انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.
هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.
وسط حالة من الفرح العارم، غادرت الصحافية المغربية الشابة هاجر الريسوني سجن العرجات، مساء 16 تشرين الأول/أكتوبر، بعدما وجهت الشكر لجميع المتضامنين معها من صحافيين ومحامين وحقوقيين في أول تعليق لها بعد العفو الملكي عنها.
ومساء 16 تشرين الأول/أكتوبر، أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس عفواً عن الريسوني وجميع المدانين معها (خطيبها والطاقم الطبي) في قضية اتهامها بـ"ممارسة الجنس خارج الزواج والإجهاض غير القانوني".
وجاء في بيان وزارة العدل المغربية أن "هذا العفو الملكي يندرج في إطار الرأفة والرحمة المشهود بها لجلالة الملك" و"في إطار حرص الملك على الحفاظ على مستقبل الخطيبين اللذين كانا يعتزمان تكوين أسرة طبقاً للشرع والقانون، رغم الخطأ الذي قد يكونان ارتكباه، والذي أدى إلى المتابعة القضائية".
وكان قد حكم على الريسوني بالسجن النافذ لمدة عام وغرامة. وخلفت محاكمتها وإدانتها بهذا الحكم انتقادات دولية ومحلية واسعة.
"تصحيح خطأ"
وكان بانتظار هاجر لدى خروجها من السجن عدد كبير من مراسلي وسائل الإعلام المحلية والدولية، والحقوقيين المتضامنين معها. وقالت الريسوني لهم: "أؤكد أن هذا العفو كان فقط تصحيحاً للظلم الذي تعرضنا له، وقد جاء في وقته. أشكر كل من تضامن معنا".
أما خطيبها، الباحث السوداني رفعت الأمين، فأكد أنه سعد كثيراً بالعفو، مشدداً على أن "الحرية ليس لها ثمن".
وأضاف: "مررنا بمحنة كانت مفيدة لأنها رسخت لدينا قناعات كثيرة، منها الإيمان أكثر بحقوق المرأة، وضرورة القضاء على العنف والتمييز ضدها"، مشدداً على أنه بات "أكثر إيماناً واقتناعاً ومحبة لهاجر".
واعتبر محامي الريسوني، عبد المولى الماروري، أن "العفو (الملكي) يعبر عن الحكمة والنضج. هناك مغرب تقدمي وديمقراطي ومغرب حقوق الإنسان".
ولفت إلى أن العفو "جاء ليصحح الأخطاء والارتباكات التي شابت هذه القضية، التي كان المغرب في غنى عنها، ولطالما قلنا إنه لا بد من أن نحفظ سمعة المغرب ومكانته وتميزه الديمقراطي والحقوقي".
وقال الكاتب العام للجمعية المغربية لحقوق الإنسان يوسف الريسوني، وهو ابن عم هاجر، إنه تلقى خبر الإفراج عنها بـ"فرح كبير وغبطة" مشيراً إلى أن العفو "جاء نتيجة النضال والتضامن، اللذين عرفهما ملف هاجر الريسوني على المستويين المحلي والدولي".
أما وزير الدولة المغربي المكلف بحقوق الإنسان والعلاقة مع البرلمان، المصطفى الرميد، فأكد عبر حسابه على فيسبوك، أنه "كالعادة يأبى جلالة الملك محمد السادس حفظه الله إلا أن يعيد الأمور إلى نصابها، ويتجاوب في ‘التفاتة إنسانية متميزة تعبر عن حكمة وبصيرة قل نظيرها‘ مع أماني وتطلعات محبي الخير لهذا البلد".
في حين قال رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران عن العفو: "هذا هو الظن في صاحب الجلالة… قرار عاقل يحمل كل معاني الحكمة والتبصر".
مبهج لكن غير مرضي
وعلى الرغم من الاستحسان الكبير الذي تلقى به الوسط الحقوقي المغربي قرار العفو الملكي، أعرب الكثير منهم عن أملهم في أن يكون مجرد بداية نحو مزيد من تكريس الحريات الفردية داخل منظومة القانون الجنائي في البلاد، لافتين إلى أن الكثيرات حوكمن وسيحاكمن بالاتهامات نفسها التي وجهت للريسوني.
وتعليقاً على العفو، قال رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان عبد الإله الخضري، لموقع هسبريس المحلي، إن "العفو الملكي عن هاجر الريسوني وزوجها والطاقم الطبي معهما مبادرة طيبة والتفاتة إنسانية محمودة، بل خطوة تصحيحية لمسار قضائي شهد جدلاً كبيراً، خاصة فيما يتصل بحيثيات واقعة التوقيف والمباغتة المبيتة، وما واكب العملية من خروق قانونية وإجرائية، وما تعرضت له هاجر من فحوص أشبه بالتعذيب".
الفرحة العارمة بخروج الصحافية المغربية الشابة هاجر الريسوني من السجن لم تنسِ المدافعين عنها وعن حقوق الإنسان في المغرب أنها "لم تكن مذنبة لتحاكم" وأن الكثيرات غيرها يقبعن في السجون بالتهمة الظالمة نفسها
في أول تعليق لها، الريسوني تعتبر العفو الملكي عنها "تصحيحاً لخطأ" وتشكر جميع المتضامنين، أما خطيبها خرج من المحنة "أكثر حباً لها وإيماناً بحقوق المرأة"
نشطاء مغاربة يتساءلون: لماذا أفرج عن الريسوني ولم تزل الكثيرات غيرها في السجون بالتهمة نفسها؟ ويرجحون أن السر في "الضغط الإعلامي لا سيما الأجنبي"
كما أشاد رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بوبكر لاركو بالخطوة مهنئاً "جميع المعتقلين الذين تمتعوا بحريتهم"، ومعرباً عن أمله "أن يتمكن المجتمع من التطور وإفراز حلول تحد من المشكل القائم".
في المقابل، تساءل كثيرون عن سبب العفو عن الريسوني بينما العديد من المغربيات في السجون بالتهمة نفسها، أي الإجهاض غير القانوني، مرجحين أن يكون العفو قد صدر بفعل تأثير التركيز الإعلامي، لا سيما الأجنبي، على القضية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...