شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
معاهدة

معاهدة "عدم اعتداء" إسرائيلية مع الخليج… فمن يقبلها؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 7 أكتوبر 201905:36 م

قالت صحيفة "الجريدة" الكويتية، في 7 تشرين الأول/أكتوبر، إنها علمت "من مصادر رفيعة" أن الكويت رفضت تسلم مبادرة "عدم اعتداء" إسرائيلية مزعومة مع دول الخليج العربي، مبيّنةً أن مبادرة تل أبيب قوبلت بـ"رد سلبي من الدول الخليجية التي عُرِضت عليها".

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس قد أعلن، مساء 6 تشرين الأول/أكتوبر، أنه يطور حالياً معاهدات "عدم اعتداء" مع العديد من الدول العربية في منطقة الخليج، في خطة وصفها بالـ"تاريخية"، واعتبر أنها قد تنهي النزاع بين إسرائيل والخليج، وفق ما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

"خطوة تاريخية نحو السلام"

وفي تغريدة تضمنت رابطاً لتقرير بثته القناة 12 الإسرائيلية، مساء 5 تشرين الأول/أكتوبر، ويكشف للمرة الأولى عن المبادرة المزعومة، كتب كاتس عبر حسابه في تويتر: "أنا أطور أخيراً، بدعم من رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) مبادرة دبلوماسية لتوقيع ’معاهدات عدم اعتداء’ مع دول الخليج العربي".
وتابع: "هي خطوة تاريخية سوف تنهي النزاع وتمكّن التعاون المدني حتى توقيع اتفاقيات السلام". 
وترى "تايمز أوف إسرائيل" أن ذلك يعدّ "اعترافاً ضمنياً" من الوزير الإسرائيلي بأنه لا توجد دولة عربية مستعدة حالياً لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع تل أبيب "ما دام النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بلا حل".
كما أكد كاتس، في تغريدته، أنه قدم خطته للعديد من وزراء الخارجية العرب خلال رحلته الأخيرة لنيويورك، في الأسبوع الماضي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. 
وبيّن أنه ناقش الفكرة مع مبعوث السلام الخاص للشرق الأوسط للإدارة الأمريكية المنتهية ولايته، جيسون غرينبلات، متعهداً "مواصلة العمل لتعزيز مكانة إسرائيل في المنطقة وحول العالم".

بنود المعاهدات

بالعودة إلى تقرير القناة 12 الإسرائيلي، الذي لم يستند إلى مصدر، فقد أشار إلى أن المعاهدات التي يسعى الجانب الإسرائيلي إلى عقدها "تهدف إلى تحقيق علاقات ثنائية ودية، وتعاون في مجالات متعددة، وعدم وجود حرب أو تحريض، نظراً لمواجهة كل من إسرائيل والخليج عداء إيرانياً متنامياً".
وأفاد بأن شروط الاتفاق المطروح تشمل التزامات بـ"تطوير علاقات ودية وتعاون" انطلاقاً من ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بشأن منع العداء أو التحريض على العداء، فضلاً عن تجنب أي تحالف عسكري أو أمني مع أطراف أخرى.
وأضيفت عناصر  جديدة، بحسب التقرير، بحيث يحدد نص المعاهدات المقترح التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز المصالح الاقتصادية.
وأكد التقرير أن كاتس اتفق مع مسؤولين "خليجيين" خلال "سلسلة اجتماعات" في نيويورك على تشكيل فرق عمل لدفع معاهدة عدم الاعتداء إلى الأمام.
الكويت رفضت معاهدة "عدم اعتداء إسرائيلية مع الخليج" قبل الاطلاع عليها أو تسلمها عبر وسيط بحسب صحيفة محلية، ودولتان خليجيتيان قابلتا الاقتراح الإسرائيلي بـ"فتور"
وزير الخارجية الإسرائيلي يعلن أنه بصدد وضع معاهدات عدم اعتداء مع دول خليجية واصفاً الأمر بـ "خطوة تاريخية لإنهاء النزاع وتمكين التعاون المدني وتوقيع اتفاقيات السلام"

فتور ورد سلبي خليجي

في هذا الإطار، نقلت "الجريدة" الكويتية عن مصادرها، أن "الوزير الإسرائيلي التقى وزيري خارجية دولتين خليجيتين، تحتفظ إسرائيل بنوع من الاتصالات معهما، وعرض عليهما، كل على حدة، تلك المبادرة، لكنه سمع من كليهما تحفظاً شديداً حولها، معتبرَين أنها تفتقر إلى الواقعية في الظروف الحالية".
وأضافت: "الوزير الإسرائيلي بعث بمبادرته إلى وزير خارجية دولة خليجية ثالثة، عبر وسيط، لكنه تلقى جواباً سلبياً، ليس باسم دولة هذا الوزير فقط، بل باسمَي دولتين خليجيتين أخريين"، وأن "الكويت رفضت تسلم هذه المبادرة من الأساس حتى من دون الاطلاع على مضمونها".

جهود كاتس الحثيثة

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قد غرد في 23 أيلول/سبتمبر الماضي مؤكداً أنه أجرى محادثات مع نظير له في دولة عربية لا تربطها بإسرائيل علاقات رسمية، من دون الكشف عن اسمه. 
وأوضح آنذاك أنهما ناقشا سبل مواجهة "التهديد الإيراني" و"عملية لتعزيز التعاون المدني".
والتقى كاتس ووزير الاستخبارات الإسرائيلي مسؤولين عربين رفيعين مرتين على الأقل خلال الفترة الماضية، الأولى مطلع تموز/يوليو، بمسؤول إماراتي لم يذكر اسمه أثناء زيارة للعاصمة الإماراتية أبو ظبي.
أما الثانية فكانت في وقت لاحق من الشهر نفسه مع وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة خلال المشاركة في مؤتمر استضافته وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن.
والتقط النظيران الإسرائيلي والبحريني صورةً بثت علناً في خطوة توثيقية نادرة للقاء بين مسؤول عربي بارز مع مسؤولين إسرائيليين.
وسبق أن زار كاتس سلطنة عُمان، في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2018، لحضور مؤتمر مواصلات دولي، وقال من هناك "يمكن للتعاون بين إسرائيل ودول الخليج أن يتوسع"، لافتاً إلى أنه "لدى إسرائيل أيضاً الكثير لتقدمه عندما يتعلق الأمر بتحلية المياه والري والزراعة والدواء".
وأكد في خطاب ألقاه أمام الأمم المتحدة في الشهر الماضي، أن لدى إسرائيل "سياسة واضحة في الدفع بالعلاقات والتطبيع مع دول الخليج العربي"، مستطرداً "لا يوجد لدينا صراع مع دول الخليج، بل لدينا مصالح مشتركة في مجال الأمن ضد التهديد الإيراني، وكذلك في تطوير العديد من المبادرات المدنية المشتركة".
وفي آب/أغسطس الماضي، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي أنه من الواقعي توقع تحقيق اتفاقات سلام رسمية مع دول الخليج السنية المعتدلة في غضون بضع سنوات.
ويسلط المقترح الإسرائيلي الضوء على اقتراح إيراني مماثل عرضه وزير الخارجية محمد جواد ظريف قبل أسابيع على دول عربية وخليجية، بينها الكويت، بشأن معاهدات عدم اعتداء.
وقد شهدت الفترة الأخيرة تقارباً بين دول عربية وخليجية وتل أبيب في ظل ما اعتبر "تنامي النفوذ والتهديد الإيرانيين" في المنطقة.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image