شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"بابا العرب"... غضب مسيحي بسبب أول مسلسل من إنتاج الكنيسة في مصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 29 أكتوبر 201907:13 م

أثير جدل في أوساط مسيحيي مصر عقب الإعلان عن إنتاج "أول مسلسل كنسي" والذي من المقرر أن يروي سيرة حياة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الراحل البابا شنودة الثالث.

ووفق ما أعلنه القيادي الكنسي ومطران شبرا الخيمة الأنبا مرقس، في مداخلة تلفزيونية، فإن المسلسل الذي يحمل اسم "بابا العرب" سيتتبع مراحل حياة الراحل بدءاً من الطفولة والشباب، ثم الرهبنة والباباوية، وأخيراً النياح.

"أضخم إنتاج"

رُشّح الفنان ماجد الكدواني لأداء دور البابا شنودة الثالث في المسلسل الذي يمتد على 34 حلقة، فيما أعد مادته التاريخية المؤرخ الكنسي نشأت زقلمة، وكتب السيناريو والحوار الخاص به عطا الله توفيق.

وتتراوح التكلفة التقديرية لإنتاج المسلسل بين 50 و80 مليون جنيه مصري ( نحو 3 إلى 5 مليون دولار أمريكي)، على أن تتكفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية بهذه التكلفة، لا سيما دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون (شمال مصر).

وبحسب المعلن حتى الآن، فإن الكنيسة حصلت بالفعل على موافقة هيئة الرقابة على المصنفات الفنية في البلاد، وكذلك وزارة الثقافة المصرية، مع التأكيد على عرضه على القنوات الفضائية العامة، وعدم قصره على الأقباط.

ويؤكد الأنبا مرقس أن الاستعدادات الأولية للمسلسل انتهت، فيما يخص كتابة السيناريو واختيار الممثلين، لافتاً إلى أن العمل سيصور في الأماكن الحقيقية التي عاش بها البابا شنودة ومنها منزله في الصعيد والآخر في شبرا، مرجحاً عرضه خلال العام القادم.

والاسم الأصلي للبابا شنودة الثالث هو نظير جيد روفائيل، وقد ولد في 3 آب/أغسطس عام 1923 في صعيد مصر، عمل مدرساً للتاريخ لفترة، وكان شاعراً وكاتباً بجانب وظيفته الدينية الهامة، وكان البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة، وأول بطريرك ينشئ العديد من الأديرة القبطية خارج مصر.

في 18 تموز/يوليو عام 1954، رُسّم راهباً باسم "أنطونيوس السرياني"، ثم تُوّج للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1971.

عُرف الراحل بألقاب عدة بينها "معلم الأجيال"، واحتفظ بعلاقات ودودة مع المسلمين حتى وفاته في 17 آذار/مارس عام 2012.

"أليس رعايا الكنيسة أولى؟"

حظي البابا الراحل بمكانة عظيمة لدى شعبه، ما دفع الكثير من المسيحيين إلى الإشادة بإقدام الكنيسة على إنتاج مثل هذا العمل، لتعريف الأجيال الجديدة والقادمة بشخصية وأعمال الراحل الرائعة، معتبرين أن ذلك "أبسط حق للبابا شنودة لدى شعبه".

الإعلان عن "أول مسلسل كنسي" يروي سيرة البابا شنودة الثالث، بميزانية تعادل 5 مليون دولار يتكفل بها أحد الأديرة بعدما فتح حساباً لتلقي التبرعات، يثير غضب أقباط مصر
"لماذا تطلب الكنيسة التبرعات وهي تمتلك مبلغ الإنتاج الضخم؟"... اعتراضات وانتقادات عديدة أعقبت الإعلان عن إنتاج مسلسل ضخم يحكي قصة البابا شنودة، في وقت هدد كثر بالتوقف عن دفع "العشور والعطاء"

في المقابل، انتقد فريق آخر هذه الخطوة بشدة معتبراً أن البابا شنودة "لو كان حياً لرفض أن ينتج مسلسلاً بهذا المبلغ الضخم لأي بابا راحل".

وعدّد هؤلاء الخدمات الكنسية التي رأوا أنها "أكثر استحقاقاً" لإنفاق مبلغ الإنتاج عليها، ومن بينها أخوة الرب والأرامل والفقراء والمساجين وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم، معتبرين أن الراحل "تخلده سيرته وأعماله" وليس بحاجة لمثل هذا المسلسل.

ولفت البعض إلى إعلان شركة إنتاج خاصة شروعها في تصوير فيلم عن البابا شنودة يحمل نفس الاسم، "بابا العرب"، ويصور بالتزامن مع المسلسل المعلن عنه، معتبرين أنه لا داعي للتذرع بأن الهدف هو تخليد سيرة البابا شنودة.

وقال آخرون: "إذا كانت الكنيسة تمتلك هذا المبلغ، فلماذا تطلق برنامج مثل ‘أين أنت؟‘ الذي يعرض الحالات الفقيرة ويطلب التبرعات لها؟"، في وقت تساءلوا "هل ستخصص أرباح المسلسل لخدمات الكنيسة ومشاريعها، طالما سيعرض على القنوات العامة؟".

وكانت تقارير إعلامية محلية قد أشارت إلى فتح دير الأنبا بيشوي المتكفل بإنتاج الفيلم حساباً خاصاً لاستقبال تبرعات المسيحيين في مصر والمهجر عليه لصالح المسلسل.

ودعا المعارضون المسيحيون الكنيسة للتراجع عن تلك الخطوة، مهددين بـ"مقاطعة دفع العشور والعطاء في الكنيسة، ومنحها مباشرةً للمستحقين والمحتاجين".

انتقادات للاسم والسرد

وبعيداً عن الاعتراضات على ضخامة الإنتاج، شكك معلقون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتناول المسلسل لسيرة البابا شنودة بـ"دقة وموضوعية".

وطالت الانتقادات اسم المسلسل حيث أعرب البعض عن تعجبهم من موافقة الكنيسة عليه مفضلين اختيار اسم "البابا".

لكن معد المادة التاريخية للمسلسل قال، في 28 تشرين الأول/أكتوبر، لموقع القاهرة 24 المحلي، إن "اسم بابا العرب، أطلقته الصحافة السورية على الراحل في حياته أثناء زيارته عام 1997 إلى مخيم اليرموك، حيث التقى قداسته باللاجئين وأعرب لهم عن ثقته في العودة إلى بلادهم".

وأضاف: "كان راعياً لكل المسيحيين العرب سواء في مصر أو سوريا أو فلسطين وغيرهم من الدول العربية".

الجدير بالذكر أن رصيف22 تواصل على مدار يومين مع المتحدث باسم الكنيسة القبطية القس بولس حليم الذي قال بدايةً إنه "للأسف، ليس لديه إجابة في الوقت الراهن"، قبل أن يعد بـ"الاستفسار ومعاودة الرد"، ولم يأت الرد حتى موعد نشر هذا التقرير. كما جرى التواصل مع القيادي الكنسي ومطران شبرا الخيمة الأنبا مرقس من دون رد أيضاً.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image