أعلن "نادي الأسير الفلسطيني"، في 28 تشرين الأول/ أكتوبر، نقل الأسيرة الفلسطينية-الأردنية هبة اللبدي إلى مستشفى بني تسيون في حيفا، إثر تدهور حالتها الصحية، بينما تستمر في إضرابها المفتوح عن الطعام لليوم الـ35، وسط قلق بالغ على حياتها.
وأشار بيان النادي إلى أن قرار إدارة معتقلات الاحتلال الإسرائيلي نقل اللبدي (32 عاماً) إلى المستشفى الإسرائيلي، تزامن مع انعقاد جلسة للنظر في الاستئناف المقدم ضد قرار تثبيت اعتقالها الإداري.
تنكيل، وتعذيب نفسي وجسدي
اعتقلت اللبدي، التي توصف بـ"عاشقة فلسطين" لاعتزازها بهويتها الفلسطينية وارتدائها الزي الفلسطيني، في 20 آب/ أغسطس الماضي لدى وصولها إلى معبر الكرامة أثناء توجهها إلى مدينة جنين لحضور مناسبة عائلية.
واحتجاجاً على ذلك، بدأت إضراباً مفتوحاً عن الطعام في 22 أيلول/ سبتمبر.
وفي 3 تشرين الأول/ أكتوبر، نقل محامي مؤسسة الضمير الحقوقية المعنية بالأسرى، سامر سمعان، عنها، تأكيدها تعرضها لـ"تعذيب جسدي ونفسي" ما جعلها تقدم على الإضراب عن الطعام.
وقالت اللبدي لسمعان إنها أخضعت لتحقيق متواصل من التاسعة صباحاً حتى الثانية فجراً طيلة الـ16 يوماً الأولى من اعتقالها، فضلاً عن منعها من التواصل مع محامٍ لمدة 25 يوماً، مؤكدةً استمرار التحقيق معها لمدة شهر في مركز تحقيق بتاح تكفا.
وأضافت اللبدي أنها نقلت إلى سجن الدامون بعد 32 يوماً من اعتقالها، قبل أن يصدر أمر اعتقال إداري بحقها لمدة 6 أشهر بعد 9 أيام من إيداعها السجن.
الأسيرة الفلسطينية-الأردنية المضربة عن الطعام منذ أكثر من شهر هبة اللبدي تُنقل إلى المستشفى للمرة الثالثة، وسط قلق بالغ على حياتها
بعد تعرضها لـ"تعذيب جسدي ونفسي"، أقدمت "عاشقة فلسطين"، الأسيرة هبة اللبدي، على الإضراب عن الطعام... والآن، وضعها الصحي حرج ونُقلت إلى المستشفى للمرة الثالثة
ثم جرى نقلها إلى عزل سجن الجلمة عقب بدئها إضراباً عن الطعام، وتعرضت للتنكيل والمضايقات من قبل السجانين لإنهاء إضرابها، من خلال تفتيشها كل ساعتين وفي ساعات متأخرة من الليل، ووضعها في زنزانة غير نظيفة تحيط بها الكاميرات من كل جهة، حتى أن مكان الاستحمام فيها مكشوف.
وبحسب "هيئة شؤون الأسرى" الفلسطينية، فإن اللبدي معتقلة في زنزانة عالية الرطوبة معدومة التهوئة، خالية من كافة الاحتياجات سوى شرشف صغير وزجاجة ماء، وقريبة من غرف سجناء جنائيين إسرائيليين يصرخون ويشتمون طوال الوقت.
معركة مصيرية
وقررت اللبدي أن تمضي في معركة مصيرية لنيل حريتها، فرفضت أخذ أي مدعمات أو فيتامينات غذائية أو ملح مكتفية بالماء، كما رفضت الخضوع لأي فحص طبي حتى مطلع الشهر الجاري.
وسبق أن صرحت وزارة الخارجية الأردنية بأنها تتابع باهتمام قضية اللبدي، وأشار المتحدث باسم الوزارة سفيان القضاة، في 24 تشرين الأول/ أكتوبر، إلى أن السفارة الأردنية في تل أبيب طالبت السلطات الإسرائيلية بتوفير الرعاية الطبية لها.
وكان الأردن قد احتج على قرار تثبيت اعتقال اللبدي إدارياً. لكن نشطاء أردنيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتقدوا التعاطي الحكومي مع اعتقال إسرائيل اثنين من الأردنيين مؤخراً هما اللبدي وعبد الرحمن مرعي، ورأوه "غير كافٍ".
وجرى تداول أنباء عن تنظيم نشطاء عرب وإسرائيليين، في 28 تشرين الأول/ أكتوبر، وقفة تضامنية مع اللبدي أمام معتقل عوفر، غرب رام الله، بالتزامن مع جلسة استئناف النظر في قرار تثبيت اعتقالها الإداري.
واللبدي ليست الحالة الوحيدة المضربة عن الطعام، إذ يواصل 4 أسرى إضراباً مفتوحاً عن الطعام في سجون الاحتلال اعتراضاً على اعتقالهم، أقدمهم الأسير إسماعيل علي (منذ 97 يوماً)، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.
وهناك أيضاً الأسير أحمد زهران المضرب عن الطعام منذ 37 يوماً، والأسير مصعب الهندي منذ 35 يوماً، وأخيراً اللبدي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...