، ومسهباً في امتداح ذاته.

"عمري ما كذبت"

وقال الرئيس المصري: "اتحايلت على (رجوت) فخامة الرئيس (المؤقت) عدلي منصور أن يترشح (لرئاسة البلاد) وأكون أنا في مكاني (وزيراً للدفاع)"، مستطرداً بالقول: "هذا لتعرفوا أن الجميع زهد في المنصب لأنه تحدٍ كبير جداً، سواء دنيا أو دين".

وأضاف: "الحكاية ليست حكاية رئيس ونظام، على الأقل بالنسبة لي. لو انتو تصورتوا أني، في 30 حزيران/يونيو و3 تموز/يوليو (عام 2013)، أني كنت ‘طمعان‘، تبقوا ظلمتوا الفكرة والقيم والمبادئ التي وقفنا من أجلها".

وتابع: "إذا تصورتوا أن الموضوع كله لأتولى المنصب، أكون بذلك ‘أوحش‘ منهم (أي جماعة الإخوان المسلمين)، لأ والله".

واستفاض شارحاً: "مش قضية رئيس ونظام، هي قضية بناء أمة والدفاع عن مصر وحمايتها. وعلى الناحية التانية، مواجهة الشر وأهله لأني مش هنساهم".

وامتدح نفسه بالقول: "الناس التي تعرفني تعرف أني ‘عمري ما كذبت‘، حتى وأنا موجود في المكان الذي يقول عنه أهل السياسة يحتاج ‘لَوع‘ (لؤم) وأكاذيب"، مستشهداً بالرسول في قوله "النبي محمد قاد ومكانش كده، ونجح، عشان الصلة، وربنا يجعلنا من أهل الصلة".

ماذا عن التعديلات الدستورية؟

تصريح السيسي استفز العديد من الناشطين المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فاتهموه بـ"الكذب والغش وقلب الحقائق".

لم تكن المرة الأولى التي يخالف فيها الرئيس المصري أقواله بأفعال تناقضها. 

عام 2013، عقب الانقلاب ضد الرئيس الراحل محمد مرسي، أقسم السيسي للمرة الأولى بأنه "ليس طامعاً في السلطة". وقال: "جيش مصر وطني، شريف وصلب، وأقسم بالله أننا ملناش أي طمع في أي شيء في أننا غير نشوف بلدنا مصر قد (في حجم) الدنيا".

لكن نفي الرئيس الطمع بالسلطة، هذه المرة، يثير تساؤلاً بشأن "التعديلات الدستورية" الأخيرة التي أقرها البرلمان المصري، الموالي له، في وقت سابق من العام الحالي، والتي تمنحه حق البقاء في الحكم حتى عام 2030.

واصفاً ذاته بـ"الزاهد في الحكم"، مستشهداً بالنبي محمد في ذكرى مولده… السيسي يمتدح نفسه مرة أخرى من دون مناسبة، لكن ماذا عن تعديلات دستورية تمنحه حق الحكم حتى عام 2030؟
كل من عارض السيسي أو طالب برحيله كان مصيره السجن أو الاختفاء القسري أو الهروب خارج الوطن، وفي بعض أحيان الفضيحة والتشهير أو الموت… لكنه يصر على أنه "زاهد بالحكم"، بعيد عن "لؤم الساسة"

وكان المعارضون لتلك التعديلات قد تعرضوا للتنكيل والسجن والتخوين، وفي بعض الأحيان للتشهير من أجل ثنيهم عن معارضتها، ومنهم المخرج والبرلماني خالد يوسف.

 الرئيس المصري شدد أيضاً، في مناسبات أخرى، على "عدم طمعه في السلطة"، ففي أيلول/سبتمبر عام 2014، قال مخاطباً المصريين: "اشتغلوا معايا سنتين وحاسبوني. أنا مش قاعد 20 سنة، ويجب أن نعطي الفرصة للجميع ولو فيه حد أفضل مني يجي فوراً مكاني".

 وعام 2017، خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الثالث للشباب، قال السيسي "قسماً بالله العظيم، قسماً بالله العظيم، قسماً بالله العظيم، لو المصريين مش عايزيني، ما هقعد فيها (السلطة) ثانية".

وخلال جلسات منتدى شباب العالم، عام 2018، أجاب السيسي عن سؤال عن "البقاء الأبدي في الحكم"، بالقول "لا يوجد أبد، وإن الأبد ينتهي بانتهاء عمر الإنسان. ليس هناك أبد مطلق، لأن الجميع سيموتون، ولن يبقى الحاكم حاكماً 100 أو 200 سنة".

في المقابل، شدّد السيسي قبضته على السلطة وزج بغالبية معارضيه في السجون أو في غياهب "الاختفاء القسري"، بحسب منظمات حقوقية دولية ومحلية تعتبر عهده "الأكثر قمعاً" في تاريخ مصر المعاصر.

خنق كذلك كل صوت يعارضه أو يطالبه بالرحيل، آخر هذه الأصوات تلك التي خرجت يومي 20 و21 أيلول/سبتمبر الماضي، في تظاهرات في العاصمة المصرية وفي عدة محافظات رافعةً شعار "ارحل يا سيسي".

وقبضت السلطات على نحو 3000 شخص، بحسب منظمات حقوقية محلية، مروجة لفكرة أن أنصار "الإسلام السياسي" هم الذين يرغبون في رحيل السيسي.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image