شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
إيران تعتقل شبيهة أنجيلينا جولي بتهمة إهانة الزي الإسلامي

إيران تعتقل شبيهة أنجيلينا جولي بتهمة إهانة الزي الإسلامي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 7 أكتوبر 201902:54 م

تراقب إيران مستخدمي إنستغرام عن كثب، "مؤثرين" وسياسيين وأفراداً، ولكنّها لا تطبّق قانونها على الجميع.

اعتقلت السلطات الإيرانية الشابة سحر تبر (22 عاماً) التي عُرفت عام 2018 بعدما انتشرت صورها بشكل واسع نسخة مشابهة من الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي، بتهم "التجديف والتحريض على العنف وكسب الأموال من خلال وسائل غير مناسبة وإهانة الزي الإسلامي وتشجيع الشباب على الفساد"، وفقاً لما نقلته وكالة تسنيم الإيرانية يوم 6 تشرين الأول/أكتوبر من دون أن تذكر توقيت الاعتقال.

وبينما يُشير البعض إلى إجراء تبر نحو 50 عملية تجميل، قالت في وقت سابق إن الصور "المُرعبة" التي تظهر فيها هي نتاج ما تفعله بواسطة المكياج والبرامج المتوفرة على الإنترنت لتعديل الصور.

ولفتت وكالة تسنيم إلى أن اعتقال تبر جاء بعد "ورود عدة شكاوى من المواطنين بشأنها".

وبالتزامن مع الاعتقال، حُذف حسابها الذي كان يتابعه نحو 27 ألف شخص. وسخر مغردون من أسباب اعتقال تبر، منهم من قال: "كان على تبر أن ترتكب مخالفات قانونية أقل إثارة للجدل كالاختلاس أو القتل مثلاً".

واستهجن كثيرون خبر اعتقالها مرجحين أنها تعاني مشاكل نفسية، مقترحين نقلها إلى مصحة نفسية، بدلاً من السجن.

وتساءلت صحافية بي بي سي فارسي كروبا بادي: "لماذا جاء الاعتقال الآن في حين انتشرت صور الشابة بشكل واسع في عام 2018؟"

إيران تعتقل شبيهة أنجلينا جولي بتهم "التجديف والتحريض على العنف وكسب الأموال من خلال وسائل غير مناسبة وإهانة الزي الإسلامي وتشجيع الشباب على الفساد". لكن ماذا عن "مؤثرين" آخرين قريبين من السلطة لم تطبق عليهم طهران القوانين؟
إيران تتجاهل حسابات شباب على علاقة بالحكومة على إنستغرام تظهر فيها إيحاءات جنسية وكحول، وتعتقل شبيهة لأنجلينا جولي لـ"تحريضها على العنف"

"مخالفة المعايير الأخلاقية"

وانضمت بتر بذلك إلى "المؤثرين" المعتقلين في إيران الذين وُجهت لهم تهم عدة، كلها تندرج تحت "الحريّة" التي لا تريد السلطات الإيرانية ممارستها في فضاء الإنترنت، من بينهم مايدة هوجابري التي اعتُقلت في تموز/يوليو 2018 لرقصها في منزلها. 

واشتهرت هوجابري التي يتابعها نحو 80 ألفاً بنشرها فيديوهات رقصها في المنزل عبر إنستغرام، وهو ما أدى إلى اعتقالها بتهمة "مخالفة المعايير الأخلاقية".

وبث التلفزيون الحكومي الإيراني تقريراً يظهر ما أسمته "إقراراً بالذنب" لفتيات، من بينهن مايدة، وهنّ يعترفن بمخالفة المعايير الأخلاقية، ومن بين الأسئلة كانت: "ما هدفك من نشر فيديوهات الرقص؟" أجابت: "لم أكن أحاول لفت الانتباه. هناك من يحب رقصي. لم أكن أروّج لشيء ولم أشجع أحداً على الرقص".

ازدواجية المعايير

حساب واحد فقط على إنستغرام قد يكشف عن ازدواجية المعايير التي تُطبّق في إيران التي يحكمها نظام ديني منذ الثورة الإيرانية في عام 1979 يلزم المرأة حتى اليوم بارتداء الحجاب، وهو حساب ابن أحد الدبلوماسيين الإيرانيين، ساشا سبحاني، الذي يضع إيموجي "ممنوع أقل من 18" في خانة البايو أو التعريف لكثرة المنشورات ذات الإيحاءات الجنسية التي ينشرها. 
منذ 18 ساعة، نشر صورة له مع أربع فتيات، تُظهر واحدة منهنّ مؤخرتها. 
وقبل  أسبوع، نشر صورة من داخل نادي رياضي مع ست فتيات، لا يرتدين سوى الملابس الداخلية. 

وفي 27 أيلول/سبتمبر الماضي، نشر فيديو يُظهر فيه نحو 7 نساء في شقّته لا يرتدين سوى الملابس الداخلية أيضاً، وفي أيديهن مشروبات كحولية. 
هذه نبذة من حسابه الذي يستخدم فيه كثيراً إيموجي المال، في إشارة إلى أن المال هو سرّ هذه "الحياة المرفهة". لكن لسائل أن يسأل ألا يخالف ساشا "المعايير الأخلاقية" أم أن ما ينطبق على غيره لا ينطبق عليه من أفراد شرطة الأخلاق؟ وعلى أي أساس يتم إصدار عقوبات على روّاد الفضاء الافتراضي واستثناء آخرين منها؟ 
في سياق متصل، يتشابه حساب ساشا بحساب Rich Kids of Tehran (شباب طهران الأثرياء) على إنستغرام، وهو حساب كثيراً ما يستعرض صوراً تحضر فيها المشروبات الكحولية ولباس البحر على الشواطئ.
في تقرير يعود إلى 14 كانون الثاني/يناير، قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن بعض "شباب طهران الأثرياء" تربطهم علاقة بالحكومة الإيرانية التي تمنحهم وظائف، ومنحاً دراسية و"تيسيراً في السفر بعكس غيرهم". ويبدو أن العلاقة التي تربطهم بالحكومة لها الفضل في عدم إغلاق الحساب، ولا اعتقال المشاركين فيه بصورهم.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image