"مخططات الأعداء لنشر الفوضى وزعزعة الأمن"، هكذا وصف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الحراك الشعبي ضد السلطة والفساد في العراق ولبنان، داعياً "المخلصين" في البلدين إلى تفويت الفرصة على الاستخبارات الأمريكية والغربية.
وقال خامنئي: "على المخلصين والحريصين في العراق ولبنان أن يضعوا علاج انعدام الأمن في أولوياتهم، وعلى شعوب هذه الدول أن تدرك أيضاً أن مطالبها المشروعة لا يمكن تلبيتها إلا في إطار الآليات القانونية".
تحذير من تخطي "الأطر القانونية"
"عندما تنهار الأطر القانونية في بلد ما، لا يمكن القيام بأي عمل. وحينما يحدث الفراغ في بلد ما لا يمكن القيام بأي خطوة إيجابية"، قال خامنئي ذلك خلال تخريج دفعة جديدة من ضباط كلية العلوم العسكرية للجيش الإيراني، موضحاً أن "أمريكا وأجهزة الاستخبارات الغربية تقوم اليوم أكثر من غيرها في العالم، وبتمويل من الدول الرجعية في المنطقة، بإثارة الفوضى والاضطرابات، وهو ما يعد اسوأ عداء وأخطر حقد ضد شعب ما".
ثم ختم بالقول: "كانوا (أي القوى المعادية) قد خططوا مثل هذه الأمور لبلدنا العزيز… لكن لحسن الحظ تم إجهاض ذلك المخطط بحضور الشعب في الساحة في الوقت المناسب".
"وكأنما يتحدث إلى شعبه"
عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رد عراقيون ولبنانيون وعرب على اتهامات المرشد الأعلى للحراكين بـ"العمالة"، قائلين إن حديثه دليل على شعوره بالخطر مع سقوط الحكومات التي يزداد فيها نفوذ "أذرعه" أو الموالين له.
واعتبر مغردون لبنانيون أن خامنئي اضطر للتدخل بغية تهديد المتظاهرين بعد كسر إرادة الشعب ذراعه في لبنان، رابطين الأمر كذلك بخطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
بموازاة ذلك، أوضح معلقون عراقيون أن المرشد الإيراني "لن يغفر تمزيق صوره في كربلاء" و"يدرك أن الثورة (في البلدين) تهديد جلي لمشروعه التوسعي"، مشددين على أن "دعوته لقمع الثورة، ستوقعه في مشاكل عصيبة، إذ ستبقى إيران بعد ذلك عدواً أبدياً للعراقيين وليس مجرد جار معتد".
"مخططات الأعداء لنشر الفوضى وزعزعة الأمن"... هكذا علّق خامنئي على ما يجري في لبنان والعراق، معتبراً أن "المطالب المشروعة لا يمكن تلبيتها إلا في الأطر القانونية"
"بدا كأنما يخاطب شعبه"... انتقد لبنانيون وعراقيون كثر "توصيات" خامنئي، في وقت حذّر البعض من أن خطاب المرشد الأعلى لن يمر بسلام
وأعرب مغردون عن غضبهم من أن المرشد الإيراني "بدا كأنما يخاطب شعبه" في حديثه إلى الشعبين اللبناني والعراقي، لافتين إلى رفضهم التام "خطاب الوصاية الإيرانية"، ومطالبين إياه بـ"رفع يده" عن بلادهم.
ونصحه هؤلاء بالنظر أولاً لمطالب شعبه.
من ناحية أخرى، حذر بعض المغردين من أن خطاب خامنئي لن يعبر بسلام، مؤكدين أنه "تصريح لحزب الله بارتكاب مجازر، طالما وصفها بـ‘مؤامرة صهيونية‘"، واعتبره عراقيون تحريضاً لـ"الحشد الشعبي" على قتل المتظاهرين.
يشار إلى أن الحشد الموالي لإيران في العراق يواجه اتهامات بـ"قنص" المتظاهرين السلميين وقتلهم منذ بداية الاحتجاجات.
تحذيرات إيرانية
خرج اللبنانيون إلى الشوارع منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر احتجاجاً على الفساد مطالبين بإسقاط الحكومة التي قادت بلادهم إلى انهيار اقتصادي وشيك. وبرغم تحذيرات حزب الله، على لسان أمينه العام الموالي لإيران، رضخ سعد الحريري، في 29 تشرين الأول/أكتوبر، للإرادة الشعبية معلناً استقالة حكومته.
وفي العراق، انتفض الآلاف منذ بداية الشهر الجاري اعتراضاً على تردي الخدمات العامة وانتشار البطالة والفساد، وبعد قمع السلطات الاحتجاجات السلمية بـ"الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع"، بات مطلبهم الأساسي إسقاط الحكومة.
ومساء 29 تشرين الأول/أكتوبر، بدأت بعض الكتل السياسية في العراق تتحالف لإقالة الحكومة العراقية برئاسة عادل عبد المهدي.
لم يكن خامنئي قد علّق على الانتفاضة الشعبية في لبنان من قبل، لكنه غرد، في 6 تشرين الأول/أكتوبر، حول التظاهرات العراقية واصفاً إياها بـ"المؤامرة"، مؤكداً أن "إيران والعراق شعبان ترتبط أجسادهما وقلوبهما وأرواحهما بوسيلة الإيمان بالله وبالمحبّة لأهل البيت وللحسين بن علي، وسوف يزداد هذا الارتباط قوة يوماً بعد يوم. يسعى الأعداء للتفرقة، لكنهم عجزوا ولن يكون لمؤامرتهم أثر".
وقبل قليل من تصريح خامنئي، نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، محمود واعظي، قوله: "نصيحتنا كانت دائماً الدعوة إلى السلام و(وقف) تدخل القوى الأجنبية في البلدين (العراق ولبنان)"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل تركب موجة المطالب الشعبية وتقدم لهذه القوى الدعم المالي".
كما غرّد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عبر تويتر، زاعماً أن أمريكا والسعودية أطلقتا مشروعاً لإزاحة الحكومة ونشر الفوضى في العراق ولبنان باستغلال مطالب الشعوب، مشدداً على أن النسخة الجديدة مما وصفه بـ"الإرهاب السياسي" مآلها الفشل.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد حذرت، في 29 تشرين الأول/أكتوبر، مواطنيها من السفر إلى العراق بسبب التصعيد الجاري.
وصباح 30 تشرين الأول/أكتوبر، أغلقت السلطات الإيرانية منفذ مهران الحدودي الذي يربط محافظة إيلام الإيرانية بمحافظة واسط العراقية،
وشمل الإغلاق منع عبور المسافرين والشاحنات والحافلات، بحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com