شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
ماذا بعد الاتفاق الروسي التركي لإبعاد أكراد سوريا عن الحدود؟

ماذا بعد الاتفاق الروسي التركي لإبعاد أكراد سوريا عن الحدود؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 23 أكتوبر 201901:29 م

حث الكرملين، في 23 تشرين الأول/أكتوبر، قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على الانسحاب من منطقة الحدود السورية التركية وإلا أصبحوا فريسةً للجيش التركي، وذلك في إطار اتفاق روسي تركي وُقّع قبل ساعات.

واتفقت تركيا وروسيا على نشر قوات سورية وروسية في شمال شرقي سوريا لإبعاد مقاتلي قسد عن الحدود مع تركيا، بالتزامن مع انتهاء "الهدنة" التي سبق أن عقدتها واشنطن مع أنقرة لوقف الهجوم التركي على أكراد سوريا لمنحهم فرصة للانسحاب من المنطقة.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالات أنباء روسية إن الولايات المتحدة، على ما يبدو، تشجع الأكراد على البقاء قرب الحدود السورية مع تركيا والاشتباك مع الجيش التركي، متهماً واشنطن بالتخلي عن أكراد سوريا والغدر بهم وإجبارهم على محاربة الأتراك.

بنود الاتفاق

أُبرم الاتفاق بعد ساعات من محادثات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في سوتشي.

ويقضي الاتفاق بإعادة انتشار قوات الجيش السوري النظامي على الحدود مع قوات روسية كبديل من القوات الأمريكية التي تولت حراسة المنطقة سنوات عدة مع الأكراد، قبل انسحابها وتوجهها قبل يومين نحو العراق.

ووسّع الجيش السوري انتشاره في ريف الحسكة ودخل 11 قرية جديدة على محور الطريق الدولي الحسكة حلب وصولاً إلى مشارف الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، وتحركت وحدات أخرى لاستكمال انتشارها في ريف المحافظة الشمالي في 22 تشرين الأول/أكتوبر.

وتبدأ الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية، في 23 تشرين الأول/أكتوبر، في إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية وتأمين خروجها مسافة 30 كيلومتراً من الحدود التركية خلال 150 ساعة، وفق الاتفاق.

وتمثل هذه المسافة "المنطقة الآمنة" التي تنشدها تركيا منذ سنوات. ويحفظ الاتفاق لتركيا السيطرة على منطقة عمقها 32 كيلومتراً في سوريا كانت قد استولت عليها خلال عمليتها العسكرية.

ومن المقرر أيضاً أن تسيّر القوات الروسية والتركية، بعد 6 أيام، دوريات مشتركة في نطاق 10 كيلومترات في محيط المناطق التي استهدفتها العملية العسكرية التركية "نبع السلام" عدا مدينة القامشلي.

ويلتزم الجانبان، في الاتفاق، المساهمة في "العودة الطوعية" للاجئين السوريين في تركيا، إلى بلادهم.

"اتفاق تاريخي"

وصف أردوغان الاتفاق بـ"التاريخي"، فيما اعتبره بوتين "مهماً جداً إن لم يكن بالغ الأهمية لإنهاء وضع متوتر جدا‭‭‭ ً‬‬‬على الحدود السورية التركية".

الكرملين يحث أكراد سوريا على الانسحاب من المنطقة الحدودية ويحذرهم من أن يقعوا "فريسةً" للجيش التركي، والمتحدث باسمه يلمح إلى تشجيع أمريكي لهم للبقاء
اتفاق تركي روسي على إبعاد مقاتلي قسد عن "المنطقة الآمنة" التي تنشدها تركيا منذ سنوات، وأنقرة تؤكد "لا داعي لعملية جديدة في سوريا"

وقال الكرملين إن الرئيس السوري بشار الأسد شكر نظيره الروسي على الاتفاق، خلال مكالمة هاتفية جرت في ساعة متقدمة من مساء 22 تشرين الأول/أكتوبر.

وأوضح الأسد لبوتين أن حكومته ترفض "أي احتلال للأراضي السورية تحت أي ذريعة"، وفق ما نقله التلفزيون الرسمي السوري.

وشدد الأسد على أن "سوريا ستواصل محاربة الإرهاب واحتلال الأراضي السورية بكل الوسائل المشروعة اللازمة"، منوهاً بأن "الجماعات ذات الأهداف الانفصالية هي سبب الوضع الحالي".

ولم يتضح بعد موقف الإدارة الذاتية للأكراد في شمال سوريا وشرقها أو قوات سوريا الديمقراطية من الاتفاق الروسي التركي.

وأكدت وزارة الدفاع التركية، في ساعة متقدمة من مساء 22 تشرين الأول/أكتوبر، أنه "لم تعد هناك حاجة لشن عملية جديدة في شمال سوريا"، مشيرةً إلى إبلاغ واشنطن لها أن الأكراد أتموا انسحابهم من المناطق الحدودية بانتهاء اتفاق الهدنة الموقع بين الجانبين في 17 تشرين الأول/أكتوبر، ومدته 5 أيام.

وقال مسؤولون أمريكيون إن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي كان قد أبلغ واشنطن إتمام الانسحاب قبيل انتهاء الهدنة المتفق عليها بين أنقرة وواشنطن.

يُذكر أن تركيا وفصائل سورية موالية لها كانت قد شنّت، في 9 تشرين الأول/أكتوبر، هجوماً على قسد، زاعمةً أن غرضها "تطهير المنطقة من الإرهاب". وتسبب الهجوم بنزوح نحو 180 ألف شخص، بينهم نحو 80 ألف طفل، ووقوع أضرار مادية كبيرة في البنى التحتية والمرافق الخدمية والمرافق (مثل محطات المياه والكهرباء) التي تخدم مئات الآلاف من المدنيين، بحسب الأمم المتحدة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image