شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
من

من "لبيك يا حسين" إلى "يسقط الفساد"… وجه جديد لأربعينية الحسين بكربلاء

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 19 أكتوبر 201903:31 م

"كلا كلا للفساد.. نعم نعم للإصلاح"، "بغداد حرة حرة، يا فاسد اطلع برّة".. هكذا هتف آلاف العراقيين، يوم 19 تشرين الأول/أكتوبر، خلال مشاركتهم في إحياء ذكرى أربعينية الحسين في مدينة كربلاء، بعد دعوة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لمواصلة الحراك الاحتجاجي الذي أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص.

وبحسب ما نشرته وكالة فرانس برس تظاهر الآلاف من مؤيدي الصدر وسط الزوار المتشحين بالسواد حداداً على الإمام الحسين بن علي، حفيد النبي محمد.

ونقلت الوكالة عن المواطن خضير نعيم، من مدينة البصرة الغنية بالنفط جنوب البلاد، تنديده بـ"الفاسدين" الذين، وفقاً للأرقام الرسمية، ساهموا بنهب أكثر من 450 مليار دولار خلال الأعوام الـ16 الماضية.

وقال نعيم إن بلده الذي يعدّ أبرز منتجي النفط في منظمة أوبك، "من أغنى البلدان لكن شعبه يعاني من الفقر"، متابعاً أنه للأسف، تسلطت على رقاب الفقراء والناس "بعض الفئات الطاغية المجرمة".

وشهد العراق الأسابيع الأخيرة تظاهرات احتجاجية تطالب بتوفير فرص عمل وخدمات عامة ومكافحة الفساد، وتطورت لتطالب بإسقاط الحكومة، وهي التظاهرات التي وصفها مراقبون بأنها غير مسبوقة.

ومنذ الأول وحتى السادس من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، قُتل 110 أشخاص وأصيب ستة آلاف بجروح، غالبيتهم من المتظاهرين، بحسب أرقام رسمية.

وتنطلق دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للتظاهر في 25 من الشهر الحالي، في ذكرى مرور عام على تولي رئيس الحكومة عادل عبد المهدي منصبه.

إيرانيون وخليجيون في العراق

وفي الأيام الأخيرة، استقبل العراق أكثر من ثلاثة ملايين زائر أجنبي براً غالبيتهم من الإيرانيين، لإحياء الأربعينية، لكن بينهم أيضاً شيعة من الخليج، على غرار طالب الغدير، وهو مواطن السعودي.

ونقلت فرانس برس عن الغدير قوله: "لا بد للإنسان أن يزور الإمام الحسين مهما كانت الظروف (...) الزوار من الخليج جاؤوا في الفترة الأخيرة، بسبب التظاهرات”.

آلاف العراقيين يهتفون بشعارات مناهضة للفساد في مواكب إحياء أربعينية الحسين في كربلاء… "كلا كلا للفساد نعم نعم للإصلاح"… "بغداد حرة حرة يا فاسد اطلع برا"…هتافات سياسية من قلب كربلاء التي لطالما كانت رمزاً دينياً

ويسير نساء ورجال وأطفال متشحون بالسواد، على الأقدام كيلومتراتٍ طويلة للوصول الى كربلاء والتوجه الى منطقة تسمى "بين الحرمين" في عادة يطلق عليها "المشاية"، وهناك يختارون إما الدخول إلى مقام الإمام الحسين، أو الى مقام أخيه العباس الملقب لدى الشيعة بـ "أبى الفضل" أو "قمر بني هاشم".

وتُقام على طول الطريق المؤدي الى كربلاء مئات المحطات التي تتولى تقديم خدمات مجانية بينها الطعام والشراب وتوفير مكان لراحة الزوار.

عبد المهدي: سنحاسب المقصرين

وتزامناً مع الأربعينية وجه رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، صباح 19 تشرين الأول/أكتوبر، رسالة الى الزوار، تعهد فيها بمحاسبة المقصر مهما كان موقعه.

وقال عبد المهدي في بيان: "أتوجّه بالتحية للملايين من المؤمنين من العراقيين وغير العراقيين الذين يتوجهون نحو محافظة كربلاء المقدسة لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين، وصحبه من شهداء معركة الطف الخالدة، وأجدد لهم العزاء ولكل المسلمين والأحرار في هذا العالم"، وأضاف أن "المشاركة المليونية في طريق شهيد الإصلاح تعني أن شعبنا العراقي شعب حر، شعب حي لا يمكن أن يخدع أو يهان"، مشيراً الى أن "هذا الجهد الشعبي والأمني والخدمي الكبير المبذول في هذه الزيارة يأتي تزامناً مع جهد وحراك وطني وحكومي مستمر للإصلاح والبناء وتلبية المطالب المشروعة لشعبنا ومواجهة الفساد ومحاربته واسترداد حقوق وأموال الشعب مهما كانت المصاعب والتحديات".

وتابع "علينا جميعاً أن نتذكر أن ثورة الامام الحسين هي ثورة ضد الانحراف والظلم، وإن زيارة الأربعين على وجه الخصوص تعبّر في جوهرها عن الرفض لكل أشكال الخراب والفساد"، لافتاً إلى "أننا لن نحيد عن الإلتزام بهذا النهج المتصدي بقوة وعزم ومسؤولية لمظاهر الإنحراف والفساد وإلغاء التفاوت المعيشي وتحقيق العدالة الإجتماعية وتحقيق الإصلاح الذي بات مطلبا يتفق عليه ويشترك فيه جميع العراقيين بمختلف انتماءاتهم وعناوينهم".

وكان مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، قد أعلن في 8 تشرين الأول/أكتوبر، التوصل لاتفاق مع تنسيقيات المتظاهرين على "تعليق" الاحتجاجات الشعبية في البلاد حتى انتهاء أربعينية الحسين التي تقام في 20 من الشهر الجاري.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image