شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"القلق المناخي"... ما هو؟ وهل يُعدّ مرضاً نفسياً؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

بيئة ومناخ

الخميس 24 أكتوبر 201906:32 م

أشارت وكالة رويترز، في 24 تشرين الأول/أكتوبر، إلى ازدياد مشاركة الأشخاص في جماعات "الدعم النفسي" بسبب معاناتهم "القلق المناخي" الناتج من التحذيرات الدولية بشأن ما يمكن أن يؤول إليه وضع كوكبنا نتيجة "التغير المناخي".

وأكدت الوكالة أن أعداداً متزايدة من الأشخاص في الولايات المتحدة وأستراليا وكندا وبريطانيا يلجأون للمشاركة في مجموعات الدعم هذه لاقتناعهم بالتقارير العلمية المتشائمة بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.

وكان تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ قد نبه إلى أن العلماء قدّروا وصول حرارة الأرض إلى نقطة اللاعودة في غضون 11 عاماً إذا لم تُخفّض الانبعاثات الكربونية العالمية بشكل كبير.

هل هو مرض؟

يعتقد أطباء نفسيون أن الاتجاه العام يشير إلى "حاجة متزايدة إلى توجيه رعاية طبية نفسية متخصصة نحو التغير المناخي". لكن آخرين يحذرون من "المبالغة" في تضخيم هذا الشعور وترقيته إلى درجة المرض.

وتقر الجمعية الأمريكية للطب النفسي بأن للتغير المناخي، بما في ذلك الأحوال الجوية السيئة وارتفاع درجات الحرارة ومستويات البحار، آثاراً ضارة على الصحة النفسية. لكنها لم تصنف القلق المناخي "مرضاً نفسياً". علماً أنها رجّحت زيادة آثار التغير المناخي سوءاً في أوساط الفئات السكانية المعرضة للخطر، كالأطفال والمهاجرين والذين يعانون أصلاً أمراضاً نفسية.

وقال لرويترز مشارك في إحدى مجموعات دعم القلق المناخي، ويدعى ديفيد فريت (52 عاماً): "مما يسبب لي القلق هو أن عدد الذين يعترفون بالمشكلة (أزمة المناخ) ضئيل جداً. عندما يقول العلماء إن أمامنا عشر سنوات لتنفيذ إجراءات سياسية (لحل الأزمة)، فكيف تفكر في ادّخار مال لتعليم ابنتك في الجامعة؟".

ازدياد أعداد المشاركين في مجموعات دعم نفسية للتخفيف من وطأة "القلق المناخي" حول العالم… فما هو؟ وكيف يتم التعامل معه؟
الناشطة السويدية جريتا تونبري خير مثال للذين يصابون باليأس أو الاكتئاب بسبب "القلق المناخي"، إذ استطاعت أن تحول خوفها إلى فعل إيجابي

في حين أكد للوكالة نفسها الخبير النفسي المختص في الصدمات جو رزيق، الذي تولى تدريب خبراء في الصحة النفسية لمعالجة الناجين من حرائق غابات كاليفورنيا، أن "القلق المناخي له ما يبرره، لكنه حذر من اعتباره مرضاً نفسياً لأن ذلك يتطلب إجراء مزيد من الدراسات".

أما لاأورا شميت التي شاركت في تأسيس شبكة مجموعات دعم لعلاج القلق المناخي فأوضحت أن "الناس يشعرون أنهم معزولون. العمل يسير كالمعتاد من دون أي قلق تقريباً بشأن ما يحدث على صعيد التغير المناخي".

ولفتت إلى أن بعض الأفراد المشاركين في مجموعات الدعم الخاصة بالقلق المناخي "تأثروا بكوارث طبيعية لكن أغلبهم يشاركون انطلاقاً من إحساس باليأس" لفعل أي شيء من أجل حل أزمة المناخ الآخذة في التفاقم.

غير كافية؟

في المقابل، يؤمن فريق من خبراء الصحة النفسية بأن جماعات الدعم هذه مفيدة لكن لا تغني عن الحاجة إلى تلقي رعاية نفسية متخصصة.

الطبيبة النفسية ليز فان سوسترن صاحبة الكتابات المتعمقة في عواقب التغير المناخي على الصحة النفسية تقول: "لا توجد إستراتيجية منهجية موحدة لمساعدة المتضررين" نفسياً جراء تدهور المناخ.

ويعتبر خبراء أن البدء في ممارسة فعاليات مدافعة عن حماية البيئة والمناخ ربما هو وسيلة أخرى للتعامل مع القلق المناخي.

وتشدد فان توسترن على نجاعة هذا الأسلوب الذي اعتمدته الناشطة السويدية جريتا تونبري، بعدما أطلقت حركة عالمية تنادي بالإضراب عن الدراسة احتجاجاً على التراخي السياسي في التعامل مع أزمة المناخ.

وكانت تونبري قد أصيبت باليأس وهي في الـ11 من العمر، بعد إدراكها فداحة التغير المناخي وضآلة ما يبذله الساسة في هذا المضمار، حتى أنها "توقفت عن الكلام وامتنعت عن الأكل"، حسبما قالت في إحدى المقابلات.

وتشير فان سوسترن إلى أن الحركة التي بدأتها تونبري انطلاقاً من شعورها بالاكتئاب وضرورة التحرك،  تشير إلى "النتائج الإيجابية" للشعور بالقلق المناخي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image